الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: لماذا يمتدح عمرو دياب وعادل إمام الرئيس وأبناءه؟! الأحد مارس 21, 2010 9:43 am
عندما غني عمرو دياب «وزي ما قال الرئيس وزي ما قال الأستاذ علاء والأستاذ جمال» وضع ملايين من محبيه في حيرة مما فعل لماذا يمتدح عمرو دياب الرئيس وأبناءه؟! لماذا يمتدح عمرو دياب الرئيس وأبناءه؟!
في الحفلة الغنائية القصيرة جداً التي أحياها عمرو دياب احتفاءً بفوز المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، وقبل أن ينهي الفقرة التي خصص إيرادها - لن يزيد علي نصف مليون جنيه- لصالح ضحايا السيول، ذهب عمرو دياب إلي أسفل المنصة حيث يجلس نجلا الرئيس مبارك «علاء وجمال» ليغني معهما قائلاً «وزي ما قال الرئيس.. منتخبنا كويس»، ثم «وزي ما قال الأستاذ علاء والأستاذ جمال.. منتخبنا كويس»!
دعك من أن «الأستاذ علاء والأستاذ جمال» لا تصنع مطلقاً أي أثر موسيقي مع «كويس»، ودعك من أن هذه أول مرة تقريباً يغني فيها مطرب لشخص ما سابقا إياه بكلمة «أستاذ»، واسأل نفسك.. ما الذي يدفع مطرباً مليونياً «المليون هنا تعود علي أعداد جماهيره وعشاقه» مثل عمرو دياب، لأن يقدم هذه الوصلة من مغازلة السلطة ممثلة في الرئيس وأولاده بهذا الشكل الفج المباشر الخالي من الفن؟ ما الذي يكتسبه من أن يغني للمقصورة لثوان قليلة بعدما كان يغني للدرجة الثالثة ما يزيد علي نصف الساعة؟
الفوائد والمكاسب كثيرة بكل تأكيد، وإذ كانت الجماهير البسيطة أخذت تجري وراء عمرو دياب لتلتقط معه صورة، فالمغني الكبير لم يكن مهتما بالتقاط صور تذكارية مع هؤلاء الآن، فالصوت والنظرة كانا يتطلعان إلي حيث يجلس نجلا الرئيس، والمفارقة الكبيرة هنا توجز المشهد تماماً... الجماهير تتسابق للتصوير مع عمرو دياب لأنه «نجمهم» المفضل، ولا أحد منهم يهتم كثيراً بالتقاط صورة تذكارية مع أولاد الرئيس لأنهما ليسا «نجومهم» المفضلة، فيما يتطلع «نجمهم» لأن يغني مع وللأستاذ علاء والأستاذ جمال، رغم أنه لو فكر لثوان قليلة لأدرك- وهو المعروف عنه ذكاؤه الاجتماعي والفني- أن التقاط الصورة مع واحد من الجمهور أهم بكثير من الظهور في الكادر بصحبة ابني الرئيس أو الغناء لهما ومعهما.
هذه من المرات النادرة التي يظهر فيها «سلوك سياسي» لـ«عمرو دياب»، الذي كان حريصا طوال مشواره الفني الممتد لما يزيد علي ربع قرن، علي أن يكون فنانا فقط، تاركا السياسة لأهلها، لكن هذا - مطلقاً - ليس موقف فنان آخر مثل عادل إمام، وكأن الأمر له علاقة أصيلة باستمرار وجود الفنان علي القمة.. منفردا.
