الدولة : عدد المشاركات : 965 نقاط : 1471 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 العمر : 28 الجنس :
موضوع: حسن شحاته .....الله اكبر الثلاثاء فبراير 09, 2010 9:32 am
بعد الفوز التاريخي للمنتخب المصري ببطولة الأمم الإفريقية بأنجولا 2010، طالب البعض بنصب تذكاري للمعلم حسن شحاتة الذي وصفته الحياة اللندنية بإمبراطور القارة السمراء.
هذا بالاضافة الى حصوله على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى مع مليون جنيه لكل لاعب، والكاميرون هي الاخرى طالبت بالتعاقد مع "المعلم" ليقودها في كأس العالم 2010.
مشهد 1
المكان: شارع جامعة الدول العربية.
الزمان: عقب انتهاء مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الغاني في نهائي بطولة الأمم الإفريقية.
آلاف من الكتل البشرية والسيارات على مختلف أنواعها بنفير غير منقطع، هتافات تزلزل القلب وتحرّك المشاعر للمنتخب والفريق الوطني ولمصر، مواكب تحمل علم مصر وتي شيرتات الفريق القومي.. وشباب يمسكون بحذاء رياضي ويهدهدونه كالطفل الرضيع.
مشهد 2
المكان: كافيه شارع جامعة الدول العربية (ولكن جزء به أقل صخبا).
الزمان: بعد أن خف الضجيج واستوعب الحاضرون حجم الإنجاز الذي حققه المنتخب المصري.
يجلس إبراهيم وعلاء سوياً على إحدى ترابيزات الكافيه..
علاء: مالك مبسوط كده ليه؟!!
إبراهيم: يا علاء اللي حصل النهارده ده إداني أمل، الموضوع بالنسبة لي أكبر من ماتش كورة وبطولة ورقم قياسي، الموضوع بالنسبة لي أمل في بكرة وثقة بالنفس.
إبراهيم: برده دماغك مدوّرة وما فيهاش غير الكرة، أنا أقصد ثقة بالنفس لينا كشباب مصري، ثقة في قدراته، وأمل في النجاح لو الظروف بقت أحسن واتبذل جهد حقيقي.
علاء : مش فاهم؟ يعني أنت عايز الشعب المصري كله ينضم للفريق القومي وحسن شحاتة؟ ما ينفعش يا إبراهيم إنت اتجننت!!
إبراهيم غاضبا: منتخب قومي؟ حسن شحاتة؟ اشرب العصير يا علاء وقوم الله يبارك لك.
يوم الأحد 31 يناير 2010 ما كانش مجرد يوم عادي، ده كان يوم أثبت فيه المنتخب المصري لنفسه ولشعبه وللاتحاد الإفريقي وللفيفا وللجزائر أنه كان الأحق بالصعود لكأس العالم، لولا القوانين "التأييف" التي يُفصّلها الاتحاد حسب مقاس كل مباراة، كان يوما الفرحة فيه هي النشيد الرسمي المصري، يوم ارتفعت فيه هامة كل مصري حتى السماء، يوم حمل كل مواطن كرامته وذهب بها لشارع جامعة الدول ليثبت للجميع أننا استرددنا كرامتنا التي سُلبت منّا غدرا بـ"أم درمان".
الموضوع أكبر من ماتش كورة ولكن -ومع كامل احترامنا لكرة القدم- ما حدث في أنجولا 2010 كان أكبر من مجرد إنجاز كروي، أو رقم قياسي، ما حدث في أنجولا كانت شهادة تدريب رسمية على النجاح مختومة بختم الجهد والعمل والكفاءة والتخطيط السليم، فعندما ينجح 23 لاعبا منهم 4 لاعبين فقط محترفين، وتحت قيادة مدير فني مصري في الفوز للمرة الثالثة ببطولة أغلب المشاركين فيها محترفون، فهذا بالتأكيد له معنى. المعلم شحاتة إمبراطور القارة السمراء
اسمح لنا.. مش معاك لو هتقول ده حظ، ربنا سبحانه وتعالى يمنح الحظ للمجتهدين، فيكون الاجتهاد أولاً ثم الحظ ثانياً، وبعدين الحظ ممكن يكون في القاهرة 2006 وجايز ساعدنا في غانا 2008، لكن في 2010 كانت كل الفرص مهيأة للفشل ولو مش مصدق نشوف مع بعض:
1- حالة نفسية سيئة؛ بسبب الخروج من تصفيات كأس العالم في مباراة مأساوية بـ"أم درمان".
2- نقص عددي للاعبين مؤثرين بمعنى الكلمة (محمد أبو تريكة - محمد بركات - عمرو زكي - أحمد حسام "ميدو").
3- وقع المنتخب في مجموعة واحدة مع أحد الفرق المتأهلة لكأس العالم (نيجيريا)، ثم قابل فريقا آخر متأهلا في دور الثمانية وأحد أبطال القارة (الكاميرون)، ثم يقابل فريقا آخر متأهلا، وبينه حساسيات على المستوى الشعبي (الجزائر).
