الدين النصيحة كتبه: الشيخ فالح بن نافع الحربي الدين النصيحة كتبه: الشيخ فالح بن نافع الحربي
كاتب الموضوع
رسالة
بدرو 2000 عضو نشيط
الدولة : عدد المشاركات : 55 نقاط : 71 تاريخ التسجيل : 10/03/2012 العمر : 39 الجنس :
موضوع: الدين النصيحة كتبه: الشيخ فالح بن نافع الحربي الدين النصيحة كتبه: الشيخ فالح بن نافع الحربي الأربعاء مارس 14, 2012 3:42 am
الدين النصيحة
كتبه: الشيخ فالح بن نافع الحربي
الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ( ) وقال تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ( ) وقال تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ) وقال رسول الله : { الدين النصيحة...} الحديث.( ) وفي حديث جرير بن عبد الله البجلي أن مما بايع عليه رسول الله :{...النصح لكل مسلم }.( ) إلى كل مسلم طالب للحق، غيور على دينه، ناصح لنفسه حامٍ لحمى العقيدة الصحيحة، ناهج لنهج السلف الصالح القويم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإن هذه البلاد التي قامت على توحيد الله تعالى مستهدفة في عقيدتها ومحسودة على أمنها الذي تنعم فيه بفضل الله أولاً ثم بقيامها بتحكيم شريعة الله في عقيدتها وفي عبادتها وفي أحكامها وأخلاقها وآدابها وسائر شئونها، وقد دأب أعداء العقيدة على معاداتها بما يبثونه من دعايات مضللة وحقائق مشوهة، ونحو ذلك مما تبث أبواق الرافضة والصوفية، ومن نحا نحوهم وسار في ركابهم من المخرفين على اختلاف مذاهبهم، وتنوّع نحلهم، فهم متّفقون على مناهضة عقيدة التوحيد، ومعاداة أهلها أينما حلوا وحيثما وجدوا، ولما فشلوا في هذه الدعايات الباطلة لجأوا إلى أسلوب آخر في غاية من الخطورة، وهو غزو هذا المجتمع تحت ستار الدعوة إلى الإسلام، في صورة اجتماعات حزبية متعددة، اتخذ كل حزب منها منهجًا خاصًّا في الدعوة لا يتفق لا من قريب ولا من بعيد مع المنهج الذي سار عليه الأنبياء والمرسلون وعلى رأسهم خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد .. ولا مع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين، والتابعين لهم بإحسان، من التركيز على نشر عقيدة التوحيد والاهتمام بجميع مبادئ الإسلام من أصول وفروع بل إن هذه الأحزاب المتباينة المشارب والمناهج والأفكار متفقة على عدم الكلام في التوحيد بدعوى أنه يفرق الأمة، كما لا يهتمون بطلب العلم الشرعي والتفقه فيه ولا بنشره، والمهم عندهم هو تطبيق منهج حزبي معيّن يوالون ويعادون عليه، ومن ثم وجب على من عنده علم أن يبرزه ليوقف شر هذه الطوائف أو يقلل منه ولا تبرأ الذمة إلا بذلك. من هذه الأحزاب الجماعة التي سمت نفسها جماعة التبليغ، وهي جماعة ماتريدية أشعرية في عقيدتها، صوفية خرافية في سلوكها، مناهضة لعقيدة التوحيد في حقيقتها، جاهلة مجهلة في مسلكها ومبادئها. ومن انخدع بهذه الجماعة إنما نظر إلى ما لديها من تأثير على العامة وعلى بعض العصاة، والواقع أنه تأثير وقتي مرحلي حيث يخرجونه من المعاصي ويدخلونه في الشرك، والبدع، والتصوف من حيث يشعر أو لا يشعر وقد نجحوا بهذا الأسلوب الخطير في أوساط كثير من العامة والجهلة، ومما ساعدهم على ذلك أنهم ينقلونهم إلى رياضات روحية ويشغلون أوقاتهم بالسياحة في الأرض، والخروج الذي سموه جهادًا، ودائمًا يرددون الحديث الضعيف: ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر )( )، وحملوا نصوص الجهاد في سبيل الله على هذا المعنى وأسقطوا مبدأ الجهاد الحقيقي تحت ستار الاكتفاء بمجاهدة النفس في هذا الزمان، وثمة مبدأ صوفي خطير وهو إسقاط أسس الإسلام من توحيد الله تعالى، والجهاد في سبيل الله، والعلم، والتعليم. ومن مبادئهم الخطيرة عدم التعرض للكلام في العقيدة أو السياسة الشرعية أو الخلافيات لا في الأصول ولا في الفروع، كما أنهم يشترطون ذلك على أتباعهم، وأي فرد أو جماعة تخرج عن هذا المنهج يناصبونها العداوة وينفّرون منها، ولا سيما من يدعو إلى التوحيد، وهذا المنهج يخدم أعداء الإسلام بلا شك ولا ريب، ولذا يتبجحون بأنهم دخلوا كل بلاد الدنيا بما في ذلك روسيا وإسرائيل، وهذا الأمر في حد ذاته يدعو إلى التساؤل والريبة، فهل يتصور أحد أن يرضى أعداء الإسلام بتمكين هؤلاء من الدعوة في بلادهم لو كانوا يدعون إلى الإسلام الصحيح؟! بل الواقع أن هذه الدعوة تخدمهم بما توجه من إسقاطٍ للجهاد في سبيل الله، وذلك ما يتمناه أعداء الإسلام، يضاف إلى هذا أن الدعوة التي نبعت من بلاد الهند منذ نحو ثمانين عامًا، وانتشرت في شتى البلدان لو كانت دعوة صحيحة إلى الله فأين تأثيرها على مظاهر الشرك والوثنية المنتشرة في بلاد المسلمين والمتمثلة في عبادة القبور والعكوف عندها والذبح والنذر لها ودعاء أصحابها وغير ذلك وخاصة في البلاد التي بدأت منها وتعيش فيها هذه الدعوة في الهند وباكستان وبنغلاديش؟!. إذ تنتشر هذه المظاهر على مرأى ومسمع من جماعة التبليغ الذين يبلغون الملايين فلم يغيّروا من ذلك شيئًا، بل ولم ينكروا ذلك، بل إنهم يشاركون غيرهم في هذه الطقوس، وعندهم أن الناس جميعًا إنما أشركوا بمحبة الدنيا ما عدا التبليغيين( )، فهم وحدهم المسلّمون من هذا الشرك، ويستدلون على هذا المعتقد الفاسد الباطل بقولهم: (حب الدنيا رأس كل خطيئة)( ). زاعمين أنه حديث وليس بحديث وإنما هو موضوع مكذوب على رسول الله ، ونحن هنا لا نتكلم عن أفراد وإنما نعني ذلك المنهج الضيق الذي ساروا عليه، وأنه منهج غير متمشٍّ مع منهج الأنبياء والمرسلين في الدعوة إلى الله تعالى، ومدى تأثير ذلك المنهج على الأفراد؛ ويمكن لنا أن نبين حال هذا المنهج في الكلمة الآتية وسنسردها باختصار: 1. قادة التبليغ صوفية: بايعوا على الطرق( ) ولا يرون الهدى إلا فيها. 2. يأخذون البيعة على الطرق من الأتباع حتى من العرب وأهل بلاد الحرمين. 3. اعترف بالبيعة رئيس الجماعة الحالي إنعام الحسن في رسالته إلى الشيخ سعد الحصين وزعم أنها بيعة التوبة. 4. شهادة سعد بن عبد الرحمن الحصين على رئيس التبليغ في المملكة سعيد أحمد أنه اعترف بمبايعة بعض السعوديين لهم. 5. يعترف الأشخاص المبايعون بالبيعة لرئيس التبليغ إنعام الحسن الموجود في الهند في مركزهم الرئيسي بمدينة دلهي، وفيه قبر مؤسس الجماعة محمد إلياس وابنه وخليفته محمد يوسف وقبور غيرهما من عائلتهما، وهي في زاوية داخل سور مسجد الجماعة، وقد خصّوها بطقوس معينة. 6. مشايخ التبليغيين عند البيعة يحذرون أتباعهم من العقيدة الصحيحة ويسمونهم الوهابية ويذكرون لهم فساد عقيدتهم( )، وأن الخلاف بينهم وبين الوهابية في العقيدة وأشياء يذكرونها لهم منها أن حياة الأنبياء حياة حقيقية دنيوية لا برزخية ومنها جواز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم...الخ. 7. يمر الشخص الذي تراد بيعته بمراحل من الاختبار من قبل المشايخ التبليغيين يصل إلى العبادة في الطاعة بل إلى ارتكاب ما حرم الله بأمر الشيخ أو تحريم ما أحل الله( ) وإلى حد الخوف من الهلكة بحلول المصائب والفتنة والضلال والانحراف وعظائم الأمور على المخالف للشيخ والحكم بالعكس لمن أطاع المشايخ طاعة عمياء فهو المهتدي وهو الموفق والمسلّم من الفتنة...الخ. 8. يغيرون حياة التابع رأسًا على عقب في كل شيء، في العقيدة والمنهج والسلوك والفكر وغير ذلك. 9. وضعوا صفاتًا ستًّا: أوجبوا حفظها على الأتباع استبدلوها بأركان الإيمان وأركان الإسلام وأصوله، من هذه الصفات الستة الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) ومعناها عندهم: "إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصالح على ذات الله تعالى"( ) ويفسرونه بتوحيد الربوبية لا نافع ولا ضار إلا الله تعالى...الخ. ومنها إكرام المسلم: ويفسرون هذه الصفة بكون من يشهد أن لا إله إلا الله فهو المسلم مهما عمل ولو ارتكب الشرك وأتى بكل ما ينقض الشهادة ومن لا يكون كذلك فهو شديد وقاس بل هو خارجي يكفر المسلمين وهكذا بقية الصفات الست يفسرونها بتفسيرات تهدم الإسلام أو يطبقونها تطبيقا يتنافى مع حقيقة التوحيد وقد وجدنا من أتباعهم في بلادنا من يحفظ هذه المبادئ الستة ويطبقها فلما سألناه عن أركان الإسلام والإيمان وجدناه لا يعرفها. 10. ينفثون في روع من انتسب إلى الجماعة أنه داعية صالح ويقوم بما لم يقم به العلماء ولو كن من أجهل الجهلاء. ويوجدون في قلبه عداوة العلماء ومحبة مشايخ التبليغ ويحذرونه من السماع إلا منهم. على أنه ينبغي أن نعلم أن اصطلاح التبليغيين في إطلاق لفظ شيخ أو مشايخ يختلف عن اصطلاحنا: فالداعية القديم الذي ذهب إلى الهند والباكستان ورحل رحلات مختلفة. وطبق جميع منهج الدعوة التبليغية وأخلص لها...الخ فهذا هو الشيخ عندهم وإن كان من أجهل الجاهلين والمرجع هم المشايخ الهنود الذين على هذا المنهج. 11. عداوتهم لأهل العقيدة وأئمة الدعوة السلفية، وعداوتهم للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بوجه خالص وأتباعه في حمل الدعوة، فإنهم يرمونهم بالجهل والبلادة وأنهم خوارج ويكفرون المسلمين كما في كتاب الشهاب الثاقب لحسين أحمد - أحد كبار أئمة الجماعة ص42- فقد قال: (اعلموا أن محمد ابن عبد الوهاب ظهر أمره في أوائل القرن الثالث عشر في نجد، وكانت له عقائد فاسدة ونظريات باطلة، فلذلك قتل وقاتل أهل السنة وأجبرهم أن يطعنوا في عقائده ونظرياته وكان يستحل نهب أموالهم ويظن في قتلهم أجرا وثوابا سيما أهل الحجاز فإنه آذاهم أشد الإيذاء وكان يسب السلف الصالح ويأتي في شأنهم في غاية سوء الأدب، وقد استشهد كثير منهم على يديه، والحاصل أنه ظالم باغ سفاك فاسق ولذلك أبغضته العرب أشد من اليهود والنصارى...الخ). وقال أنور شاه الكشميري – أحد أئمتهم أيضًا في فيض الباري (1/170)-: (أما محمد بن عبد الوهاب النجدي فإنه كان رجلاً بليدًا قليل العلم فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متقنًا عارفًا بوجوه الكفر وأسبابه). كما أن جماعة التبليغ يرون أن طريقة السلف بالحكم على المشركين بالشرك والمبتدعين بالبدعة...الخ شدة وقسوة وطريقة فاشلة وليست من الحكمة في الدعوة، والدعوة التبليغية تمنع التفريق بين الموحد والمشرك والمبتدع والعاصي، فالمنهج عندهم ترك الناس وما يعتقون إذ المهم عندهم هو تطبيق طقوس ومبادئ معينة تقوم عليها هذه الدعوة. 