الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: مشاهدة الأفلام الإباحية.. دعوة لزرع الحياء السبت فبراير 06, 2010 3:48 pm
السلام عليكم أنا وقعت في مشكلة عويصة وهي: كان على موبايلى فيديو سكس وأخويا ابن الـ 13 شاف أوله، بس ماكانش فيه حاجة لكنه خد فكره هو ممكن يكون فيه إيه. وأنا لما عرفت واجهته وقلت له إن الحاجات دي مضرة قوى للصغيرين، أما الكبار فهما بيتعلموا منها حاجات يعملوها وهم متجوزين بس مش بنفس الألفاظ يعنى تلميحات، قالي: زي إيه؟ قلت له أنت فكرت في إيه؟
قال لي: مافكرتش في حاجه، قلت له: لما تفكر تعالى قلى وأنا اقلك هاتضرك في إيه. والأكثر من كده إنه من فترة طويلة كان بيحب ينام مع أمه كتير ويحضنها كل شوية، بس دا كان عادي بالنسبة لأمي لكن مش عادى بالنسبه لي؛ لأني وأنا أصغر منه شفت حاجات على الطبيعه وتعبت جدا منها وكانت حادثة زنى حقيقى، ودا ضرنى كتير جدا.
مش محتاج أكمل عشان كده منزعج اوى من نفسي ومش عارف أعمل إيه. فكرة إن الموضوع دا ممكن يكون قناة بيننا إني أكلمه على الجنس الصحي؛ لأني كنت برده بلاحظ أنه كان بيحاول أوقات يلمس مناطق حساسة في من غير ماخد بالي بس مرة في مرة مابقاش يعملها لأني كنت باخد بالي معلش على جرأتي بس احنا بقينا في مجتمع الكلام دا بيحصل فيه كل يوم.
السؤال إني أثقفه جنسيا ولا لأ مع سنه دا ولو أيوة إزاى؟ وفين المصدر الموثوق فيه؟
شكرا لكم.
الحل
لا بأس من جرأتك بالسؤال، لكن الثقافة الجنسية لا يمكن أن تكون بدون تربية أخلاقية للولد أو للبنت، وأساس التربية القدوة، والقدوة لا يمكن أن تكون حقيقية إلا إذا كان باطنها وظاهرها سواء، على الأقل في الأمور التي يتم الاقتداء فيها، وأنا لا أود أن أدخل في نفسك عقدة الذنب لكن لا بد من الإشارة إلى خطئك بالاحتفاظ على جوالك المحمول بفيديو ساقط، ولو سألتك: ما الفائدة التي تجنيها من النظر إليه فلن يكون جوابك لي مثل جوابك لأخيك لأنك غير متزوج مثلا، فكيف إذا سألتك: ما الفائدة التي تنالها من إبقائه في جوالك؟!.
كي تكون التربية أخلاقية يجب أن يكون القدوة متخلقا بالحياء، ولذلك فإن النظر إلى صورة إباحية أو فيديو بورنو يزيل الحياء خاصة مع التكرار، وإذا زال الحياء فقد زال جزء كبير من الإيمان لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:(إن الحياء من الإيمان)، ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يعظ أخاه في الحياء، فقال للرجل: (دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير)، وأنا شخصيا أفهم من الحديث أن الحياء فطرة فلا يكون إلا في النفس المؤمنة الخيرة، والعكس بالعكس، ولا أتمنى أن يكون معنى كلامك (إحنا بقينا في مجتمع الكلام دا بيحصل فيه كل يوم) أننا فقدنا شيمة يسمو بها الإنسان عما دونه من المخلوفات، وخسرنا خصلة منحها الله لبني البشر كي يحفظوا كرامتهم ويرتدعوا عن ارتكاب المحرمات واجتراح الآثام.
ذكرت في استشارة سابقة أن من يصنع هذه الأفلام الإباحية هم أشخاص ساقطون، وأن من يراها هم كذلك ساقطون وإن كان من يصنعها أسوأ ممن يراها، لكن ما رأيك بمن يحملها في جواله؟ ألا يمكن أن ينطبق هنا قول الرسول الكريم عن الخمر عندما لعن شاربها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه؟.