طوال سنوات الثمانينيات والتسعينيات كان عادل إمام هو النجم السينمائي الجماهيري الأول في مصر، صحيح أنه كانت هناك منافسات ومناوشات من أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز، لكن بحسابات السوق الخالصة، وبأرقام الإيرادات الصافية، وبالشعبية الهادرة، كان عادل إمام هو الأول، وطوال هذه السنوات لم يكن لعادل إمام موقف سياسي صادم لكثيرين مثلما صار الآن، بل علي العكس، كان مخلصا لفنه بشدة مخرجا فيه كل طاقاته، معبرا فيه عن مواقفه الاجتماعية المنحازة للبسطاء والمهمشين وأبناء الطبقة المتوسطي، وعليه كان من النادر جدا أن يخرج عادل إمام في حوار صحفي، وإن فعلها اقتصر الحوار علي نشاطه الفني الذي يتضمن موقفا اجتماعيا، دون أن يتطرق في أحاديثه هذه إلي مواقف سياسية صريحة متماشية أو مناهضة لرأي الجماهير، لكن مع نهاية التسعينيات، ومع ظهور مجموعة جديدة ساهمت في تأسيس موجة السينما المصرية الجديدة - بحلوها ومرها - ومع صعود بعض من هؤلاء الفنانين- سواء بالصدفة أو بمجهودهم- إلي القمة ليقتسموا الشعبية والإيرادات مع عادل إمام، استشعر الأخير أن بقاءه في خانة «الفنان» فحسب في هذه المرحلة الحساسة لم يعد مجديا وأن الوجه السياسي لابد له من الظهور الآن فكان أن خرج بكثافة في حوارات ولقاءات تليفزيوينة ليؤكد دعمه لنظام الرئيس مبارك، وتأييده لتوريث السلطة لجمال مبارك، وهذه أمور صارت من ثوابت عادل إمام السياسية ويدافع عنها بشدة أحيانا وبغلظة أحيانا أكثر، فيما لم يظهر ذلك مطلقا من عمرو دياب، الذي لا يزال حتي الآن ورغم العديد من محاولات اللحاق بها جماهيريا هو المغني رقم واحد في مصر، وكأن ذلك الاستقرار الفني والشعبية الجماهيرية تعطي له نوعا من الحماية لا تتطلب حماية سياسية إضافية، حتي أنه لما غني لأول مرة في حفل عام أمام الرئيس مبارك في عام 2007 بمناسبة مرور 75 عاما علي تأسيس القوات الجوية، لم يستغل عمرو دياب الواقعة استغلالاً سياسياً، ولم يتاجر باسم الرئيس أو علاقته معه في حوارات أو لقاءات صحفية تالية، فهل تغيرت الأحوال وقرر عمرو دياب بدوره - عندما غني لعلاء وجمال مبارك - أن يتخذ موقفا سياسيا منحازا للسلطة ورجالها؟
«عمرو دياب لا يوجد له موقف سياسي أو اجتماعي واضح أو معلن، للدقة لا يوجد له موقف معاد، وما فعله مع أبناء الرئيس سبق أن فعله محمد عبدالوهاب وأم كلثوم عندما غنيا للملك فاروق ثم لمحمد نجيب وأخيرا لجمال عبدالناصر»، ذلك حسب قول د.محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الذي عاد ووصف ما فعله عمرو دياب في الحفلة الأخيرة بأنه «مجاملة سياسية»، وذلك «لأن الاقتراب من السلطة فيه وجاهة ونفوذ اجتماعي ونفوذ أمام بعض الفئات فيصبح غناء عمرو دياب مثلا في أحد أفراح الصفوة حدثا اجتماعيا مهما لهذه الأسرة باعتباره المطرب الذي غني أمام الرئيس أو أمام أبنائه» بحسب د.المهدي.