4- يقابل فريق غانا في النهائي الذي يتكوّن قوامه من 8 لاعبين من المنتخب الغاني للشباب الذي فاز ببطولة كأس العالم للشباب.
الخلطة السحرية لمصري ناجح 100%
اللي حصل ده نموذج لحالة نجاح قادها شخص "مصري"، لاحظ أننا وضعنا مصري بين قوسين، يؤمن بأهمية العمل وموقن بالنتيجة الإيجابية في حال سلكنا الطريق السليم وتعبنا بما فيه الكفاية، وأعني هنا حسن شحاتة، فكانت مراقبته المتأنية لبطولة الدوري الممتاز، ثم اختيار العناصر السليمة للمنتخب، ثم التحضير الجيد للبطولة من معسكرات ومباريات ودية وانضباط سلوكي.. إلخ، انتهاءً بدراسة الفرق المشاركة مع التركيز على تلك التي ستقابلنا في مجموعتنا، ثم تلك المتوقع أن تقابلنا، ووضع السيناريوهات البديلة في حال تغيرت تلك الفرق المتوقع وصولها ومقابلتنا، وكل هذه الخطة مرنة وقابلة للتغيير والتعديل حسب الظروف.
حسن شحاتة ورجاله بذلوا كل ما يمكن من جهد
عارفين والله اللي هتقوله..
إن فيه ناس بتتعب كتير ولسه في مكانها.. صحيح ما بتتأخرش، ولكنها كمان ما بتتقدمش، كلامك مضبوط ودي النقطة الأخيرة اللي ساعدت على ظهور نموذج نجاح المنتخب القومي، صحيح أن حسن شحاتة ورجاله بذلوا كل ما يمكن من جهد، وصحيح كمان إنهم اتبعوا كل أسباب النجاح، لكن الظروف المساعدة على النجاح لو لم تتوافر كأنك يا حسن يا شحاتة ما غزيت، فالدعم ومرونة توفير الطلبات المادية والمساندة كلها أمور زادت من فرص النجاح.
المصريون أهمه.. بس ليه في الكورة بس؟!
اللي حصل ده أثبت أن اليد العاملة المصرية ما هياش إيد بطالة، بس يمكن تكون كسلانة، لكنها كفء، والدليل قدامنا حسن شحاتة، وما تقولّيش الظروف، الشخص ذاته استطاع أن يحقق طفرة رائعة مع نادي المقاولون العرب في ظل ظروف أصعب بكثير.
طيب طالما النجاح أمر ممكن، ونظرية "الخواجة دائما على حق" أثبتت فشلها الذريع بعدما تغلبنا على الخواجة نفسه وقتلناه، وطالما عقولنا مش مصدّية وإيدنا طايلة وبتحقق ما تريد يبقى فين المشكلة؟؟ ماذا ينقصنا حتى نسترد ثقتنا الضائعة؟ هل المشكلة في الظروف اللي مش متوفرة، والفساد المتخصص في وأد أي مبادرة للنجاح بحكم تعارض المصالح؟
ولا -وخلونا نتكلم بصراحة وبدون خجل- إحنا استحلينا "شماعة الفساد" لنلقي عليها بكسلنا الجيني المتوارث وكرهنا المتأصل للعمل وإرادتنا المنعدمة في بذل أي جهد بحجة أن البلد لأصحابها وفلوسها لحراميتها، ما هو الحرامية بيطلعوا مننا، والفساد بينتشر بيننا، وكلها في بعضيها، وعلى رأي شخص يائس من الحياة، فلنبدأ بأنفسنا ثم يحترق العالم من بعدها.. المهم أن نكون أرضينا ضمائرنا أمام الله و"متنا ونحن نحاول" كما يحلو للأمريكيين القول we will die try، ولو بدأ كل شخص بنفسه لاختفى الفساد؛ لأن الفساد يبدأ "خيّرا" صغيرا، ثم يكبر "بيروقراطيا" شابا ويكبر "فاسدا" كهلا انتهاء بـ"مفسد" في أراذل العمر.
لا بد من وجود منتخب عِلمي يرفع اسم مصر
وهذه كلمات أخيرة خرجت من أنفاس رجل بدأ بنفسه فتوصل لنظرية المقطع الذهبي في فيزياء الكم التي أثبتت صحتها نظريا، واعتبرت إنجازا علميا كبيرا..
الدكتور محمد النشائي -أستاذ الفيزياء بجامعة كامبريدج البريطانية- الذي توفي متأثرا بمرض السرطان مؤخرا: "لا بد من وجود منتخب علمي يرفع اسم مصر علمياً كما فعل حسن شحاتة بفوزه ببطولة الأمم الإفريقية، وإن الإخلاص والإرادة هي الخلطة السحرية للنجاح والتقدّم على كل المستويات، وما حققه المنتخب لمصر وللعرب يمكن أن يحقق في باقي المجالات".
لماذا ينجح المصريون في الكرة.. ويفشلون في كل المجالات الأخرى؟
يا ترى المشكلة في تركيبتنا إحنا.. ولا في الظروف المحيطة بينا؟