الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: فتاة من زمن الحب "تفضل العيش في كوخ" السبت فبراير 06, 2010 3:53 pm
بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. إخواني في موقع إسلام أون لاين أولا أتوجه إليكم بالشكر الجزيل وبارك الله فيكم على كل المجهودات التي تقومون بها فإني من رواد هذا الموقع المبارك منذ أكثر من 6 سنين، وقد استفدت منه الشيء الكثير.
ثم أنتقل إلى مشكلتي: أنا فتاة أشارف على الثالثة والعشرين من عمري طالبة في السنة الأخيرة من الجامعة ملتزمة وأتمنى الزواج بشخص يتوفر على مجموعة كبيرة من المواصفات الطيبة. ومنذ كان عمري 17 سنة يتقدم لي بين الحين والآخر شباب قصد الزواج فلم أجد في أحد ما أرجوه وأتمناه إما أجد صفة واحدة فقط أو صفتين لا أضمن بها أو بهما الاستقرار وتكوين أسرة ناجحة.
وفي الآونة الأخيرة كثر المتقدمين لطلب الزواج وأنا لا أجد فيهم من يناسبني فأرفض هذا وأتجاهل ذاك وقد كنت أعاني من ضغوط عائلية مما يدفعني إلى التفكير في قبول شخص يبدو صالحا في عمومه دون التطرق إلى خصوصياته، إلا أنني لم أتمكن في كل مرة، أقول سأرضيهم هذه المرة ولكني أرجع في آخر لحظة مع أني أسمع منهم من الكلام ما يؤلمني، خاصة وأني فتاة حساسة جدا وبارة جدا فكم يؤلمني أن أعكر صفو أمي أو أغضبها وهي تتمنى فقط أن تراني متزوجة كي تطمئن علي خاصة وأن أخواتي كلهن تزوجن.
وبسبب كلمات أمي الحانية الراغبة في الاطمئنان علي كنت أفكر في إرضائها فلم أقدر لأنني أفكر بأبعاد كثيرة فلا يمكنني أن أرضي أمي بشيء قد يؤذيني بل ويؤذيها هي أيضا لاحقا.. أصبحت لا أطيق أن أسمع بأن هناك من يسألني الزواج لأنني لا أجد في من يتقدم لي من يناسبني بالبت المطلق والمشكلة أن عائلتي كل حين يأتيني أحدهم بعريس ويغضب مني كل من أرد، هذا فضلا عن أبناء العائلة الذين رفضتهم وعانيت من غضبهم وقطيعتهم لمدة فكاد الأمر يعقدني.
أصبح بالي مشوش وأصبحت أعاني من القلق من المستقبل وما ينتظرني ولولا الثقة بالله وحسن الظن به لأصبت بمرض نفسي مزمن...
المهم وأنا على هذه الحال كنت قد تعرفت على طالب معي نفس الفصل ونفس الشعبة – الدراسات الإسلامية- وكنا نتكلم بين الحين والآخر عبر الإميل في بعض الأمور الدراسية من بحوث ومواضيع من غير الدراسية. والطالب على قدر كبير من الأخلاق الطيبة ونحن ندرس معا منذ ولوجنا الجامعة والآن نحن في السنة الأخيرة.
لم أفكر فيه يوما كزوج مع أن مواصفاته تطابق ما أتمناه في الشريك والمانع من ذلك كونه لا يزال طالبا ولا عمل له يعني غير قادر على التقدم لخطبتي ولكن كان اهتمامه بي يزيد يوما بعد يوم لم أكن أفسر ذلك بالإعجاب أو بالحب أو ما شابه، ولكن في يوم صارحني مباشرة ولم يقل إني أحبك أو معجب بك ولكن قال لو أنني قادر على فتح بيت في الوقت الحالي لتقدمت لخطبتك.