12. زعمهم بأن التوحيد والأحكام خلافية وتعليمها والدعوة إليها تفرق المسلمين وتنفرهم عن الدعوة وليست من الحكمة في الدعوة إلى الله، وما ذلك إلا ذر للرماد في العيون حتى لا ينكشف عداؤهم لمنهج السلف المتبع في بلادنا. 13. يقولون أنهم الآن في الفترة المكية التي لا جهاد فيها ضحكًا على المسلمين، وأن خروجهم هو الجهاد في سبيل الله بل هو عندهم أجل الطاعات وأعظم القربات، وبه يوحد الشخص ويقوى إيمانه، ويصرفون إليه جميع النصوص الواردة في الجهاد، وينكرون جهاد الأفغان، ويحاولون إخراج المجاهدين من جهادهم إلى خروج التبليغ.( ) 14. لا ينهون عن المنكر أبدًا، ويعترفون بذلك، ولا يأمرون بالمعروف على الوجه الصحيح، ويرون أن النهي عن المنكر ينفّر المسلمين، ويفرقهم وأنه ليس من الحكمة في الدعوة إلى الله. 15. يلقنون الأتباع أشياء كثيرة فاسدة من عقائدهم منها أن التوكل لا يتم إلا بترك الأسباب بدعوى أنها لا تأثير لها وأن فعل الأسباب يقدح في صحة التوكل، وبذلك أثّروا على كثير من الناس فتركوا وظائفهم الحكومية وأعمالهم التجارية وأثّروا على الشباب فتركوا دراساتهم العلمية بدعوى التوكل وأن من خرج في هذه الدعوة وطبق منهجها يكفى كل شيء ويأتيه رزقه من حيث لا يحتسب ولو لم يعمل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إنهم تمكنوا من التأثير على الأطفال الأحداث فأخذوهم من مدارسهم وفصولهم عن آبائهم وأمهاتهم وأسرهم، وخرجوا معهم على طريقتهم. ومعلوم ما يترتب على ذلك من ضياع وضلال وفساد وما يترتب على خروج هؤلاء الأحداث من مفاسد ومخاطر لا يعلم مداها إلا الله. 16. يملأون أذهان الأتباع بالحكايات التي كلها افتراءات وما يدّعون من كرامات وما ينسجون من خرافات ويضيفونها إلى الإسلام زورًا وبهتانًا ويدعمونها بأحاديث موضوعة وضعيفة، والغرض من ذلك شدّهم وربطهم بالدعوة ومشايخها وأمرائها وفصلهم عن كل شيء لهم به تعلّق. 17. يلقنونهم في الأسماء والصفات عقائد الماتريدية والأشعرية وينكرون أن توحيد العبادة هو معنى لا إله إلا الله. 18. يربطونهم بعلم لدنّي ومراقبات ويكشفون عليهم التخويف حتى ربما يفقد بعضهم العقل أو يكاد. 19. يتعصبون لمذهب الحنفية تعصّبًا مقيتًا أعمى، بحيث لا يقبلون النصوص والأدلة من الكتاب والسنة إذا خالفت المذهب. 20. يعتقدون ضلال ونقص إيمان كل من لم يدخل في دعوة التبليغ وأن المسلمين جميعًا محل لدعوتهم كالكفار سواء بسواء. 21. يظن بعض من الناس أن تأثيرهم على العصاة فقط والواقع أنهم يؤثرون على المستقيمين أيضًا بشكل أكثر، خصوصًا في بلادنا فيصفونهم عن منهج السلف المستقيم إلى منهج التبليغ العقيم القائم على البدعة والضلالة. 22. يتصور بعض الناس أنهم جهال بسطاء لا يشكّلون خطرًا على أحد والحقيقة والواقع أنهم دعاة على بصيرة في أصول دعوتهم الخرافيّة جمدوا على تلك الأصول بدون نظر إلى الأدلة الشرعية والعلم، والمخالف لها تنبذه الجماعة لأنه خالف الأصول وعندهم مبدأ خطير وهو أن الغاية تبرر الوسيلة فيرون جواز الوصول إلى أهدافهم ولو بارتكاب ما يخالف الشرع من الكذب والتزوير والوعود الكاذبة فإنهم ينتقدون يعدون بتغيير ما هم عليه وما في كتبهم من التصوّف والضلال والافتراء وغير ذلك مما لا يتفق مع الدين ولا يوفون بوعودهم.