من الوارد إذن أن «عمرو دياب» فعلها بشكل تلقائي، مثلما يحدث في الأفراح الشعبية، عندما يجد المغني نفسه مضطرا للترحيب بـ«كبير الحي» أو «فتوة الحارة» لحظة دخوله إلي «صوان» الفرح، بطريقة ذات خصوصية تليق بأهميته، وهو في ذلك لا يقدم للكبير تحية عارضة فحسب، وإنما تلك التحية تحتوي ضمنا علي طاعة وولاء وتقدير وإدراك لسطوة الكبيرة وسلطته، مع ملاحظة أن ما فعله مع نجلي الرئيس جعل البعض يقارن بينه وبين ما فعله مطربون آخرون من الغناء للحاكم في السابق مثل عبدالحليم حافظ وعبدالناصر لكن الناقد السينمائي والفني عصام زكريا لا يوافق علي وجهة النظر هذه قائلاً: هناك فارق واضح بين أغنيات وموقف عبدالحليم السياسي من عبدالناصر، وما يحدث الآن من عمرو دياب وعادل إمام، وذلك لأن «عبدالناصر» كانت له شعبية، والثورة- بغض النظر عن الممارسات الظالمة - كانت تقدم بعض الإنجازات التي تأخذ المجموع تحت جناحها، وعليه فإن الناس كانت «مصدقة» ما تغنيه وما تردده، لكن الأمر الآن مختلف، وأتحدي أياً من الذين يغنون للحاكم هذه الأيام أو الذين يدافعون عن النظام في حوارات من فنانين، أتحداهم أن يكونوا في جلساتهم الخاصة «مصدقين» ما يغنون أو ما يقولونه كما يقول زكريا.
ما يذهب إليه الناقد السينمائي يعني أن الفنان الذي يغازل السلطة يفعل ذلك دون يقين أو اقتناع بصحة ما يفعل وصوابه، لماذا يفعله إذن؟ في مصر الثقافة السائدة هي أن يكون لك ضابط شرطة «معرفة» حتي يستطيع أن يخلصك من أي مشكلة بسهولة، فما بالك لو كانت هذه «المعرفة» رئيس الجمهورية أو أولاده؟ يقول عصام زكريا مضيفاً: الإشكالية هنا أن الكل - مهما تعاظمت شهرته - في حاجة إلي حماية من نوع خاص لأن القانون الطبيعي لا يقدم للجميع هذه الحماية، وعليه فإن معرفة أو صداقة أو قرب فنان مثل عادل إمام أو عمرو دياب لرئيس الجمهورية أو أبنائه تعطيهم شعورا بـ«الأمان».
لكن الأمر يختلف بكل تأكيد في أمريكا وأوروبا حيث توجد ديمقراطية حقيقية عمادها الأساسي أن القانون يطبق علي الجميع ولصالح الجميع، وعليه فمن حق أي مواطن أن يتخذ موقفا سياسيا محددا دون الخوف من أن تتعرض له السلطة، ويضرب عصام زكريا المثال بالمخرج الأمريكي المعروف مايكل مور حينما صعد قبل عامين علي المسرح ليتسلم جائزة الأوسكار، ثم هاجم جورج بوش وهو لايزال في منصبه رئيسا للولايات المتحدة قائلا: «لعنة الله عليك يا بوش.. نحن نعيش في بلد خيالي ويحكمنا رئيس وهمي»، والأكيد أن «مور» قال ذلك معبرا عن رأيه وهو مدرك بشكل يقيني أن أحدا لن يمنعه من العمل لأن هناك قانوناً يحميه، وبالتالي فهو ليس بحاجة للتلون بلون الحاكم السياسي حتي يضمن الحماية الدائمة، يعود عصام زكريا ليطرح افتراضا منطقيا قائلاً: دعنا نتخيل مثلا أن عمرو دياب له موقف سياسي معارض علني، ثم تعال لنحسب كم المضايقات التي ستواجهه في عمله من أول «البلدية» التي ستهد له المسرح نهاية بالتليفونات التي تطول المتعاملين معه لتمنعه من العمل.
