الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: خصائص الرؤيا الخميس فبراير 18, 2010 3:58 pm
خصائص الرؤيا
أصدق الرؤيا
أصدق الرؤيا بالأسحار وبالقائلة ، وأصدق الأوقات وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه . وأضعـفها الشـتاء . ورؤيا النـهار أقوى من رؤيا الليـل ، وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم ، فتكون لواحد رحمة وعلى الآخر عذاباً . ومن عجيب أمر الرؤيا أن الرجل يرى في المنام أن نكبة نكبته ، وأن خيراً آل إليه ، فتصيبه تلك النكبة بعينها ، ويناله ذلك الخير بعينه
أصل الرؤيا: جنس وصنف وطبع
أصل الرؤيا جنسٌ وصنفٌ وطبع ، فالجنس كالشجر والسباع والطــير ، وهذا كله الأغلب عليه أنه رجال ، والصنف أن يعلم صنف تلك الشجرة من الشجر ، وذلك السبع من السباع وذلك الطير من الطيور ، فإن كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب لأن منابت أكثر النخل من بلاد العرب ، وإن كان الطائر طاووساً كان رجلاً من العجم ، وإن كان ظليماً كان بدوياً من العرب . والطبع أن ينظر ما طبع تلك الشجرة فتقضي على الشجرة بطبعها ، فإن كانت الشجرة جوزاً قضيت على الرجل بطبعها بالعسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة ، وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفّاع بالخير مخصب سهل ، حيث يقول الله عز وجل : ( كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء ) ، يعني النخلة . وإن كان طائراً علمت أنه رجلٌ ذو أسفار ، كحال الطير ، ثم نظرت ما طبعه فإن كان طاووساً كان رجلاً أعجمياً ذا جمال ومال ، وكذلك إن كان نسراً ملكاً ، وإن كان غراباً كان رجلاً فاسقاً غادراً كذاباً ، وإن كان عقاباً كان سلطاناً محارباً ظالماً عاصياً مهيباً ، كحال العقاب ومخاليبه وجثته وقوته على الطير وتمزيقه لحومه
أقسام الناس بالنسبة للرؤيا
أقسام الناس للرؤيا ثلاثة :-
الأنبياء : ورؤياهم كلها صدق ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير
الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق ، وقد يقع فيها مالا يحتاج إلى تعبير
من عداهم : ويقع في رؤياهم الصدق والأضغاث ، وهم على ثلاثة أقسام
مستورون : فالغالب استواء الحال في حقهم
فسقة : الغالب على رؤياهم الأضغاث ، ويقل فيهم الصدق
كفار : يندر في رؤياهم الصدق جداً ، وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤية صاحبي السجن ، ورؤيا ملكهما في سورة يوسف
ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً )
فالأنبياء لكونهم متّصفون بالصدق رؤياهم كلها صدق ، والصالحون لأنهم يغلب عليهم الصدق فالأغلب على رؤياهم الصدق
فنسبة الصدق في الرؤيا تعادل نسبة الصدق في الحديث في اليقظة وعليه فكبار الأولياء ممن لا يقع منهم كذب البتة على قدم الأنبياء في صدق الرؤيا
الرؤيا التي هي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
ووجه تحديدها بذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )
وبإستقصاء النصوص يتضح أن الرؤيا التي هي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة هي
(1) رؤيا المؤمن (2) الصادقة (3) المبشرة
وأما وجـه تحديدها بذلك . فما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءته كفلق الصبح "
قال بعض أهل العلم : " إن الله أوحى إلى نبيه في المنام ستة أشهر ، ثم أوحى إليه بعد ذلك في اليقظة بقية مدة عمره ، ونسبة الوحي في المنام إلى الوحي في اليقظة بقية مدة حياته جزء من ستة وأربعين جزءاً ، لأنه عاش بعد النبوة ثلاثاً وعشرين سنة على الصحيح
الرؤيا . والحلم . وحديث النفس
عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان (
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان ، فإذا حلم فليتعوذ منه وليبصق على شماله فإنها لا تضره )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها وليحدّث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً . ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة . والرؤيا ثلاث : فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ، والرؤيا من تحزين الشيطان ، والرؤيا مما يحدث به الرجل نفسه ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس . قال : وأحب القيد في النوم وأكره الغل
والقيد : ثبات في الدين
قال الترمذي : هذا حديثٌ حسنٌ صحيح
وفي رواية للترمذي : " فمن رأى ما يكره فليقم فليصل "
وفي هذه الأحاديث ما يشهد بأن ما يراه النائم ثلاثة أنواع: الرؤيا الصالحة وهي من الله ، والحلم وهو من الشيطان يفزع به الإنسان ، وحديث النفس . وهي ما يعبر عن الرغبات المكبوتة . وهي موضوع علم النفس
آداب طالب التعبير