ومهما تكن في امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
23. يقولون أن الناس ما عدا التبليغيين أنهم مفتونون: الحكام مفتونون برئاستهم، والتجار مفتونون بتجارتهم، والموظفون مفتونون بوظائفهم...الخ. والمشايخ لم ينتفعوا بعلمهم وأخلدوا إلى الراحة وتركوا الدعوة والخروج، فهم مفتونون، ويقولون لمن تبعهم من الجهلة وأشباههم أما أنتم فقد سلمكم الله من الفتنة ووفقكم للإيمان ومع قلّة علمكم ضحيتم بالدنيا وتركتموها وأهلها وخرجتم في سبيل الله ولذلك فكلامكم له تأثير على الناس لأن الكلام الذي يخرج من القلب يدخل إلى القلب. 24. من قيام جماعة التبليغ في المملكة إلى اليوم والخلاف قائم معها من قبل العلماء والمشايخ وطلبة العلم فيما فيهم لجنة الفتوى في البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. كما سنذكر ذلك قريبًا وقد أشار إلى هذا الخلاف الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن في ردّه على إنعام الحسن الرئيس الحالي للجماعة وكان قدم في نقد الجماعة بحثان علميّان في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وسنشير إليهما فيما بعد إن شاء الله. 25. كل الذي ذكرناه وغيره من فكر ومناهج وعقائد أولئك المتصوفة يعمله أو بعضه من تأثّر بهم من العوام والجهلة وأشباههم في بلادنا وهو لا يشعرون بفساده، ويتحمسون في الدعوة إليه متصوّرين كما صوّروا لهم أنهم دعاة إلى هدى وما يقومون به من الدعوة إلى الله – بزعمهم لهم – لم يقم به المشايخ: أصحاب البشوت والكراسي الدوارة والذين هم سلاطين- هكذا يقولون لهم-، وهم لا يحسنون أن يدعوا إلا على طريقتهم لأنهم جهلة وأشباههم، لا فرقان لديهم ولا يحسنون إلا ما تعلّموه منهم، وما درّبوهم عليه، وهم الآن الذين يقومون بدور دعاة التبليغ في هذه البلاد، ولهم تنظيم سري محكم ودقيق ولهم انتشار عظيم في مختلف المدن بل وحتى القرى والبوادي، ولهم رؤساء في كل منطقة من مناطق المملكة يتحركون بأوامر سعيد أحمد الموجود في المدينة النبوية وبتوجيه من الرئيس العام إنعام الحسن الموجود في الهند. ويقومون بإرسال جماعات من المبتدئين من السعوديين لتعلم فكر ومنهج الدعوة التبليغية في الهند وبنغلاديش ويقومون أيضًا بإيفاد مبتدئين وقدماء- يقسمون أتباعهم إلى قدماء ومبتدئين ولكل منهم معاملة خاصة وعمل خاص- للدعوة في الدول المجاورة من خليجية وغيرها. ولقد تضرر بمنهجهم أولئك التبع لأنهم فصلوهم عن عقيدة منهج وفكر السلف الصالح فأبعدوهم عن الهدى والرشد وفصلوهم عن أهليهم وأعمالهم ودراستهم.
