حديث يدور بين شابين يدخنان في الكافيتيريا في الكلية وهو مكان يكشف بقية ساحة الكلية
احمد وهو يلتفت بجسده وعينيه خلف فتاة تسير امامه نافثا دخان سيجارته: الدفعة الجديدة شكلها جامد مووووت.
كريم: ايوة يابني مش الغفر الي كانوا على ايام دفعتنا, ولا صحيح انت استقبلت دفعتنا والي قبلها والي بعدها ,وياتري بقي انت ناوي تنجح السنة ولا زي كل سنة.
احمد: ايه السيرة الغم دي , النهاردة اول يوم , خليك خفيف كده عشان احبك.
كريم: يييييييه اهي شيرين وصلت هخلع انا بقي عشان دي جايه كمان ومعاها واحدة صاحبتها.
كاد احمد ان "يخلع" مع كريم ولكنه رأي ان الفتاة التي مع شيرين من الدفعة الجديدة , ورأي أن من واجبه كأقدم واحد بالكلية ان يستقبل الدفعة الجديدة التي طبعا كانت حلوة ورقيقة.
*********************
مني: انا خايفة يا شيري اني ميبقاليش اصحاب في الكلية.
شيرين: اهي دي بقي اخر حاجة ممكن تقلقك في مكان زي ده , دا احنا هنا بنقول هنودي الاصحاب فين .
مني: لا ياستي بقولك ايه انا ماليش في الشلل , انا مبحبش قعدة البنات مع الصبيان , انا اخواتي قالولي......
شيرين: ياادي اخواتك الي عاملينلك وش في دماغك , يابنتي هنا عادي , الدنيا كلها اصحاب في بعض , انتي مش كان ليكي اصحاب صبيان في المدرسة.
مني: ايوة , بس كلهم اصحابنا وجيراننا من زمان ومفيش منهم خوف لانهم كانو مصاحبين صاحباتي, وبعدين انا مكنتش برضه معاهم اوي انا مبحبش الجو ده.
شيرين بصوت خافت: انا قلت برضه انتي هتتعبيني.
ثم بصوت عالي : ايه ده كريم وايمو اهم .......هااااااي.
مني تصيح وهي تحاول اللحاق بشيرين التي توجهت نحو الشابين : انتي رايحة فين؟ مش كنا هنجيب الجدول بتاعي؟.
*******************
اقتربت الفتاتان من احمد لان كريم كان قد غادر , عدل احمد من هندامه كما يفعل كلما قابل وجه جديد
ضربت شيرين بكفها علي كف احمد وهي تقول: ايمووو انت فين ياراجل .
رد عليها برتابة: في الدنيا هكون فين يعني ؟
شيرين :ايه الغلاسة دي وبعدين كريم ماله كده جري زي الي عليه فلوس لحد .
احمد: اصله افتكر واحد صاحبه كان مستنيه .
شيرين : اه.
احمد بتسبيل : مش تعرفينا .
شيرين : لا مش هعرفك ,مش سكتك خالص على فكرة .
شعرت مني بالحرج من الكلام الذي يدور وحاولت ان ترد بأي شيء فصمتت
اخرجت شيرين تليفونها المحمول وطلبت رقماً: ايوه يا واطي ..... جريت ليه اول ما شفتني ........يا راجل ...
ومدت برجليها بعيدا قليلا عن احمد ومنى
احمد: انتي بقي سنة اولي ؟
احمد في رأسه* اكيد والا كنت شفتك .
منى بخجل :اه
منى في رأسها *يوه يا شيرين خلصي بقي.
احمد: معاكي الجدول ولا اجيبهولك .
مني وقد ارتبكت : لا ... ماهي شيرين هتيجي معايا... يعني ..هنشوفه .
احمد: طب استني خليكي هنا.
وانطلق كالصاروخ مغادرا اياها ,في نفس الوقت الذي انهت فيه شيرين المكالمة:الله؟ فين الواطي التاني؟
منى : معرفش , قالي استني وجري , تعالي نمشي.
شيرين: هوقال راجع ولا قال ايه؟
منى: مقالش حاجة يلا نمشي بقي.
شيرين : لا استني اهه, ماله بيجري كده ليه ؟
وصل احمد لاهثاً ومد يده بورقة الي مني: اتفضلي يا ستي , جدول سنة اولي.
نزعت شيرين الورقة من يده وهي تجذب يد منى بعيدا: متشكرين يا سيدي , بس ريح نفسك , قلتلك مش سكتك .
اعترض طريقهم قبل ان تغادرا
احمد : ايه ايه , رايحين فين ؟
شيرين : انت مش جبت الجدول , يلا باي بقي البنت جديدة وهلففها في الكلية.
تجاوزتاه وهو يتابعهما ببصره قائلا : اجي معاكو.
شيرين تهتف وهي تجر مني ورائها جراً: لا شكراً.
ظل احمد يتابعهما ببصرة وهو يقول في نفسه
*ودي مين دي يعني الي شيرين خايفة عليها اوي كده؟؟؟ , هتكون تفرق ايه عن البنات التانية؟؟؟.
