الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: فسخ الخطبة والبكاء على الأطلال السبت فبراير 06, 2010 3:57 pm
تقدم لي شاب من حوالي عام عن طريق أصدقاء والدتي، وبالرغم من أنني أعمل في مركز مرموق في المجتمع لكن لم يتقدم لخطبتي كثير من الشباب، بالرغم من أنني على قدر من الجمال، ومن أسرة كبيرة، ربما لهذه الأسباب فإن الكثير يتراجع في اتخاذ قرار أن يتقدم لي.
أنا عمري 28 عاما، لي أخ وحيد يعمل في مركز مرموق أيضا، لكننا بعيدان في التفكير عن بعض البعض، أحس كثيرا بالوحدة، ربما لأن كل أصدقائي تزوجوا، وإليكم قصتي:
فبعد أن تقدم لي هذا الشاب، وهو في بداية حياته ولديه شقة في بيت أسرته ولديه كثير من الأخوات والإخوة، ارتحت في البداية لهذا الشاب ووافقت على الخطبة، فوالداي قد سألا عن أسرة هذا الشاب، فشكر الناس في أخلاقهم في البداية، فاطمأنا، وفرحت كثيرا خاصة أنه في البداية قد أبدى لي حبا وحنانا كنت أفتقده، فكنا نتكلم بالساعات.
ولكن لاحظت بعد فترة ارتباطه الشديد بأسرته، فهو يحمل همهم جميعا، فأحسست أن هذا الحب سوف يشاركونني فيه.. أنا لست أنانية، ولكن في كثير من الأحيان يجعلني آخر اهتماماته، وبالرغم من هذا كنت راضية، فكنت لا أنام حتى أطمئن عليه مهما وصل منزله في أي وقت.
ولقد أحببت كلامه، حتى القليل كان يكفيني على الرغم من حزني ومعاتبتي له كثيرا بأنني آخر اهتماماته، المهم بعد فترة في الخطبة بدأنا نستعد للزواج، فحدث أنه بعد ستة أشهر أصبح يستعجل الزواج في شهر واحد، ونظرا لخوفي أن يزعل مني وافقته وبدأت والدته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، مثلا في أماكن وضع الأشياء في الشقة، وبعد رأيها تطلب رأي، وطبعا كنت أوافقها خوفا من إحداث المشاكل.
كان خطيبي يتظاهر بالاهتمام برأي، وكنت أقاوم بشدة الشد والجذب بين أهلي وأهله، لدرجة أن والدي قام بشراء فستان الزفاف لي، وخطيبي لم يعرض حتى دفع نصف المبلغ؛ لأن اتفاقنا كان بالمناصفة في كل الأمور، وقد قدمت أمي الأشياء التي قد اشترتها لي هدية ولم تطلب ثمنها أو أشياء بنفس قيمتها.
وعندما قامت والدته بشراء بعض الأجهزة والأشياء دون أخذ رأي طلبت أن نشتري الباقي، وبعد شد وجذب وافق أهل خطيبي أن نقوم بشراء كل الأجهزة من جديد، ولكن قبل أن نشتري الأثاث بيوم واحد وقبل "كتب الكتاب" بأسبوع فاجأني خطيبي بكارثة لم أكن أتصورها وحكاها لي وكأنها أمر عادي..
إن بعض الأشخاص قد قاموا بالنصب عليه وقام بإمضاء إيصال أمانة بحوالي نصف مليون جنيه وحكم عليه غيابيا؛ لأن هؤلاء الأشخاص قد حالوا بينه وبين إعلام القضية، وأنه لن يسجن ولو اقتضى الأمر فسوف يقوم بدفع الفلوس كاملة لهولاء الأشخاص، وقد علل لي ذلك بأنه كان لا يريد أن يحملني همه حتى لا أقلق، فبكيت وأنا قد جهزت كل شيء للزفاف، وقمت بدعوة جميع الأهل والأصدقاء، فقال لي إنه سوف يشرح كل شيء بالتفصيل، ولكني لم أحتمل.. صدمت صدمة قوية.
وعندما عاد والدي وجدني منهارة وقام بالرد عليه، فرد خطيبي بأنه آسف لأنني قد فهمته خطأ، وأنه لا يتاجر في المخدرات، ومع ذلك تماسك والدي وأوقف كل شيء حتى الانتهاء من هذه المشكلة.