ومن جعل الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب
هذا وإن ما ذكرناه غيض من فيض من انحرافات التبليغيين، يضاف إلى ضلك تعسّفهم بتأويلات نصوص الكتاب والسنة والاستدلال بها في غير مواضعها( )، ولقد شوّهوا بتصوّفهم صورة الإسلام وأفسدوا على المسلمين دينهم، إنهم مبتدعة دعاة إلى ما هم عليه. وهناك لهذه الجماعة جوانب غامضة ترتسم حولها أما المتمعن المدقق أكثر من علامة استفهام، حقيقة بالفحص والدراسة وربما تكشف دراستها عن حقائق هامة، لكن ليست هذه العجالة محل دراستها. فيا أيها المسلم المريد للخير عليك بالعلم والبصيرة، اعرف الحق تعرف أهله وإياك والضياع والضائعين والضلال والضالين.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وإن لك لعظة في قول الله تعالى: هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ( ) فإياك أن تكون منهم أو نصيرًا لهم. وقد قال الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً ( ). هذا وإن ما ذكر حقائق عن جماعة التبليغ لخّصتها عن خبرتي بهم ومتابعتي لهم وقراءتي لكتبهم، وما كتب عنهم خلال رحلة مدتها تقارب خمس عشرة سنة، وشهد بها الثقات الأثبات الذين صحبوا الجماعة وعرفوهم عن قرب خلال شهور وسنين عايشوهم فيها، وكانت المعايشة عن محبة وإعجاب بهم وبدعوتهم حتى تفتحت أعينهم بسبب ضلالهم البعيد ومنهجهم الفاسد فرجع عن دعوتهم من وفقه الله واتضحت له الأمور وانكشفت له حقيقتهم. وتلك الحقائق معلومة لدى كل من عرف هذه الجماعة ومن أراد الوقوف عليها، فأمامه أربعة مصادر: أولاً: كتب قادة الجماعة التبليغية نفسها، منها: 1. الشهاب الثاقب. 2. فيض الباري. 3. تبليغي نصاب. 4. مقدمة حياة الصحابة. 5. سوانح محمد يوسف. 6. ملفوظات محمد إلياس. 7. مكاتيب محمد إلياس. 8. أرواح ثلاثة. 9. حياة محمد يوسف. 10. المهنّد على المفنّد. وغير ما ذكرنا من كتب قادة الجماعة سلفًا وخلفًا.
ثانيًا: الكتب التي ألفت في نقدمهم والرد عليهم وبيان عقائدهم: 1. النقشبندية: لعبد الرحمن دمشقية (وأنصح بقراءته). 2. مقدمة شرف أصحاب الحديث للسلفي. 3. بحث الشيخ محمد أسلم (الذي قدمه إلى كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية في السنة النهائية). 4. السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم للدكتور البلالي (وأنصح بقراءته). 5. بحث الشيخ محمد الشرقاوي في شرح الصفات الست التي هي من أصول دعوة التبليغ (الذي قدمه إلى كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في السنة النهائية). 6. بحث الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين "رأي آخر في جماعة التبليغ". 7. نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية (للشيخ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي).
ثالثًا: ما تواتر من شهادات الثقات العدول منها: 1. فتوى عن لجنة الفتوى( ) في إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. 2. حقائق عن جماعة التبليغ وهي تشتمل على شهادات كثيرة من مشايخ وطلبة علم وغيرهم، صحبوا الجماعة أشهرًا وسنين (وأنصح بقراءتها). 3. بيان من جمع من أهل العقيدة الثقات، صحبوا جماعة التبليغ مددًا تتراوح ما بين ثلاث سنين إلى اثنتي عشرة سنة تحت عنوان (أخبار جماعة التبليغ الداخلية...). 4. كاتبات الشيخ سعد الحصين مع إنعام الحسن رئيس الجماعة الحالي. 5. ما كتبته عن الجماعة في مناسبة أخرى.
ويضاف إلى هذه الشهادات شهادات ثقات آخرين، وأصحاب الشهادات السابقة واللاحقة مستعدون للإدلاء بشهاداتهم متى ما طلب ذلك منهم.