فوجئت أول الأمر وبعد رجوعي إلى مجموعة من المواقف التي كان يتعامل بها معي لمست إعجابه الشديد بي بل ربما يدل ذلك على حبه لي ومن مدة طويلة نوعا ما وبصمت لم يفصح عن أي شيء إلى أن قال جملته المفصحة.
أنا استغربت كثيرا للأمر ولكن لبرهة فكرت في كل تعاملاته وفي صفاته فوجدته أفضل شخص تقدم لي ووجدته أنسب من يمكنني أن أكمل معه حياتي فهو إنسان نادر الوجود ولم يسبق لي أن سمعت على شخص مثله وبه من الصفات ما كنت أرجو وزيادة فأنا أتمنى شخصا متدينا خلوقا يحب العلم ولا يفكر في الاستغناء عنه يوما؛ لأني أحلم بشخص يأخذ بيدي إلى الأمام في العلم، شخص يعينني على حفظ كتاب الله ويشجعني على البحث العلمي، شخص قابل للمناقشة تكون حياتنا حوار وتفاهم وشورى وليس سلطوية ورغبة في إبداء الرجولة فحسب..
ثم إضافة إلى هذا أتمنى أن يكون هذا الشخص رومانسيا إلى أقصى الدرجات معي مهتما بي كثيرا ومحبا لي أكثر. صراحة وجدت كل هذه الصفات في هذا الطالب فهو إنسان متدين طالب للعلم بشغف ونهم باحث ممتاز بشهادة الأساتذة إنسان متخلق على قدر من الحياء والحشمة. لا أجده مع الفتيات أصدقاؤه مثله لا يرد على سفيه ولا يجادل في أمر إلا أن يكون حوارا بروية متسامح...
هذا فضلا عن أنه شاعر له من الشعر قصائد رائعة في مختلف المجالات ثم إنه فنان فهو رسام وعلى دراية بالخط العربي فهو يخطه ويدرس تاريخه وكل ما يتصل به وله لوحات رائعة في هذا كما أنه نقاش على الخشب.. إضافة إلى صفات أخرى. صراحة بهرني لم أكن أحلم يوما أن أصادف شخصا تجتمع فيه كل هذه الصفات لا وبل يفكر بالزواج مني..
عذرا على الإطالة .. المشكلة في أنه لا يستطيع أن يتقدم لخطبتي الآن بشكل رسمي نظرا لظروفه التي لا تسمح وأنا وافقت على انتظاره حتى تسمح الظروف فهو سيتخرج هذا العام. وقد تكون هناك وظيفة بعد الإجازة وقد لا تكون وهو متفوق في دراسته ولا أرجو إلا خيرا. ذكرت له هذا وقال إن لم أجد الوظيفة العمومية فسأبحث في التعليم الخصوصي وإن لم أجد فسأعمل مشروعا صغيرا أخط لوحات وأبيعها..
يعني وجدت لديه رغبة وعزيمة الأمر الذي دعاني لقبول انتظاره الأمر الذي يشغلني الآن هو أنه يريد أن يتواصل معي يعني نتكلم عبر الإيميل بين الحين والآخر في حدود كما في السابق أو أكثر وأنا لا أرتاح لمثل هذا ففي السابق رغم أنه لم يكن قد صرح بما صرح كنت أعاني من تأنيب الضمير وأقول لا يجوز أن أكلمه كيفما كان الكلام ولو في الدراسة وهذا أمر يتعبني كثيرا.