على طالب العبير أو تفسير الرؤيا أن يتحلى بصفات عديدة، ليتم له المراد من تفسير رؤياه، على الوجه الأكمل، وهذه الصفات هي
1- أن يتحلى بالصدق التام، لحرمة التكذيب في الرؤيا، خاصة وأنها جزء من أجزاء النبوة المشتملة على الوحي الإلهي
2- الدقة في سرد الرؤيا، لأن الرؤيا إن لم تسرد على مفسرها بالدقة المطلوبة، قد تشوش الصورة وتجعلها ضبابية، تعيق القدرة عند المعبر، على التعبير أو التفسير
3- أن يتحلى بالتواضع والأدب، لان المعبر إنسان غير عادي، انه عالم جليل، نادر الوجود، ويحترم لعلمه ولرجاحة عقله وكياسته
4- أن لا يجهد نفسه بتذكر الرؤيا،لأن الرؤيا الحقيقية لا تنسى أبدا، إنها تظل مطبوعة بحروف وبصورة غير قابلة للاضمحلال أو النسيان، طيلة حياة الإنسان، والرؤيا الحقيقية تحفز رائيها على طلب تعبيرها، ولا يرتاح إلا إذا علم تعبيرها أو تفسيرها، ولا يهتم للعقبات أو الحواجز التي تقف في طريق تعبير رؤياه. فلقد رأينا كيف أن ملك مصر زمن يوسف الصدّيق عليه السلام، طلب تعبير الرؤيا، فقالوا له: أضغاث أحلام، إلا أنه أصر على تعبير رؤياه، ثم قالوا له: وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين، فلم تهدأ نفسه وتستقر حتى جاء يوسف عليه السلام وعبر له ما عبر وكان ما كان من أمر الله سبحانه وتعالى في شأن البقرات السمان والعجاف والسنبلات الخضر واليابسات
5- أن يخبر معبر الأحلام عن وضعه، إذا كان عازبا أو متزوجا، وعن وضعه في المنـزل، وعن عدد أولاده، وعن وظيفته ومـكانته الاجتماعية، لأن هـذه الأشياء والتفـصيلات، تفيد جـدا في المساعدة على تفسير الحلم
6- على طالب التفسير أن يجيب على كل الاستفسارات بصدق وأمانة ، ولا يخفي شيئا عن المعبر لأن في إخفاء بعض الاستفسارات تضليلاً للمفسر ، مما يجعله عاجزاً عن تعبير الرؤيا
7- على طالب التعبير أن لا يكون ملحاحًا في طلب المزيد من التفسير والتعبير ، لأن المفسر يخبر بقدر ما يري المصلحة في الإخبار ، إذ إنـه قد يخبر عن أمر ويـسكت عن آخر ، فهو يخبر عن أمور الخير والتبشير وقد يسكت عن أمور السوء والمرض والموت ، وقد يلمح لها تلميحاً خفيفاً . وقد يحجم عن تفسير أمور فيها إخراج للسائل كارتكاب بعض المحذورات شرعاً
8- على طالب تفسير الرؤيا أن يكون صبورا، فقد يمهل من قبـل مفسر الرؤيا بعض الوقت، وذلك لضبابية الرؤيا أو لفـقد أحد العناصر التي تـساعد على التـأويل، وطلب الإمهال لا يـقدح بـقدرة مفسر أو معبر الرؤيا
9- على طالب التفسير أن لا يعتقد اعتقادا جازما بمصداقية المعبر وصدق التعبير، فقد يصيب وقد يخطئ، انه أمر اجتهادي لا أكثر ولا أقل، إلا أن يصدر عن نبي أو رسول فعندها يوجب التصديق في كل كـلمة يقولها النبي أو الرسول. إذ أن الأنبياء مؤيدة من الله سبحانه وتعالى، مسير الأمور ومقدر الأقدار ، فها هو يوسف الـصدّيق يقول : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) أي هكذا سيقع، والله أعلم
10- أن لا يطلب التعبير في أوقات الكراهة. مثل لحظة طلوع الشمس، ولحظة غروبها، وعند الزوال، ولا في الليل، بل يطلب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أوقات الكراهة هي أوقات عمل، والعمل مفضل شرعا على طلب تفسير الاحلام، أو كما قيل. وفسر بـعض العلماء الأفاضل، بأن أوقات الكراهة هـذه إنما هي أوقـات تجتهد فيها الكفرة لتقديس الجن والشياطين وفعل المحرمات والخبائث
11- أن لا يطلب تعبير رؤياه من جاهل
12- أن لا يطلب تعبير رؤياه من كافر
13- ن لا يطلب تعبير رؤياه من حسود
14- أن لا يطلب تعبير رؤياه من عدو
15- أن لا يطلب تعبير رؤياه من إنسان لا يستطيع كتمان السر
16- أن لا يستعجل تحقق الرؤيا ، فبعض الـرؤى تحتاج الى وقت طويل لتتحقق ، فـرؤيا يوسف الصدّيق للكواكب والشمس والقمر، قد تحققت بعد أمد طويل دام منذ طفولته إلى أيام شبابه، أي: ما العشرين عاما أو يزيد .كـما أن رؤيــا مـلك مصر زمن يوسـف الصـدّيق عليه السـلام قــد تحققت على مدى 7+7+1 سنة، أي: على مدى 15 سنة، وهو ما شهد له القرآن الكريم
17- على طالب التفسير ، أن يعلم بأن ليس كل ما يري في المنام ، يندرج تحت باب الرؤيا الصادقة
18- على طالب التفـسير أن يلم بأنـواع الأحلام ، وأن الـرؤيا وحدها هي محط التفسير المطلوب من قبل فسر الرؤيا ، وأن الـداعية الديـني أو المـوجه مهمته تفسير الحلم ، والطبيب النفسي مهمته تفسير أضغاث الأحلام
19- على طالب التفسير أن لا يزهد في تفسير الحلم الذي هو من قبل الشيطان ، لأن ذلك سوف يبين ويظهر ثغرات في إيمانه وتقواه ، وعمله في الحياة الدنيا ، فيعمل على سدها ، وإصلاح ما فسد من عمله
20- على طالب التفسير أن لا يزهد في تفسير أضغاث الأحلام ، إذ إن في تفسيرها من قبل أطباء النفس وحتى من أطباء الأجساد – فائدة قد ترشده إلى احتمال وجود اعتلال إما في بنيته النفسية أو الجسدية