حسنا، ما فات يمكن أن يفسر بعضا من سلوك عمرو دياب الغنائي شبه السياسي، فهو يبحث عن حماية وسند، ووجاهة اجتماعية، عبر مجاملة سياسية يظن بأنه جمهوره سيمررها له بسهولة ولن يتوقف عندها خاصة أنها جاءت في وعاء رياضي احتفالي، هو نفس الوعاء الذي تنسجم فيه - وبشكل استثنائي قصير- موجة الشعب مع السلطة، ويتغاضي فيه الجمهور عن أي «تسيس» للرياضة باعتبار أنه بالأساس يريد أن يفرح، إلي جانب أنه يمتلك من الذكاء و«تكبير الدماغ» ما يجعله يدرك السبب وراء غناء عمرو دياب أو غيره للرئيس أو أبنائه في مناسبة كروية خالصة، تجعل الجمهور يبلع صورة علاء وجمال مبارك وهما يحملان الكأس مع حسن شحاتة، فيما لا يبلعها عندما يظهر جمال مبارك متحدثا عن مستقبل مصر في لقاء تليفزيوني سابق التجهيز، فحينها يسأل الجمهور «هو بيعمل ده بصفته إيه»؟!
لكن الأمر مع عادل إمام يختلف بكل تأكيد، فإذا كان من الملاحظ أنه الفنان الوحيد الذي يحمل لقبا به صبغة سياسية «الزعيم»، وإذا كان ذلك اللقب يحظي برضا السلطة، بل لعلها هي التي باركته وصنعته، خاصة وأنه سيكون زعيما في «زمام» السلطة القائمة، فإنه من الملاحظ - بحسب الناقد عصام زكريا - في العديد من أفلام عادل إمام أنها تقدم صورة قاتمة للبلد وقد انتشر فيها الفساد والظلم والقهر، وهذه صورة عكس تماما ما يقوله في الحوارات عندما يمدح النظام، والسبب في ذلك التناقض ببساطة أن عادل إمام ذكي، ويعرف أنه لا يستطيع الكذب في أفلامه، لأنه لو فعل ذلك فلن يدخل الجمهور لمشاهدتها، وبالتالي لن يجمع أي إيرادات، فيما يستطيع أن يقول «غير الحقيقة» في حواراته ولقاءاته التليفزيونية لأن ذلك يكون في مصلحته السياسية مع النظام، وهو نفس الأمر الذي ينطبق علي عمرو دياب الذي لن يستطيع بكل تأكيد أن يغني «زي ما قال الرئيس.. منتخبنا كويس» في أي من ألبوماته!-كما يقول عصام زكريا.
في حين يذهب د.محمد المهدي إلي تفسير تناقض المحتوي السياسي لما يقدمه عادل إمام في أفلامه وبين موقفه السياسي المعلن المنحاز إلي السلطة استنادا إلي نظرية نفسية لعالمة النفس المعروفة «كارين هوفي» التي تقسم ذوات الإنسان إلي ثلاث ذوات، الأولي «ذات اجتماعية»، وهي التي يقابل بها الناس ومن خلالها يحدد حساباته ومصالحه، والثانية هي «الذات الحقيقية» التي يعيشها في الواقع ويمارس خلالها حياته، وفيها يكون علي طبيعته ويمارس كل الصدق ولكن في دائرة ضيقة جدا من أصدقائه والمقربين إليه، أما الذات الثالثة فهي «الذات المثالية» التي تحتوي في باطنها علي القيم والمبادئ والأخلاق، فإذا تساوت الذوات الثلاثة معا، كانت الشخصية متزنة وسوية، لكنه أحيانا ما تطغي ذات علي أخري.