وهو الآن يبدو لي حزينا جدا بقراري قطع التواصل معه وحاول بكل الطرق إقناعي ولكن عبثا حاول. أنا أخاف أن أعصي ربي بأمر كهذا وهو يجزم أن كلامه لن يخرج عن النطاق الديني وأنه يعرف حدوده فمن ناحية أشعر بالخوف من ربي ومن ناحية أخرى أشعر بالحزن من حزنه وأنا أثق فيه ثقة كبيرة لأني واثقة من أخلاقه وليس الخوف منه وإنما أخاف أن يكون الكلام معه أمر يكسبني إثما مهما كان هذا الكلام وأريد أن أعرف هل حقا في ذلك إثم طالما أنه لا يتغزل بي ولا أرى منه إلا كلاما محترما أم أن الكلام معه يجب أن يقطع حتى ولو كان هذا الكلام حول الدراسة أو أمور نتفق عليها في المستقبل باحترام؟
ومن ناحية أخرى أنا أطلعت أمي على أمر هذا الشاب وقالت الشأن شأنك ولكن فيما بعد كان هناك من يريد أن يتقدم لخطبتي فإذا بي أجدها متحمسة وتتمنى أن أوافق رغم أنه لم يتعد أسبوعا منذ أخبرتها عن الطالب.
بارك الله فيكم ساعدوني كيف أقنعها بأنه المناسب لي حتى تكف عن الضغط علي.. وهل يعد رفضي لمن ترجوه لي هي زوجا عقوقا لها فهي ببساطتها لا ترى ما أرى وتجدني غريبة التفكير وأن تفكيري ليس منطقيا وأن الرجل الجاهز ذو السمعة الحسنة ويصلي ويصوم يفي بالغرض.. وأنا لا أجد ذلك وأعيش في قلق وخوف.
في السابق كنت أخشى ألا أجد شخصا يتصف بما أتمناه وأخاف أن أسقط في يد شخص لا يقدرني أو لا يعاملني كما أتمنى فهذا سينعكس سلبا على حياتي والآن أحسبني وجدت من أتفاهم معه ويلزمني الانتظار مع الخوف من أن يشتد الضغط علي بقبول غيره قبل أن يتمكن هو من التقدم.
وعائلتي تريد لي شخصا متيسر الحال وأنا لا أهتم بالمال أبدا بل يهمني الشخص من الدرجة الأولى فإن وجدت الشخص المناسب قد أنزل للعيش معه في كوخ على أمل تحسن الحال وفي جو هانئ لا مشاحنة فيه مع وجود الحب والتفاهم والهدف.. لأني أثق أن الرجل هو الذي يصنع اليسر والمال وليس المال هو الذي يصنع الرجال فالمال يزيد وينقص بحسب عقل المرء ولا خير في قصور لا يعرف أصحابها البسمة ولكن كيف أقنع أسرتي بهذا وكيف أثبت على رأيي الذي أراه الصواب كي أعيش في سعادة..؟؟؟
أعتذر عن الإطالة وبارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء.. وفي الانتظار.
الحل
سألت نفسي كثيرًا يا ابنتي: لماذا يحرم الشرع أي تواصل خاص بين الشاب والفتاة خارج إطار الزواج؟ وتوصلت إلى الإجابة من خلال مئات المشاكل التي أُرسلت للموقع خلال السنوات الماضية.
الإجابة في نقطتين: أولا: لأن التواصل "الخاص" لابد أن (يتطور)، فهو لا يقف عند نفس المرحلة مهما كان هناك من تدين أو أخلاق عند الطرفين. ثانيًا: لأن التواصل "الخاص" يجعل كل طرف يعتاد على الآخر، ويتعلق به يومًا بعد يوم، بينما لا توجد أي ضمانات واضحة، أو اتفاق رسمي، أو خطة محددة مع الأهل من أجل الزواج، وبالتالي إذا حدث -لا قدر الله- أي عراقيل للزواج -سواء من ناحية الأهل أو ظروف العمل، مما يؤدي إلى فشل مشروع الزواج- فإن الألم عندئذ يكون شديدًا، والصدمة تكون قاسية؛ لذلك من الأفضل عدم التواصل بهذه الطريقة، ولهذين السببين -في تصوري- حرم الشرع هذا النوع من التواصل (الخاص) خارج إطار الزواج.
