أشكو من تحقق الأحلام التي أراها في منامي مما سبب لي المشاكل
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: أشكو من تحقق الأحلام التي أراها في منامي مما سبب لي المشاكل الخميس يوليو 08, 2010 8:51 am
مشكلتي أنني أحب الأحلام، وأعيش فيها لدرجة أنني أحب أن أنام مبكرا كي أحلم كثيرا، وأوقات كثيرة يحصل أنني أصحو الصبح وأجد أشياء مما حلمت بها تتحقق، وأحيانا إذا بي أعمل ما رأيته في الحلم بطريقة لا إرادية أحيانا.
وإذا حلمت بأنني خاصمت أحدا أقوم في الصباح وأجد نفسي أخاصمه، أوقات أكون خائفة من أحلامي أن تتحقق.
فما رأيكم في حالتي؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ light حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أشرت في هذا السؤال الكريم إلى أمرين اثنين: الأول: هو أنك تحبين هذه الأحلام التي تحصل لك كثيرًا، والأمر الثاني: هو أنك يقع لك في أوقات كثيرة تحقق هذه الرؤى في الواقع بعد أن تكوني قد رأيتها في منامك، وللجواب على سؤالك لا بد أن نبين حقيقة هذه الأحلام وهذه الرؤى.
فحقيقة هذه الرؤى وهذه الأحلام لا يمكن أن يتوصل إلى معرفتها إلا بطريق الوحي الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الأحلام وهذه الرؤى من الأمور الغيبية التي تتوقف على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما بيَّنه فيها، وكل أمر من الأمور الغيبية لا يمكن القطع فيه إلا إذا كان هنالك نقل عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فإن عامة من تكلم في تفسير هذه الأحلام وبيان حقيقتها ولم يرجع إلى النقل عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم فإنه قد اضطرب اضطرابًا عظيمًا في تفسير هذه الأحلام وبيان حقيقتها، وقد بسطنا هذا الكلام في غير هذا الجواب.
وأما عن الأحلام فهي على ثلاثة أقسام: فهنالك الرؤيا الصالحة، وهنالك الرؤيا التي هي حديث النفس، وهنالك أيضًا الحلم الذي هو من الشيطان، فهذه ثلاثة أقسام، وقد وردت جميعها عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا اقترب الزمان فلم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا، والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحذير من الشيطان، ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصلي ولا يحدث بها الناس) رواه أبو داود في السنن وهو حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث من أحسن ما يجاب به على سؤالك الكريم، فإن فيه إشارة إلى أن الرؤيا الصالحة من فضل الله تعالى على عبده المؤمن، وهذه الرؤى التي ترينها في منامك ثم تتحقق بعينها في الواقع هي من هذه الرؤيا الصالحة، وقد عدها النبي صلى الله عليه من المبشرات، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات) قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة).
بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نحمد الله تعالى على هذه الرؤى كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله تعالى فليحمد الله عليها) متفق عليه، وهذا النوع من الرؤى هو الذي يسمى بالرؤيا الصادقة التي تأتي كفلق الصبح أي تتحقق تمامًا كما وقعت في المنام، فهذا من فضل الله عليك، فاحمدي الله على هذه النعمة واستبشري بها، وهي دليل أيضًا على صدقك في حديثك، فاحرصي على دوام الصدق مع الله تعالى والصدق في عامة أمورك، وقد بسطنا الكلام على الرؤيا وأقسامها في غير هذا الموضع، فارجعي إليه.
وأما عن حالتك التي أشرت إليها وهي حب الأحلام، وأحيانًا خوفك من تحقق بعض الأحلام التي رأيتها نظرًا لوجود ما تكرهين فيها، فإن هذا يعالج بالهدي النبوي الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيت في منامك شيئًا تكرهينه فاستعيذي بالله من شر هذه الرؤيا ثم انفثي بريقيك عن شمالك ثلاثًا وتعوذي من الشيطان، وإن صليت ركعتين فحسن أيضًا، وكل ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة.
ولا تقفي كثيرًا عند هذا الأمر بل ادفعي ذلك بالتوكل على الله تعالى ومعرفة أنه لن يقع إلا ما كتب الله؛ كما قال تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
وأيضًا فإن فائدة هذه الرؤى أن تكون مبشرة أو محذرة، فاستفيدي من ذلك واستبشري بالخير وتفطني للأمور التي لا تحبينها وتكرهين وقوعها، وهذا هو غاية الحزم وهو الاستبشار والفرح بالخير والحذر والفطنة من الأمور التي تسوء الإنسان دون أن يكون ذلك سببًا لضيق صدرك أو شعورك بالخوف والقلق؛ فإنك موقنة أنه لن يقع شيء إلا بما قدر الله وكتبه قبل أن يخلق هذا الإنسان.
وأيضًا فمن أعظم الفوائد الجليلة أن تعلمي أن المحافظة على طاعة الله هي أعظم سبب يجلب الحفظ من الله تعالى؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك) رواه الترمذي.
وأما عن نومك المبكر فلا تجعليه بقصد أن تري الأحلام الكثيرة ولكن اجعليه بقصد أن تتقوي على طاعة الله وأن تنهضي نشيطة لصلاة الفجر ولتحصيل مصالح دينك ودنياك، وما جاءك من هذه الرؤى فعامليه بالميزان الشرعي، وقد عرفت أن الرؤى الصالحة يستبشر بها، وأن الرؤيا التي يكرهها الإنسان يعاملها بالهدي النبوي الذي يدفع ضررها ويزيل القلق من النفس منها، وابذلي وسعك في تكميل نفسك بخصال الخير والفضل وتحصيل العلم النافع وتحصيل مصالح دينك ودنياك، كما قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.
فحالتك حالة طبيعية بحمد الله وليس فيك وعلى عليك أي ضرر وإنما توسطي في معاملة هذه الرؤى واتبعي فيها الهدي الكامل الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فبذلك تكونين معتصمة بالهدى الذي لا يضل من أخذ به ولا يزيغ من عمل به.
ونسأل الله عز وجل أن يجعل أعمالك كلها صالحة وأن يرزقك التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.