ألتراس الأهلى يتظاهر بـ«تى شيرت» أسود يحمل رقم ٧٤.. والاعتصام يتحول إلى البرلمان.. وأعضاء الرابطة: «يوم ماهفرط فى حقه هاكون ميت»

كتب أيمن هريدى ومصطفى المرصفاوى وهشام محيسن ٢٦/ ٣/ ٢٠١٢

بـ«تى شيرت» أسود موحد كتب عليه من الأمام «يوم ما هفرط فى حقه هكون ميت» ومن الخلف رقم «٧٤» فى إشارة لعدد ضحايا مجزرة بورسعيد، تجمع ما يقرب من «١٥٠٠» شاب من أعضاء رابطة ألتراس أهلاوى صباح أمس أمام بوابة النادى الأهلى بالجزيرة فى مظاهرة دعوا إليها من خلال صفحتهم الإلكترونية الرسمية على «فيس بوك» اعتراضاً على عقوبات اتحاد الكرة الصادرة ضد الأهلى والمصرى البورسعيدى التى وصفوها بـ«الهزيلة والظالمة». وعلى عكس المعلن من أن المظاهرة هدفها الاعتصام أمام مقر «اتحاد الكرة» فى الزمالك، وصل المتظاهرون إلى منطقة مجلس الشعب بشارع قصر العينى للاعتصام أمامه. وقال أحد قيادات المجموعة إنه حدث اتفاق بين الجميع على التمويه، وكتب أعضاء بالمجموعة على «فيس بوك» أن اتحاد الكرة قيمته أقل من أن يتم الاعتصام أمامه. فى تمام التاسعة صباحاً بدأت وفود الشباب تصل من جميع المناطق بالقاهرة والجيزة وهم يحملون أعلام النادى وصور الشهداء وسبقتهم أسر الضحايا للمشاركة فى المظاهرة والاعتصام أمام بوابة اتحاد الكرة التى تبعد أمتاراً قليلة عن مكان تجمعهم.

قالت والدة الشهيد إسلام أحمد لـ«المصرى اليوم»: حضرت اليوم مع أسرتى للدفاع عن حقوق ابنى الشهيد، وأنا مستعدة للتواجد مع شباب الألتراس حتى لو استمر الاعتصام عاماً. وأضافت أن شباب الألتراس هم الجهة الوحيدة التى تحارب من أجل استعادة حقوق الشهداء ويتابعون أحوال أسرهم وذكرت أن العقوبات التى وقعت على النادى المصرى «ذهلنا منها، ونخشى أن تكون العقوبات الجنائية على المتهمين فى المجزرة ضعيفة»، وطالبت الجميع بالكف عن تشويه صورة الألتراس واتهامهم بالعمالة والبلطجة والتخريب. وأكد والد الشهيد عبدالرحمن فهمى حزنه الشديد لتباطؤ المسؤولين عن الإعلان عن العقوبات الجنائية للمتهمين فى المجزرة. وقال: مستمرون فى الاعتصامات والتوحد مع شباب الألتراس لحين القصاص من القتلى وإعادة الحق لأصحابه، مضيفاً أن العقوبات التى أعلنها اتحاد الكرة ضد المصرى لا ترقى لفجاعة الحادث، وتؤكد ضعف مسؤولى الاتحاد وعدم تقديرهم المسؤولية، مشيراً إلى أن أسر الشهداء مستمرون فى الاعتصام مع الألتراس لحين استعادة حقوق أبنائهم، وتنفيذاً لبيان المجموعة الذى دعا إلى المظاهرة وجاء تحت عنوان «فاض بنا الكيل.. وزمن العقل انتهى»، وجاء فى نصه «من النهارده مفيش عقل، قولوا علينا بلطجية، مدمنين، عملاء، مجانين.. إحنا أى حاجة ممكن تقولوها، بس إحنا هنبقى مجانين علشان الحق يرجع بالقانون أو بدراعنا ولكم حرية الاختيار».

انطلقت المسيرة فى طريقها إلى مقر اتحاد الكرة تقطع المسافة التى لا تتعدى أمتاراً قليلة خلال ١٠ دقائق تقريباً وهم يهتفون «أوووه فى الجنة يا شهيد.. أووووه ثورة من جديد».

قبل وصول المسيرة إلى مبنى الاتحاد توقفت قبلها لما يقرب من ٥ دقائق، وذلك بعد أن علم أفرادها أن هناك سيارة أمن مركزى تقف أمام البوابة للتأمين ـ فى صفوف منظمة بينما صعد «كريم عادل» أحد قيادات المجموعة فوق كتف أحد زملائه ليتحدث إلى الجميع ويخبرهم بالالتزام بالسلمية وعدم الاشتباك مع رجال الأمن أو التعدى عليهم، مؤكداً وهو يصرخ فى وجوههم: «مش عايزين جنان.. الحكومة ملناش دعوة بيها.. إحنا جايين نطالب بحقنا وحق الشهداء.. مش جايين نكسر ولا نخرب.. حقنا هناخده بالذوق، بالاعتصام وبس». وتحركت الصفوف بعدها على دقات الطبول وهى تهتف «اتحاد الكرة باطل.. الجنزورى باطل.. طنطاوى باطل».. ثم تقف لما يقرب من ربع ساعة يقودها كريم عادل وشادى محمد لاعب النادى الأهلى السابق وكابتن الفريق سابقاً، الذى يعد أحد أقرب اللاعبين إلى المجموعة.

تخترق الهتافات صمت المنطقة التى اختفت منها سيارات المارة بعدما قام رجال الأمن بتحويل سير المرور إلى شوارع بديلة خوفاً من حدوث أى احتكاكات بين المتظاهرين وقائدى السيارات لتصاب منطقة الزمالك بشلل مرورى تام، يصعد بعدها «كريم عادل» فوق سور اتحاد الكرة ويتحدث إلى المتظاهرين «إحنا وصلنا رسالتنا خلاص لاتحاد الكرة، كنا ناويين على اعتصام بس احنا هنصعد، وزى ما وقفنا هنا رجالة مش بنكسر أو بنخرب عند مجلس الشعب نعتصم هناك.. مش هنهتف وإحنا ماشيين ولا هنغنى هنفضل ساكتين طول الطريق علشان إحنا عندنا شهداء وعايزين حقوقهم». وقال أحد قيادات المجموعة رافضاً ذكر اسمه: «مساء يوم السبت حدث اجتماع بين قيادات المجموعة واتفقنا على التمويه على الجميع، والتأكيد على أن الاعتصام سيكون أمام اتحاد الكرة لكننا كنا ننوى الاعتصام أمام مجلس الشعب ليس للمطالبة بحقوق شهداء الألتراس فقط وإنما حقوق شهداء مصر جميعاً». تقطع صفوف الألتراس شوارع منطقة الزمالك وهم يهتفون «بالذوق بالعافية مفيش كورة فى مصر» «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» حتى وصلوا إلى كوبرى قصر النيل، ومنعوا السيارات من المرور فوقه فى اتجاه وسط البلد، وذلك حتى عبور المتظاهرين، ووصلوا إلى طريق الكورنيش ثم إلى منطقة جاردن سيتى وهم فى صمت تام، ومع ترحيب أهالى المنطقة بهم وإلقاء زجاجات المياه المثلجة لهم كانوا يردون عليهم فقط بالتصفيق وهتاف «هنجيب حقهم.. هنجيب حقهم».

يسلمو زهره للمجهود

شكرااا ع مرورك