وهنا أريد أن أسألك سؤالا آخر: ما هو الهدف من هذا التواصل الذي يطلبه زميلك؟ أنتما ستتحدثان في الأمور الدراسية والدينية، فهل هذا حقا هو الهدف؟ هل الهدف هو "الدراسة" والعلم؟ أم أن الهدف هو (متعة) الحوار بين المتحابين؟ أم أن الهدف هو استمرار العلاقة حتى "يضمن" كل منكما ألا ينصرف عنه الآخر أو ينساه؟ أم أن الهدف هو المزيد من "التعارف"؟
إن كان الهدف هو "الدراسة" فالدراسة في الكتب ومع الزملاء والزميلات الآخرين. وإن كان الهدف هو "المتعة" فالمتعة ليس لها مكان إلا بين الزوجين. وإن كان الهدف هو "الضمان" فإن أفضل ضمان هو تقوى الله، فإن كان فيه خير يسره الله، وإن لم يكن فيه خير صرفه الله عنك. وإن كان الهدف هو "التعارف" فأعتقد أنكما قد تعارفتما بما يكفي لحدوث القبول والإعجاب، ولا داعي للمزيد من التعارف. أتصور أنه لا يوجد هدف مقبول، وبالتالي لا يوجد معنى لهذا التواصل.
يتبقى سؤال أخير.. قد يكون الأهم، تقولين: كيف أقنع أسرتي برأيي؟ وكيف أثبت على هذا الرأي؟ وكيف أتخلص من ضغوطهم؟ وهل رفضي لمن يتقدمون لي يعتبر عقوقًا لهم؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم". معنى الحديث أن هناك حد أدنى للاستطاعة المادية، لابد أن يتوفر من أجل تحمل مسئولية الزواج، أنت من حقك أن تقبلي الحياة في "كوخ" تتحملين فيه البرد والجوع والعطش، هذا هو اختيارك وأنت حرة فيه، ولكن ليس من حقك أن تفرضي هذا الاختيار على أبنائك!! ما ذنب ابنك الذي لن يجد لبنًا إذا جاع، أو دواءً إذا مرض، أو غطاءً إذا برد، أو مدرسة محترمة يتعلم فيها؟!
ليس معنى كلامي أنني ضد فكرة الصبر، والكفاح، وصعود السلم درجة بعد أخرى، بل أنا فعلا مع فكرة البساطة في تجهيز مستلزمات الزواج، وعدم المبالغة في المهور والتكاليف، ولكن -كما ذكرت- هناك (حد أدنى) لتحمل المسئولية المادية للزواج، فإن شعرت أن هذا الحد الأدنى غير متوفر فعليك بالصوم!! أما إذا شعرت بأن هذا الحد الأدنى متوفر، أو على الأقل يمكن أن يتحقق بعد وقت معقول فمن السهل إقناع أهلك.
الحقيقة أن الوسيلة الوحيدة لإقناعهم هي (الخطوة العملية)؛ حيث يأتي هذا الشخص لزيارتكم بعد سنة -مثلا- ويقدم خطة واضحة، فيقول أنا فلان، وأعمل في مدرسة كذا، ولدي مسكن في بلدة كذا، وأستطيع أن أتم الزواج في خلال مدة محددة وواضحة، هذه هي الوسيلة الوحيدة للإقناع.
ليست عقوقًا أن ترفضي ما يختاره لك أهلك، ولكن العقوق هو أن تفرضي عليهم اختيارًا لا يقبلونه، فلابد أن يقتنعوا بهذا الشاب، ولا سبيل لإقناعهم -كما ذكرت- إلا الخطوات العملية.
وأخيرًا.. أنا أدعو الله -بصدق من كل قلبي- أن ييسر لك الأمر، وأن يسعدك بالشخص المناسب لك، ويقدر لك الخير حيث كان، إنه سبحانه هو السميع العليم.
الرئيسية
الدولة
[img]
[/img]