أنت في عمر أحد ولدي الذي كان يصلح "الريسيفر" مرة وهو بعمر 17 سنة، فإذا بلقطات إباحية تظهر على الشاشة، وسكت أنا لأني أريد أن أرى رد فعله، فحذف القناة فورا، وقد صارحني أن الفضول دفعه ذات مرة ليراها، ولكنه لم يعد الكرة، ووجدت المشهد فرصة لأخبره عن ماهية هذه الأفلام وأن من يقومون بصنعها ليسوا إلا كالحيوانات بل إن الحيوانات أفضل منهم لأنها تندفع بعامل الغريزة التي وضعها الله فيها، وبعض الحيوانات يأبى أن يقوم بالعملية الجنسية بحضور أحد، أما هؤلاء فهم يقومون بالعمل الجنسي بغاية المال حيث إن نشر هذه الأفلام والصور يشكل تجارة رابحة كتجارة المخدرات؛ أما ابني الأصغر فقد اطلعت على مذكراته بالصدفة التي كتبها بعمر 17 سنة أيضا فإذا به قد كتب بالإنجليزية: (أمي حذرتني من الجنس ومن المخدرات، وقالت لي: إن الإدمان على الأول لا يقل ضررا عن الإدمان على الثاني) وأنا أذكر هذا لأنك تسأل عن التثقيف الجنسي لمراهق، ومثالي عن ولدي يؤكد أن ذلك هو مهمة الوالدين بالدرجة الأولى؛ وهذا لم يكن وليد الساعة بل إن التربية الجنسية تبدأ بمجرد أن يتعرف الطفل على أعضائه التناسلية، وهي ما يسمى بالعورة، والأمر بتغطيتها منذ الصغر إعلاء لفطرة الحياء، وقد شرحت هذا في استشارة بصفحة "معا نربي أبناءنا" عنوانها:
- الحياء..غرس من الصغر
ولا يسعني إلا أن أثني على اهتمامك بأخيك، لكن سؤالي ما زال يطرح نفسه: ما الفائدة التي تجنيها من رؤية أفلام كهذه؟ هل تفعل فيك شيئا سوى الشعور بالإثارة ثم القيام بما يلزم لتفريغ شحنات الكهرباء التي تولدت بجسدك في غير وقتها؟ فإذا كان باب النجار مخلعا يا ولدي فمن سوف يصلحه لك؟!.
إبقاء هذه الأفلام في جوالك ليس خطرا على أخيك الصغير فقط، لكنه خطر عليك وعلى أصدقائك الذين يتعاطون رؤيتها دون أن يعلموا أن هذا الفعل مخرب للفطرة، قاتل للروح، ولكن لا أحد يشعر بذلك ولا يمكن قياس مقدار الضرر إلا بعد فوات الأوان، كما تحكي لنا أنت كيف سببت رؤيتك لمشاهد حقيقية تدميرا كبيرا في نفسك، فلماذا تساهم في نشر ما يفعله مدمرو الأخلاق ومخربو العقول حتى لو كان مجرد احتفاظك بأفلامهم؟!.
ابدأ بنفسك يا ولدي فعودها على مخافة الله، واحفظ الله في نفسك والأمانات التي أعطاك إياها من حواس السمع والبصر وغيرها، واحفظ نعم الله التي منحك إياها فالهاتف المحمول نعمة ما كنا نحلم بها قبل عشرين سنة، فاحتفظ فيها بكل ما يفيدك وينفعك في رضا الله، وليس في سخطه، وكذلك افعل بجهاز الكمبيوتر والتلفاز فهي من نعم الله التي منحنا إياها وحرم غيرنا منها.. وأسأل الله أن يجعلك ممن يقدرون النعمة بدوامها وليس بعد زوالها.
أما أخوك فيجب ألا ينام بقرب الوالدة دائما، خصوصا أنه على وشك البلوغ، فالاحتضان ممكن ومؤثر لكن ليس في الفراش بعد هذه السن، وأعتقد أن والدتك أقدر على التنبه لدوافعه فيما إذا كانت بدافع العاطفة أم بدافع الغريزة، وعلى العموم أدعوك للرجوع إلى موقعي الشخصي حيث تجد كتابي عن التربية العاطفية والجنسية باسم ألف باء الحب والجنس، وكذلك بعض الحوارات عن التربية الجنسية، واطلع على هذه الاستشارة:
- ولداي.. أحدهما خجول والآخر مهتم بالجنس!
وغيرها من الاستشارات الموجودة أسفل، وكلها تعطيك بعض الثقافة الجنسية التي قد تمنحك القدرة على الرد عن أسئلة أخيك، وإلا فإنه بعد عامين من الآن يمكنه أن يراسلنا ويحصل على إجابات لأسئلته، فلم يعد الجيل مغمض العينين في عصر الإنترنت، ولذلك فإن ثقافة المناعة هي أفضل من ثقافة المنع لكن يلزمك أنت بعض اللقاحات الإيمانية والأخلاقية قبل أن تكون قادرا على تمنيع غيرك، والله أعلم.