عندما يحمل أربعة ممن أحبهم على أكتافهم "نعشــي" عندما يحملون صندوقا من خشب يضم جسدي… ويسيروا بي طريقا مظلما لآخر مرة لا رجعة بعدها إلى هذه الحياة… والناس خلفي يسيرون..منهم من تنساب دموعه على خده .. منهم من يكتم صرخة في اعماقة …. منهم حزين … منهم سعيد((ربما)).. منهم… ومنهم…..ومنهم… لكني لا اشعر بأحد منهم..!! وتأتي لحظة الوداع الأخيرة …عندما ينزل الصندوق عن أكتافهم ويواروا هم بأيديهم جسدي داخل التراب… فلا أسمع سوى وطأ أقدامهم وهم يغادرون المكان … فأصرخ بأعلى صوت لي "عودوا"…… فيبتعد وطأ أقدامهم أكثر وأكثر حتى لم أعد أسمع شيئا….وبدأت أشعر بالوحشة…
ثم سمعت صوتا خافتا يناديني من مكان بعيد…صوتا يناديني يا (……)!!!! أرجوك عودي……. أرجوك…فكيف سأعيش في هذا العالم القاسي دون وجود من يهونه علي … أرجوك… أرجوك عودي… فيعلو الصوت أكثر وأكثر ولكن لا استطيع الإجابة…. فيتعالى صوته بالنداء والبكاء والنواح …ومن ثم يختفي صوته فجأة… ويهدأ المكان لساعات… 7 7 ثم تعم الفوضى بعد ساعات من جديد ويزداد وطأ الناس على المكان وتتداخل أصواتهم بالكلام والبكاء والصراخ …… فلم أسمع من كل هذا وذاك سو كلمة…. "" إنا لله وإنا إليه راجعون ""..
آآآه… لقد ماااات….لقد وجدوه ميتا بجوار قبري… ووجدوا زجاجة بجواره مكسورة… وكلمة على تراب قبري مكتوبة… بدمه……. بدمه الذي اساله بيده…… لقد كتب على قبري….. (( مات حبيبي….فكيف أعيش؟؟؟؟!!!!!!)) عندها شعرت اني مت حقاً....فأنا أيضا.... (((مات حبيبي .....فلمن أعيش؟؟؟)))