الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: معركة الدستور وهوية الدولة تحتدم فى تونس الإثنين مارس 26, 2012 4:08 pm
معركة الدستور وهوية الدولة تحتدم فى تونس
كتب غادة حمدى، و«أ. ف. ب» ٢٦/ ٣/ ٢٠١٢ [ (أ. ف. ب) سلفيون يتظاهرون فى تونس العاصمة لتطبيق الشريعة فى الدستور المقبل ] (أ. ف. ب) سلفيون يتظاهرون فى تونس العاصمة لتطبيق الشريعة فى الدستور المقبل
فى مواجهة صعود «الإسلاميين» التونسيين الذين يطالبون بتطبيق الشريعة واعتبارها مصدراً رئيسياً للتشريع فى الدستور المقبل، تسعى المعارضة التونسية التى تريد بناء دولة مدنية وحديثة إلى توحيد صفوفها فى تحالف واسع، حيث اجتمع أكثر من ٥٠ حزباً سياسياً أمس الأول فى مدينة المنستير، وسط شرق تونس، فى محاولة منهم للتوحد فى مواجهة الثلاثى الحاكم بزعامة «حزب النهضة» الإسلامى، بينما صعّد السلفيون فى المقابل من تحركاتهم، حيث تظاهر الآلاف منهم أمس فى شارع «بورقيبة» بالعاصمة تونس، تحت شعار «نصرة لدين الله»، وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية فى الدستور الجديد للبلاد واعتماد دولة الخلافة مرددين شعارات مناهضة للعلمانيين وحاملين الرايات السوداء التى ترمز للخلافة الإسلامية.
وشارك فى تجمع المعارضة، الذى نظمته «الجمعية الوطنية للفكر البورقيبى»، والذى يضم أيضاً حوالى ٥٢٥ جمعية تونسية، رئيس الوزراء السابق الباجى قائد السبسى، الذى تولى لـ١٠ أشهر رئاسة الحكومة الانتقالية الثانية بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن على فى ١٤ يناير ٢٠١١.
وفى خطاب له أمام الآلاف فى المنستير، مسقط رأس الرئيس التونسى الراحل الحبيب بورقيبة، دعا «السبسى» إلى تنظيم استفتاء «فى حال الضرورة لحسم مسألة تطبيق الشريعة كمصدر رئيسى للتشريع فى الدستور المقبل»، وهى المسألة التى تثير خلافاً بين الإسلاميين والليبراليين. وأضاف: «اتفقنا عند نقل السلطة على أن صياغة الدستور وتنظيم الانتخابات المقبلة يجب أن يجريا خلال مهلة سنة، لكننا نلاحظ مع الأسف أن الحكومة ليست فى عجلة للوفاء بوعودها بعد ٤ أشهر من توليها السلطة»، داعياً الحكومة إلى وضع خريطة طريق تحدد الجدول الزمنى لوضع الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.
ودعا «السبسى»، الذى يعد أحد تلامذة «بورقيبة» مؤسس الدولة التونسية الحديثة، أحزاب المعارضة الوسطية والتقدمية فى تونس إلى التوحد لـ«خلق توازن سياسى» أمام الإسلاميين، وضمان «التداول على الحكم» فى البلاد، معتبراً أن انتخابات «المجلس الوطنى التأسيسى» التى أجريت فى ٢٣ أكتوبر٢٠١١، وفازت فيها حركة النهضة «أسفرت عن نتائج لا تسمح بالتداول على السلطة».
من جهته، قال الناطق باسم «الجمعية الوطنية للفكر البورقيبى»، قاسم مخلوف، إن هذا اللقاء الذى يعقد تحت شعار «بدعوة من الأمة»، هو «مناسبة لجمع الأحزاب السياسية وممثلى المجتمع المدنى الذين يدعمون الفكر الإصلاحى البورقيبى والمتمسكين بقيم الاعتدال والتسامح».
ويعد هذا اللقاء هو الأول من نوعه حتى الآن لقوى المعارضة منذ قيام ثورة ١٤ يناير وإجراء انتخابات «التأسيسى»، ويراه مراقبون تجسيداً لالتفاف القوى السياسية والمجتمع المدنى حول شخص «السبسى» (٨٥ عاما)، سليل المدرسة البورقيبية، كمقدمة لتأسيس جبهة سياسية عريضة، فى محاولة لمواجهة حركة «النهضة» وحلفائها فى الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وقد شهد اليسار والوسط فى تونس عدة عمليات دمج أو تقارب وهناك أخرى مرتقبة، ويتوقع مهتمون بالشأن التونسى أن يتم الإعلان فى الفترة المقبلة عن تأسيس حزب وسطى تقدمى بقيادة «السبسى».
ومنذ الإطاحة بـ«بن على» العام الماضى زاد نفوذ الإسلاميين وتجسد ذلك فى وصول حركة «النهضة» للحكم، كما تزايد حضور جماعات سلفية، وهو ما أثار قلق العلمانيين فى البلاد الذين يقولون إن قيم الحداثة ونمط الحياة المتحرر أصبحت مهددة، بعد أن كان ينظر فى السابق إلى تونس على أنها من أبرز قلاع العلمانية فى العالم العربى.
وفى محاولة لاحتواء التجاذبات المتصاعدة فى الوسط السياسى التونسى، كشف لطفى زيتون، المستشار السياسى لرئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى، أن الائتلاف الحاكم بقيادة حركة «النهضة» اتفق على إجراء انتخابات عامة فى ٢٠ مارس من العام المقبل على الأرجح، فى إطار خارطة طريق سياسية تهدف إلى طمأنة الشعب والمستثمرين فى الداخل والخارج، لكنه أوضح أن هذا التاريخ ليس نهائياًَ، وأضاف: «قد يكون قبل ذلك ربما إذا انتهينا من صياغة الدستور».