الدولة : عدد المشاركات : 1242 نقاط : 1573 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 32 الجنس :
موضوع: خمسة احداث هزت العالم سنة 2006 الأربعاء نوفمبر 18, 2009 7:58 am
الصحيفة: فاينشيال تايمز: بقلم: كيديون راشمان الترجمة: الاتحاد
عندما قيل لـ(شو ان لاي) ما هي الاثار والانعكاسات للثورة الفرنسية على المدى البعيد، قال اجابته الشهيرة (انه من المبكر ان اقول ذلك الان!!!) ان هكذا غموض قد يضفي عليك انطباعا بانك على قدر من الحكمة اذا اردت ان تبدو كقائد صيني ثوري، لكنها بالنسبة الى صحفي قد تعني انتحارا مهنيا يأتي على المهنية لديك. وهكذا وبهذه الروحية اقدم عرضي الوجيز الاهم خمسة اهداف كبرى سنة 2006 قادت الى احداث تغيير في مجرى الاحداث اللاحقة واقدمها لكم حسب ترتيبها الزمني:
*كانون الثاني: روسيا تقطع ضخ الغاز عن اوكرانيا، ان قطع ضخ مصادر الطاقة بين دولتين متجاورتين، والذي استمر لايام قليلة فقط، قد يكون حدثا عاديا، لكن قرار روسيا بقطع الضخ والامداد لاوكرانيا جاء في لحظة كان فيها الغرب يشعر بانه مهدد بشكل مباشر من التطورات الداخلية في روسيا فلاديمير بوتين، كما ان القطع المؤقت الذي لم يستمر طويلا كان له تاثيره في اوروبا الغربية، حيث اشار الى وجوب تفكير الاتحاد الاوروبي في موضوع اعتماده على مصادر الطاقة الروسية مثلما اشار الى رغبة روسيا في استخدام الطاقة كسلاح سياسي.
*شباط: تفجير القباب الذهبية لضريحي الامامين العسكريين في سامراء، انه لم يؤد الى قتل احد لكنه دمر الضريح المقدس باعتباره واحدا من اقدس المواقع لدى المسلمين، وقد يكون التفجير هو الذي أشر الى بداية جديدة لاحداث خارجة عن السيطرة اذ لغاية هذا الحدث كان الشيعة يحتفظون بقدر من الصبر في ردود الفعل على ما يرتكبه الارهابيون، ذلك الصبر الذي كان السبب في التطلع الى الامل، ولكن، بعد حادثة سامراء جاء الانفلات وفي خلال ايام قلائل سقط المئات من القتلى في رد الفعل وتمت مهاجمة الكثير من جوامع السنة، وفيما تبقى من العام تسلطت المليشيات وتصاعد العنف الطائفي وسقط الالاف من العراقيين ضحايا للقتل الى جانب مقتل 800 جندي امريكي ومعهم تهجير ما يقرب من مليون عراقي ولجوءهم بعد التشريد الى خارج او داخل العراق. وخلال هذه السنة ايضا حصل تحول ملحوظ في الرأي العام الاميركي ضد الحرب. *مايس: في السينما الامريكية جاء عرض فلم “حقيقة مزعجة” في سنة اصبح فيها الاحتباس الحراري قضية بالغة الاهمية وفي كل انحاء العالم الغربي وكان العرض الافتتاحي في نيويورك في مايس ومنذ ذلك الحين اصبح يحتل المرتبة الثالثة في الافلام الوثائقية اما في تموز فقد كان كتاب قبصة هذا الفلم في قمة افضل الكتب من حيث قائمة المبيعات وقد جعل نائب الرئيس السابق (آل غور) هذا الفلم يدور في جولة عالمية شملت حتى البرلمان الاسترالي وكذلك بروكسل وباريس ولندن. وحيث ما زال الاوربيون اكثر تمرسا من الاميركان في موضوعة الاحتباس الحراري، فان امورا تؤول الى تغيير داخل الولايات المتحدة، ففي آب تم في كاليفورنيا تمرير قانون الاحتباس الحراري في محاولة لتغطية مستوى انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون في الولاية، فتبعتها ولايات اخرى في اتخاذ مبادرات مماثلة.. وصحيح انه لا يوجد اجراء يضع حدا نهائيا للاحتباس الحراري، لكنه قد يضمن المزيد من السيطرة العالمية في هذه القضية. *تموز اندلاع الحرب في لبنان: فجاء الغزو الاسرائيلي في تعقب فلول حزب الله، فقاد ذلك الى قتالات دموية وحجم هائل وكبير في الخسائر بالارواح في صفوف المدنيين وصرخة دولية دعت بالحاح الى وقف اطلاق النار، والذي حصل ولكن ليس بسهولة، لقد اكدت هذه الحرب كذلك وجهة نظر الذين يعتبرون اسرائيل مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط.. لكنها غدت تفسيرا اخر بين اللبنانيين يرى بان تصاعد نفوذ وقوة ايران هو العامل الاكبر في زعزعة استقرار المنطقة. ان عجز اسرائيل في الحاق هزيمة واضحة في حزب الله المدعوم من ايران قاد الى الشعور بالثقة لدى ايران والتي كانت تتزايد ايضا بسبب مشاكل الولايات المتحدة في العراق، هذا الى جانب ان تصاعد اسعار النفط وعجز العالم عن كبح البرنامج النووي الايراني قد زاد من دعاوى اميركا واسرائيل والافصاح عن اراء حازمة اتجاه ما يدعو اليه رئيس ايران محمود احمدي نجاد مرارا في زوال اسرائيل.. ويبدو ايضا ان الدول العربية المجاورة لايران قد اصبحت معنية اكثر في القلق من تزايد نفوذ وقوة ايران. وما ان اصبحت السنة تؤول الى نهايتها اصبح حزب الله يزيد من الضغوط على الحكومة اللبنانية التي يؤيدها الغرب، ويقابله احمدي نجاد في استضافة مؤتمر يجمع في طهران من ينكر حصول مذابح اليهود “الهولوكوست” وازاء كل هذا قد تتزايد فرص قصف اسرائيل او الولايات التحدة للمنشأت النووية الايرانية. *تشرين الثاني: اجراء الانتخابات الامريكية النصفية وقدخسر الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشيوخ والنواب في الكونغرس وبشكل جعل الرئيس بوش في عشية وضحاها كبطة عرجاء وفي اليوم التالي لنتائج الانتخابات استقال وزير الدفاع رامسفيلد لكن فكرة الانتخابات ستقود بشكل لا مفر منه الى اتخاذ سياسة جديدة في العراق هي ايضا عرجاء ولغاية نهاية السنة.. وكان هذا محتملا عندما كان الجميع يتطلعون في انتظارهم لتقرير بيكر ـــ هاملتون ولكن التقرير عند استلامه لا يبدو انه يحظى بالمواقفة على توصياته الرئيسية وخصوصا في دعوته الى حوار مع ايران وسوريا وتقليص عدد القوات الامريكية في العراق. وفي التطلع الى قائمتي مرة اخرى قد تجد انني اهملت جانبا واضحا في اسيا فالنمو غير الاعتيادي اقتصاديا لدى الصين والهند من المحتمل ان يكون هو التطور الاكبر اقتصاديا وسياسيا في عصرنا هذا فقد جاءت احداث في سنة 2006 تعتبر علامات على صعود الصين والهند، ان تصاعد قوى ونفوذ اسيا يعتبر عملية وليس حدثا، فالى اين تقود هذه العملية اساسا؟ وفي هذه الحالة من المبكر القول في هذه القضية الان حقا.