رابعًا: شهادات أشخاص لم يكتبوا ولديهم الاستعداد للإدلاء بشهاداتهم متى ما طلب ذلك منهم أيضًا. ولو أردنا إحصاء الشهود الثقات الذين يشهدون على انحراف الجماعة المذكورة من مقل ومستكثر؛ حسب طول مدة المعايشة، وقوة النقد وموضوعيته، ودقة الملاحظة لما استطعنا إلى ذلك سبيلاً. ربما قائل يقول: أليس لهم محاسن؟ نقول: بلى، قيامهم من المفروضات بالصلاة والزكاة والصيام والحج، ومن الواجبات بالصلاة في الجماعة ونحو ذلك. على أنهم يأتون فيها ببعض البدع والمخالفات ويتركون كثيرًا من السنن والمستحبات ولا يحققونها وفق الأدلة الشرعية، وقيامهم أيضًا ببعض فضائل الأعمال مما يوافق منهجهم وبدون تحقيق أيضًا. كما أن عندهم صبرًا وتحملاً في سبيل دعوتهم، وإذا كان هذا ونحوه من إيجابيات الجماعة: فماذا عسى أن نقول إذا رجعنا إلى ما تقدم من السلبيات في اعتقادهم وفي الأصول الأخرى، والقواعد فضلاً عن الفروع؟! ما نقوله ويقوله كل منصف هو أن الإيجابيات لا تفيد ولا تساوي شيئًا ولا تقبل ممن يأتي بها إلى جانب وجود السلبيات المذكورة ولا تعدو الإيجابيات والحال هذه إلا أن تكون شَرَكًا يصطاد به أولئك القوم ليدخلوا الناس في فساد العقيدة...الخ. وربما يقول قائل: سلّمنا بكون جماعة التبليغ وأمثالها من الدعوات الحزبية ذات المنظور الضيق التي في الميدان اليوم على اختلاف بينها على سلوك منحرف فأين البديل عنها؟! نقول لا تلازم بين وجود البديل وبقاء الضلال والفساد والإفساد إذا لم يوجد البديل الحق. ونقول إذا نظرنا إلى الدعوة من منظرو حزبي ورد هذا الإشكال، أما إذا نظرنا إلى الدعوة والدعاة من منظور الإسلام فلا يرد إشكال وسنرى أن دعوة الإسلام بشمولها وصفائها ومصداقيتها وأحقيتها والتي تجمع جميع المحاسن قائمة ومطبقة في هذه البلاد وهذا المجتمع، مأمونة الجانب وقد قامت وتقوم بحمد الله ومنِّه وكرمه من الدعوة إلى الله ومن خدمة الإسلام والمسلمين بما لم يقم به ولا بمعشاره الحزبيون ولا الدعوة الحزبية التي إذا أعطت القليل أخذت الكثير وسلبياتها ومساوئها أكثر مما فيها من محاسن وإيجابيات، وغايتها الهدم لا البناء، والتفريق لا الجمع، فلا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان. ولهذا فيجب قطع الطريق على دعوات تلك الجماعات كلها وانتشال شبابنا وأبنائنا من التسيب والضياع والابتعاد عن الولاء لعلمائنا ودولتنا ومجتمعنا تحت تأثير تلك الدعوات. والذي أنصح به إخواني أن يلزموا منهج السلف في الدعوة إلى الله المستمد من الكتاب والسنة، والبدء بالعقيدة أولاً. وأؤكد على ضرورة إلزام الدعاة جميعًا بهذا المنهج، من قبل الجهات المسئولة عن الدعوة في المملكة، وخالصة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وعلى رأسها سماحة شيخنا الداعي إلى الله على بصيرة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله. وأؤكد على ضرورة القضاء على كل منهج أو نحلة تخالف منهج السلف سواء أكانت دعوة جماعة التبليغ أم غيرها من الدعوات الحزبية الوافدة إلينا، فلسنا بحاجة إليها، بسلبياتها وإيجابياتها، بمساوئها ومحاسنها، ولا نريد بذلك إلا الإصلاح وأداء النصيحة الواجبة وحماية مجتمعنا الإسلامي من كل دخيل، والله نسأل أن يوفق الجميع لما فيه رضاه، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.