ولكن ماذا أفعل، فقد بقي أسبوعان على الزفاف، وبعد أن قمنا بالسؤال عن القضية وعن طريق أحد المعارف قمنا باستخراج الحكم الذي وقع عليه، فقد حكم عليه بثلاث سنوات مع الشغل حين استعجال الزفاف، وقد دفع كفالة حتى لا يسجن، وحددت جلسة لاستئناف الحكم بعد توقيت الزفاف بأسبوعين.
أربعة أيام تركني وأنا في حيرة، فبعد أن رد والدي عليه لم يقم بأي محاولة للاتصال بي، لم أتحمل أن أستمر، فكيف أرتبط بإنسان أخفى علي وضغط علي، فقام والدي بفسخ الخطبة في اليوم الخامس، وقام برد الشبكة وجميع الهدايا، ومع ذلك رفض والدي أن يأخذ الأشياء التي قمنا بشرائها معا مناصفة حفاظا علي.
وأيضا لأنها بالنصف معهم، فهو لا يريد لي الدخول في أي مشاكل، ومع ذلك لم يحاولوا أن يضعوا هذه الاشياء عند أحد من المعارف، واستحلوها لأنفسهم.
وحاول بعد ذلك مرات عديدة عن طريق الوسطاء أن أرجع إليه، فهو قد قام بدفع الفلوس كاملة وسوى الموضوع وحاول الاتصال بي مرات، بالضغط على أنه أكثر شخص يحبني، وأنني سوف أخسره، ومرات بالندم، وأنني سوف أحكم عليه بالإعدام عندما أتركه.. هذا عن طريق رسائل الموبيل؛ لأنه حاول الاتصال بي كثيرا فلم أجبه؛ لأني ضعيفة فخفت أن أنساق وراء مشاعري وأغضب أهلي؛ ولأنني صدمت في أول إنسان أحببته بكل مشاعري، فهو لم يحاول أن يقابلني في عملي واكتفى بإرسال بعض المعارف من بعيد إلى بعيد فقط فهل هذا حب؟!
المشكلة هي أنني بعدما رفضت الرجوع إليه دائما يراودني سؤال: هل ظلمته حين لم أرد عليه ولم أعطه فرصة؟ ولكن كيف فالوضع أصبح متأزما بين أسرتي وأسرته، وخصوصا بعد علمنا أن والده قد سبق أن اتهم في قضيه تبديد منقولات، وأنه كان خاطبا غيري قبل ذلك، ولم يصارحني أيضا، وربما بعض الهدايا كانت لخطيبته الأولى.
جميع الأصدقاء والأقارب كانوا مؤيدين لي في موقفي من هذا الإنسان، ولكن البعض قال إن هذا الأمر عادي بين التجار، مع العلم أنه يعمل طبيبا ووالده كان مديرا، وبعد المعاش يتاجر ببعض الأراضي، ولكنه لم يخبرني بأي شيء عن هذا الأمر، فمشكلتي أنني حتى الآن أفكر في كلامه، وأنا أحاول أن أنساه حتى بعد أدائي لفريضة العمرة، وبالرغم من أنه فات وقت كبير على هذا الموضوع.. وأنا م
الحل
ابنتي.. يحل على رأسي ألم شديد كلما مررت بقصة مثل قصتك.. فتاة على خلق ومن أسرة طيبة، وبها كل المواصفات المطلوبة للزوجة الصالحة، ثم تستسلم وتسلم قلبها بسرعة البرق، فيصبح أي قرار بعد ذلك مؤلما مهما كان شكله.. إنه قرار يخلع القلب ولا يستعمل العقل.
تعليقك الأول عن نفسك وعن سبب إحجام الشباب عن التقدم إليك لأنك على قدر من الجمال ومن أسرة كبيرة غير صحيح وغير منطقي، بالعكس، فهذا سبب كاف لأن يتقدم إليك الشباب.. والإحجام ظاهرة عامة في المجتمع، فالمشكلة ليست مشكلتك وحدك.. فتيات كثيرات من مختلف الأعمار والمستويات لا يتقدم لهن أحد ليس لعيب فيهن، بل للوضع العام الذي وصل بالمجتمع إلى هذا القدر من العنوسة بين الذكور والإناث.