ما علاقة هذا بما يفعله عادل إمام؟ علاقة وطيدة جدا بحسب د.المهدي الذي يقول: «في ظني أن عادل إمام في داخله لديه جزء غير متوافق مع ما يحدث، لكن «ذاته الاجتماعية» تدفعه لاتخاذ مواقف متوافقة وداعمة للسلطة، خاصة وأنه بالفعل يحظي بصداقة قوية مع الرئيس مبارك وأبنائه، ويستطيع أن يلقاهم في أماكن محظورة علي كثيرين، ويدخل بسيارته الخاصة إلي مناطق شديدة الخصوصية، كما أنه يتم الاحتفاء به من قبل السلطة في كل الأماكن، وعبر اتصال تليفوني منه يتم تذليل كل العقبات أمام أي عمل فني يقوم ببطولته، ولنا في مسرحية مثل الزعيم مثال واضح علي ذلك، القصد أنه ليس علي عداء مع السلطة بل علي العكس ولهذا فإن ردود أفعاله وآراءه السياسية تكون هكذا تبعا لـ«ذاته الاجتماعية»، لكنه لو نظر للأمر بشكل أوسع لا يقف عند حدود مصلحته الشخصية وتيسير أمور نفسه، ونظر لمصلحة جموع الناس حتما سيكون له رأي آخر. بحسب د. المهدي.
الأكيد أنه لا أحد يمكنه أن يصادر علي حق أي شخص في أن يعبر عن توجهه السياسي، وفي أن يفعل ذلك بجميع الطرق المشروعة، لكن منذ متي دخل المدح والتزلف والمغازلة والنفاق في بند الطرق المشروعة للتعبير عن الرأي السياسي؟
مورجان فريمان، سكارليت جوهانسون، ويل سميث، إيدي ميرفي وكيرس روك، جورج كلوني ومايكل مور، وغيرهم من مشاهير هوليود، كل هؤلاء أعلنوا صراحة وعلانية دعمهم المطلق للرئيس الأمريكي أوباما قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2008، وهذا موقف لم يهاجمهم فيه أحد، لأسباب عدة أهمها أن أحدا منهم لم يغن في أي من استادات أمريكا الرحبة «وزي ما قال الرئيس أوباما.. منتخبنا كويس وماشي لقداما»، ولم يظهر أحدهم في برنامج تليفزيوني يتغزل في حكمة أوباما ويطالبه بأنه يستمر رئيسا لأمريكا لثمانية وعشرين سنة وأكثر، داعيا إياه لأن يورث الحكم لإحدي ابنتيه باعتبارهما قد تربيتا في البيت الأبيض وصارتا تعرفان مداخله ومخارجه جيدا، القصد أن الموقف السياسي لكل هؤلاء النجوم الفنانين في أمريكا استقبله حتي المعارضون معهم برضا وتفهم وبتحضر، لأنه كان موقفا سياسيا صرفا قائما علي قناعات شخصية - قد تخطئ وقد تصيب - ولكنها تستشعر أنها تتبني الصواب للبلد أولا، فيما لا تحضر السياسة في مواقف عادل إمام الدائمة، أو موقف عمرو دياب الاستثنائي، إلا وهي تالية للمصلحة الشخصية، والمكاسب الذاتية، والسعي للنوم في حضن السلطة واكتساب المزيد من الحصانة والأبهة.
الحقيقة الثابتة وسط كل هذا، أن الجماهير وحدها - وليست السلطة - هي التي تمنح للفنان الحصانة والخلود، وإذا كانت الناس تردد حتي الآن بنشوة أغنيات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، رغم أنهما غنيا للسلطة، فإن أحدا لا يردد مطلقا- حتي لو كان منعزلا في جزيرة مهجورة - أغنيات محمد ثروت التي ارتبطت للأبد في أذهان الجميع بأنها لم تغن إلا في حضرة الرئيس، والفارق بين الحالتين أن «السميعة» لم يستشعروا النفاق عند أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، أو مر عليهم وغفروه لهم بضمانة فنهم، فيما لم يغفروه مطلقا لمحمد ثروت لأن إنتاجه الفني أو معظمه كان قائما عليه بشكل أساسي، وكأن الجماهير بذلك السلوك الصمت تضع عادل إمام وعمرو دياب أمام محك ومفترق طرق حقيقي.. تمثيل للناس وغناء لهم، أو تمثيل وغناء عليهم، وما الإنسان ومصيره وخلوده إلا بقدرته علي الاختيار!