مبارك «يستعطف» بـ «الشعر».. والعادلى يوزع الاتهامات

كتب أحمد شلبى وفاطمة أبوشنب ٢٣/ ٢/ ٢٠١٢
[تصوير ـ حسام فضل أهالى الشهداء خارج قاعة المحكمة يطالبون بإعدام مبارك ]
تصوير ـ حسام فضل
أهالى الشهداء خارج قاعة المحكمة يطالبون بإعدام مبارك

شهدت الجلسة قبل الأخيرة فى قضية قتل المتظاهرين والفساد المالى، المتهم فيها الرئيس السابق حسنى مبارك ونجلاه ووزير داخليته و٦ من كبار مساعديه، مشادات أمس بين المستشار أحمد رفعت، رئيس المحكمة، وبعض المدعين بالحق المدنى، رُفعت على إثرها الجلسة ثلاث مرات، كما تحدث المتهم الأول، الرئيس السابق، وباقى المتهمين خلال الجلسة بكلمات مقتضبة أكدوا فيها عدم وجود طلبات بخلاف ما سرده دفاعهم، باستثناء حبيب العادلى الذى تحدث وشرح أسرار ما قبل الثورة وأثناءها لنحو ساعتين.

ولأكثر من ساعة كاملة دارت مبارزة كلامية فى الرد والتعقيب على أدلة الاتهام بين فريد الديب، محامى الرئيس السابق ونجليه، من جهة، والنيابة من جهة أخرى، بدأت بقيام النيابة بتسليم هيئة المحكمة خطاباً من مجلس الشعب يتضمن توصية لجنة الشؤون الصحية والبيئية بأن مستشفى ليمان طرة مؤهل لنقل الرئيس السابق، وهو ما واجهه «الديب» بالقول: «هذه التوصية مرفوضة شكلاً وموضوعاً، وكنت أتمنى على النائب العام أن يعيدها لصاحبها، لأنه لا يجوز لأحد أن يعقب على قرار المحكمة، والسلطة التشريعية ليس من حقها التدخل فى عمل القضاء».

وقبل أن يواصل «الديب» تعقيبه، سلّم مذكرة لهيئة المحكمة، قال: «إنها من المتهم الأول (مبارك) كتب فيها كل ما يريد قوله، وأنهاها ببيت من الشعر يقول (بلادى وإن جارت علىّ عزيزة.. وأهلى وإن ضنوا علىّ كرام)».

وعلمت «المصرى اليوم» أن «مبارك» كتب فى مذكرته تفاصيل ما حدث وقت ثورة ٢٥ يناير والقرارات التى اتخذها، كما تضمنت المذكرة جملاً عاطفية عن سمعته ودوره فى بناء مصر، ومشاركته فى حرب أكتوبر، ونفيه فكرة التوريث، أو ترشحه لفترة رئاسية أخرى.

وأكد «الديب»، أن النيابة كانت قد عقّبت على ما قاله المحامون، إلاّ أنها «لم تأت بجديد» واهتمت فقط بالهجوم على المحامين بصفة عامة، ووصفتهم بمجموعة من الجهلاء.

وأثناء إنهاء فريد الديب كلمته، فوجىء بالمحامين المدعين بالحق المدنى يهاجمونه، فقال للنيابة: «حوشوا الناس اللى انتوا جايبينهم ليا»، ما دفع المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام لنيابات استئناف القاهرة، للقول: «هؤلاء المحامون محترمون ولم نأت بهم لأحد، ولهم حق أصيل فى الدعوى»، ثم انطلقت الهتافات والتصفيق من قبل المحامين المدعين بالحق المدنى، فى الوقت الذى رد عليهم أنصار مبارك بتصفيق أعلى لفريد الديب الذى خرج من القاعة أثناء حديث النيابة.

العادلى: عناصر أجنبية خططت للفوضى ومندسون وبلطجية حاولوا إسقاط جهاز الشرطة

اتهم حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، عناصر أجنبية بالتخطيط لإحداث فوضى فى البلاد قبل اندلاع الثورة، واتهم مندسين وبلطجية بالسعى لإسقاط جهاز الشرطة، وقال إن أحداث ٢٥ يناير كانت أكبر من وزارته وأفرادها، وبالنظر إلى تحريات جميع الأجهزة الأمنية التى أجريت قبل الثورة، ومن بينها المخابرات العامة والحربية، فإن جميعها أكد وجود عناصر أجنبية وعملاء داخل مصر اخترقوا الحدود، وخططوا لإحداث الفوضى فى البلاد.

أضاف «العادلى»، فى كلمة ألقاها واقفاً داخل القفص، أثناء نظر الجلسة قبل الأخيرة لمحاكمته و٦ من معاونيه بتهمة قتل المتظاهرين، إن المعلومات التى توفرت من أمن الدولة والمخابرات أكدت أن هناك مظاهرات ستخرج يومى ٢٥ و٢٨ يناير، وكان المعلوم أنها سلمية، وأنه أخطر الرئاسة ومجلس الوزراء بها، وعقد اجتماعاً لدراسة الأوضاع، تم الاتفاق فيه على قطع الاتصالات لتقليل عدد المتظاهرين ولدواع أمنية أخرى.

وتابع: «أصدرت أوامرى بعدم تسليح القوات وتوعية الضباط بضبط النفس، والتنسيق بين أمن الدولة وقيادات القوى السياسية للحفاظ على سلامة المتظاهرين»، وأكد أن «أمن الدولة» كان ينسق مع قيادات الإخوان فى المظاهرات، ولم تكن أجهزة الأمن والمخابرات تعلم أن أجانب سيشاركون فيها.

وأشار «العادلى» إلى أنه لم يصدر أمراً بانسحاب الشرطة خلال أحداث الثورة، ونفى استخدام أفرادها الأسلحة النارية والخرطوش فى قتل المتظاهرين، لأنه لو تم استخدامها لكان عدد الوفيات بالآلاف، مؤكداً أن من استخدم سلاحه الشخصى من الضباط كان يدافع عن نفسه.

وأكد أن العناصر الإجرامية استغلت المظاهرات السلمية يوم جمعة الغضب، للقيام بأعمال تخريب وضرب جهاز الشرطة وإفقاده قوته، وتم حرق ٤ آلاف سيارة شرطة، واعتلت العناصر المندسة أسطح العمارات وأطلقت النار على المتظاهرين، وهو السبب فى اعتقاد البعض أن هؤلاء قناصة من «الداخلية». وأوضح «العادلى» وقوف القوات المسلحة لحماية وزارة الداخلية يوم ٢٨ يناير، وإخراجه منها داخل مدرعة ونقله إلى مكتبه بأمن الدولة فى مدينة نصر، ولدى تحرك المدرعة حاول المتظاهرون إيقافها، وفى نهاية اليوم بدأ المندسون فى تنفيذ الهدف الثانى، وهو اقتحام السجون بهدف إخراج السجناء شديدى الخطورة. واختتم «العادلى» كلمته التى استغرقت ساعتين بالقول: «اليوم أقول الحق أمام الله وللتاريخ، وأؤكد أن مؤامرة خارجية استهدفت مصر، وأقدم عزائى لأسر الشهداء وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين».

ميرسى زوزا للاخبار

شكرااا يا جمييييييييييل