مني وهي تكاد تركض خلف شيرين , التي انطلقت وكأن كلب يجري خلفها
*ودا مين دا يعني الي شيرين خايفه عليا منه اوي كده , هي مش كانت بتقولي الناس هنا كلهم اصحاب عادي؟؟؟
(الحلقه التانيه)
لم ير احمد الفتاة مرة اخري وطبعا نسي فالدفعة مليئة بالوجوه الجديدة التي كان مشغولا بالتعرف عليها, فهو من أثارات كلية التجارة ,مضى حوالي الاسبوع الي ان لمحها تسير بين فتاتين تتوجهان قرب الكافيتيريا وقرب مكانه العتيد بجانبها.
******************
لم تشغل منى بالها بما حدث هذا اليوم كثيرا ولكنها احتفظت بالجدول ,ورأت احمد عدة مرات بالكلية فهو لا ينفك يدور بالكلية يسلم علي اصدقائة من كل السنوات الدراسية , وكانت تشعر بالفضول كلما رأته خاصة والسلوك الغريب الذي انتاب شيرين حين حاول التعرف عليها .
هاهو يقف بمكانه المعهود , لا ارجوكم دعونا لا نمر من جانبه , ييييه لقد رأني , تري ماذا سيفعل ؟, هل سيشيح بوجهه بعيد , يا ربي انه يبتسم.
******************
ابتسم احمد فيما اقتربت الفتيات منه وهن مستغرقات في الحديث الا مني التي تعلقت عيناها بعينيه , فابتسم لها , اطلت من شفتيها ابتسامة مترددة ,
فانتبهت صديقتها سارة ان مني لا تسمعها فالتفتت لتري لمن تبتسم فقالت: ايمو ازيك؟
احمد وهو لا يذكر اسم الفتاة التي تسلم عليه ولكن لم يبد عليه شيئاً: الحمد لله , ازيك انتي ؟
سارة:كويسة .
نظر الي مني مباشرة في عينيها وقال: ازيك؟.
تمتمت مني بشيء في خفوت معناه الحمد لله فقالت سارة: ايه دا انتو تعرفة بعض؟
قالت منى :اه
بينما قال احمد :لا
فتورد وجهها احمراراً فسارع احمد يقول : قصدي اتعرفنا علي بعض بس منعرفش اسامي بعض
سارة: بسيطة ...احمد امام .....منى ممدوح.
مد احمد يده
أ*ايوه كده تمام
احمد:فرصة سعيدة.
مدت مني يدها بتردد
م* انا مبحبش الي بيسلمو بالايد
مني : شكراً.
ضغط احمد كفه برفق وفي سرعة على يدها اصابعها التي بالكاد لامست يده وتركها سريعا كأن لم يضغط مما جعل وجهها يحمر قليلاً
أ* اول مرة بنت تحمر عشان سلمت عليا
م *ايه الولد دا
*****************
بعد هذا اليوم بأيام رأي احمد منى , لم يرها صدفة , بل كان ينتظرها المدرج , وقد قارب موعد انتهاء محاضرتها , وقد لا حظ انها من هواة حضور المحاضرات, وهذا شيء غريب على غير الصف الاول في الكلية ,لم ينتظر كثيرا كان متوقفا مع "شلة" من اصحابه في السنة الثانية بالكلية اذ لا حظ نزول الصف وبينهم مني, لم يتحرك نحوها , بل توقف في مكان يراه فيه النازلين من المدرج , واثقا من انها ستراه فيه.
رأت منى احمد , اول ما نزلت من المدرج وجدته امامها واقفا يضحك ويهزر بصوت عال مع اصدقائه ,
تعلقت عيناها به بينما قالت سارة: الواد دا زي العسل انا يوم ماعرفته مبطلتش ضحك.
قالت فتاة اخري معهما تدعي ميرنا: مين؟ ايمو؟ , دا زي القمر انا كنت هموت عليه في اول اسبوع بس قالولي مالوش في السن الصغير.
سارة: انتي متعرفيش اصله كبير عننا اصلا دا بقالة ميت سنة بيسقط , قولي يمكن دلوقتى عنده 22 ,23 سنة.
ميرنا: تعالي تعالي نسلم عليه.
وتجاوزا منى متوجهتان صوب احمد , وهي كالمصدومة خلفهما , الي اين هما ذاهبتان , لا , سأنصرف انا.
التفتت اليها سارة ملاحظة تجمدها في مكانها: فيه ايه يا بنتي متنحة ليه ؟ اتحركي.
مني: بصي يا سارة روحو انتو وانا هطلب الاوردر في الكافيتريا وانت تبقو تحصلوني اوكاي.
سارة: طيب مش هنتأخر.
وتوجهتا نحوه ومنى تسمع صوتهما
ايمو , ازيك .
م*انا ماليش دعوة عايزين يقفو معاه هما حرين انا ماليش في الناس الي بتسقط.
وقف احمد مترقبا منى والحديث الذي يدور بين الفتيات من بعيد , يبدو انه عليه , فتعمد اعلاء صوته بالضحك والهزار , جيد ,ها هن الفتيات يقتربن , ما هذا ؟ لماذا تسمرت منى؟ مالذي يحدث؟,لا لا لا الي اين هي ذاهبة؟
يا الله , لقد ذهبت ,غلا الدم في عروقه , لقد دنت منه فتاتين لا يذكر اسمهما حتى , ما هذا الحظ؟.
أ*ماشي يا مني بتحلقيلي انا هوريكي , مش انا الي يتعمل معاه كدة.