الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: كيف نعرف الأحاديث الصحيحة من المكذوبة السبت فبراير 27, 2010 1:13 pm
كيف نعرف إذا كان الحديث موضوع أم لا ؟.
1. تكفل الله تعالى بحفظ دينه ، ومنه حفظ الكتاب المعجز ، ومعه حفظ السنة النبوية التي تعين على فهم القرآن ، قال الله تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ، والذكر يشمل القرآن والسنة .
2. وقد حاول كثيرون - في الماضي والحاضر - أن يدسوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الشرع المطهر وفي السنة النبوية ، لكن الله تعالى ردَّ كيدهم في نحورهم ، وسخَّر الله الأسباب لحفظ دينه ومنها العلماء الأثبات الثقات الذين ينخلون الروايات ، ويتتبعون مصادرها ويقفون على تراجم رواتها حتى إنهم ليذكرون متى اختلط الراوي ومن الذين رووا عنه قبل الاختلاط ومن روى عنه بعد الاختلاط ، ويعرفون رحلات الراوي ودخوله البلدان وعمن أخذ من أهلها ، وهكذا في قائمة طويلة يصعب حصرها ، وكل ذلك يدل على أن هذه الأمة محفوظة في دينها مهما حاول الأعداء الكيد والعبث والتحريف .
قال سفيان الثوري: الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض .
وذكر الحافظ الذهبي أن هارون الرشيد أخذ زنديقا ليقتله فقال الزنديق : أين أنت من ألف حديث وضعتها ، فقال الرشيد : أين أنت يا عدو الله من أبى إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً .
ويستطيع طالب العلم معرفة الأحاديث الضعيفة والموضوعة بكل يسر وسهولة وذلك بالنظر في أسانيد الرواية ومعرفة حال رجالها من كتب الرجال وكتب الجرح والتعديل . يمكن معرفة الحديث إن كان موضوعاً أولاً بالنظر في سنده أو متنه ، فإن كان في سنده أحد الكذابين : فهو حديث موضوع ، وأما بالنسبة للمتن فيمكن ذلك – أيضاً – ولكن يحتاج أكثره لأن يكون عند الناظر خبرة ومعرفة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح .
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله - :
وسئلتُ هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابطٍ من غير أن ينظر في سنده ؟ .
فهذا سؤال عظيمُ القدر ، وإنما يَعلم ذلك مَن تضلَّع في معرفة السنن الصحيحة ، واختلطت بلحمه ودمه ، وصار له فيها ملَكة ، وصار له اختصاصٌ شديدٌ بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه فيما يَأمر به ويَنهى عنه ، ويُخبر عنه ويدعو إليه ، ويحبه ويكرهه ، ويشرعه للأمة ، بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحدٍ من أصحابه ، فمِثل هذا يَعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه ، وما يجوز أن يُخبر به وما لا يجوز : ما لا يعرفه غيره ، وهذا شأن كلِّ متبعٍ مع متبوعه ؛ فإن للأخص به الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح أن يُنسب إليه وما لا يصح : ما ليس لمن لا يكون كذلك ، وهذا شأن المقلدين مع أئمِّتهم يعرفون أقوالَهم ونصوصهم ومذاهبهم ، والله أعلم .
" المنار المنيف " ( ص 43 ، 44 ) .
وما كتبه الإمام ابن القيم – رحمه الله – بعد ذلك الكلام إلى آخر الكتاب : هو أمثلة متعددة لأحاديث موضوعة في أبواب متفرقة ، مع فوائد متنوعة ، فليُنظَر فإنه نفيس .
3. وقد جمع كثير من العلماء مثل هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة في كتب خاصة ليسهل النظر فيها مجموعة فيحذر الإنسان ويُحذِّر غيره ، ومنها " العلل المتناهية " لابن الجوزي ، و " المنار المنيف " لابن القيم ، و"اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" للسيوطي، و " الفوائد المجموعة " للشوكاني و"الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة" لابن عرّاق ، و " ضعيف الجامع الصغير " و " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " كلاهما للشيخ الألباني رحمه الله . . والله الموفق .