هذا أولا.. علقت في بداية الرسالة على أخيك وأنكما مختلفان، فتصورت أنه سيكون له دور ما في حياتك أو مشكلتك، ولكنه اختفى بعد هذه الكلمات.. فهل هناك علاقة بينه وبين ما حدث؟
نأتي للب المشكلة، الطبيب الشاب الذي تقدم وسألتم عنه ووجدتموه من أسرة طيبة.. لا يستقيم ذلك مع ما تم اكتشافه، ليس عنه هو شخصيا أو عن الحكم المعلق فوق رأسه، بل عن أن والده سبق اتهامه في قضايا تبديد، فالسؤال قد لا يكشف عن الحديث لكن القديم، فعادة ما يكون معروفا لدى المحيطين بالأسرة ممن تسألينهم، والأحكام يا ابنتي تكون مهينة إذا تعلقت بقضايا مخلة بالشرف.. أما ما يتعارف عليه التجار من توقيع أوراق كضمان قد يلجأ بها أحدهم للمحكمة، فهذه وإن كانت تصرفا غير مسئول ممن عطل السداد إلا أنها أصبحت من المعتادات في مجال التجارة.
سلمت قلبك وذبت في هذا الخاطب حبا، فلم تكتشفي عيوبه ولم تتصوريها، والعيوب يا ابنتي ليست من أجل أن نفسخ الارتباط، بل من أجل أن نتصور أين تسير خطانا، فبعض العيوب قد نتقبله ونتحمله، والبعض الآخر قد نرفضه، لكننا في النهاية نتخذ القرار على بينة.
من اليوم الأول ظهر ارتباطه الشديد بأهله، ورغم استسلامك أحيانا للفكرة -وهذا استسلام غير مقبول- بلا قيود أو شروط إلا أن تصرفاته كلها كانت ناتجة من هذا الاندماج المبالغ فيه مع والدته، فهي تتدخل فيما يحلو لها ولا تشير إليه بواجبه فيما لا يحلو لها، فغالبا هي من أشار بإخفاء أمر الخطبة، وهي من استغل رغبة أهلك في تزويجك وقبولهم تقديم ما هو أكثر من المتفق عليه.
وهي غالبا من النوع الذي يرى أنه يكفيكم شرفا الحصول على ابنها زوجا، وهذا النوع من الأمهات الحياة معه تحتاج إلى قرار بين بكل ما قد يصيب الحياة المشتركة.. وأراد أن يتعجل الزواج ليتم الأمر قبل أن يفتضح أمر الحكم عليه، وربما لتساعديه وقتها أو تسانديه بالمال.. وظهر المال حين قررت أن تفسخي الخطبة فقام هو بالسداد.
وهو بالتأكيد متمسك بك كزوجة لأنك كما قلنا فتاة طيبة جميلة من أسرة كريمة، ولقد كان قرار والدك بفسخ الخطبة قرارا حكيما وفي وقته المناسب، وكان على هذا الشاب بالفعل بدل إرسال الوسيط أن يذهب بنفسه إلى والدك كأي رجل محترم يشرح الموقف كله ويطلب منه إعادة الأمور إلى مسارها الأول.. أما أنه لم يمر عليك في المكتب ولم يحدثك بنفسه وأن هذا ليس دليل حب، فهذا كلام لا يناسبني كثيرا.
الزواج ارتباط شرعي وقانوني، والزواج ميثاق غليظ يستحلك به رجل، وهذا لا دخل فيه لـ"حدوتة بيحبني ما بيحبنيش البايخة المتكررة".
في عقد الزواج حتى لو باشرته بنفسك فولي أمرك تلزم موافقته ومباركته، وبالتالي المفروض أن تتم الأمور بين الرجال كما يحدث عادة في زمن احترام الرجال واحترام البيوت.
وإلا يا ابنتي فحتى لو زارك في مكتبك وأعلن حبه وتوبته ورغبته في العودة فهل كنت ستذهبين أنت إلى والدك لتدافعي عن قضيته وتشرحيها؟ ولماذا لا يدافع هو عن نفسه ويشرح قضيته وكل ما عليك أن تعلني أنك تريدينه ومتمسكة به؟!
نعود لأسئلتك.. هل هذا حب؟ ومن قال إنه أحبك كما غرقت أنت في غرامه؟ هو أرادك زوجة وتمسك بك بمشاعر حقيقية وتفكير عقلاني، أما هذا الغرام الملتهب فهو من نصيبك وحدك، وأنت تعرفين ذلك جيدا حين قلت: كنت دائما آخر اهتماماته.
هل ظلمته؟! بالطبع لا.. هو لم يبحث عن فرصة أخرى.. لو أرادها لذهب إلى والدك كما سبق أن أشرت إليك.
هل يصلح زوجا للمستقبل؟ سؤال خارج الموضوع، فهو لم يعد خاطبا وليس مرشحا في الوقت الحالي، إنما لو عاد إلى والدك وطلبك مرة أخرى فما الذي يمنع صلاحيته؟ على الأقل أنت الآن تعرفينه عن حق وتعرفين كل عيوبه وميزاته.