الدولة : عدد المشاركات : 139 نقاط : 267 تاريخ التسجيل : 01/04/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: الالقاب والمعاني السبت أبريل 03, 2010 12:29 pm
وضعت الشريعة نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دائرة الأمومة، بمعنى: إن كل امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحمل لقب (أم المؤمنين) فيقال: أم المؤمنين خديجة وأم المؤمنين أم سلمة وأم المؤمنين حفصة وأم المؤمنين صفية وأم المؤمنين مارية... إلخ. قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) (3). (3) سورة الأحزاب آية 6. قال صاحب الميزان: فمعنى كون النبي أولى بهم من أنفسهم، إنه أولى بهم منهم. ومعنى الأولوية هو رجحان الجانب إذا دار الأمر بينه وبين ما هو أولى منه، فالمحصل أن ما يراه المؤمن لنفسه من الحفظ والمحبة والكرامة واستجابة الدعوة، فالنبي أولى بذلك من نفسه، ولو دار الأمر بين النبي وبين نفسه في شئ من ذلك، كان جانب النبي أرجح من جانب نفسه، ففيما إذا توجه شئ من المخاطر إلى نفس النبي، فليقه المؤمن بنفسه ويفده نفسه وليكن النبي أحب إليه من نفسه، وأكرم عنده من نفسه، ولو دعته نفسه إلى شئ. والنبي إلى خلافة، أو أرادت نفسه منه شيئاً وأراد النبي خلافه، كان المتعين استجابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وطاعته وتقديمه على نفسه (1). وقال ابن كثير: في الصحيح: قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله ووالده والناس أجمعين (2)، وروى البخاري عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب. فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم. لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر: فإنه الآن يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر (3). وقال صاحب الميزان: وقوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) جعل تشريعي. أي: أنهن منهم. بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتنزيل إنما هو في بعض آثار الأمومة، لا في جميع الآثار كالتوارث بينهن وبين المؤمنين والنظر في وجوههن كالأمهات وحرمة بناتهن على المؤمنين لصيرورتهن أخوات لهم. ____________ (1) الميزان 276 / 16. (2) تفسير ابن كثير 468 / 3. (3) رواه البخاري ك الإيمان، وأنظر ابن كثير 467 / 3.
وكصيرورة آبائهن وأمهاتهن أجداداً وجدات. وإخوتهن وأخواتهن أخوالا وخالات للمؤمنين (1). وقال ابن كثير في تفسير الآية: (وأزواجه أمهاتهم) أي في الحرمة والاحترام والتوقير والإكرام والإعظام. ولكن لا تجوز الخلوة بهن. ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع (2). وعلى خلفية ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمنين ووجوب تعظيم أمهات المؤمنين وحرمة نكاحهم بعد النبي صلى الله عليه وآله. حذر تعالى من التعدي بإيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومن حرمة نكاح أزواجه. قال تعالى (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً) (3). قال صاحب الميزان: والمعنى: أي ليس لكم إيذاؤه بمخالفة ما أمرتم به في نسائه وفي غير ذلك. وليس لكم أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً (إن ذلكم) أي نكاحكم أزواجه من بعده كان عند الله عظيماً، وفي الآية إشعار بأن بعضهم ذكر ما يشير إلى نكاحهم أزواجه بعده. وقوله تعالى (إن تبدوا شيئاً أو تخفوه فإن الله كان بكل شئ عليماً) معناه ظاهر. وهو في الحقيقة تنبيه تهديدي لمن كان يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. أو يذكر نكاح أزواجه من بعده (4): وقال ابن كثير في تفسيره: عن سفيان عن ابن عباس في قوله تعالى (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده. ____________ (1) تفسير الميزان 277 / 16. (2) ابن كثير 468 / 3. (3) سورة الأحزاب آية 53. (4) الميزان 337 / 4.
قال رجل لسفيان: أهي عائشة؟ قال: قد ذكروا ذلك. وكذا قال مقاتل بن حيان. وعبد الرحمن بن زيد. وذكر بسنده عن السدي: إن الذي عزم على ذلك طلحة بن عبيد الله حتى نزل التنبيه على تحريم ذلك (1). (1) تفسير ابن كثير 506 / 3.