الدولة : عدد المشاركات : 2890 نقاط : 3195 تاريخ التسجيل : 06/01/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: "كذبة إبريل" الثلاثاء أبريل 06, 2010 1:55 am
مع بداية شهر ابريل من كل عام يتذكر الكثير منا "كذبة إبريل" وقد يتبارى البعض فى اختلاق الأشياء الكاذبة سواء على المستوى العائلى أو الأصدقاء ثم يدعى أنها "كذبة ابريل" ، وليس من المهم أن نعرف أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها، والذي نجزم به أنها لم تكن في الإسلام ولن تكن بالطبع ، وليس منشؤها من المسلمين.
وفى كذبة ابريل نسمع عن الكثير من الحوادث الكاذبة قد تصل الى اعلان موت أقرب الناس إلينا مثلاً ، أو اطلاق الشائعات على بعض الأصدقاء والتى تكون نتيجتها وقوع الكثير من المشاكل بل والكوارث ، وكلها قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها تحت شعار "كذبة ابريل " أو "الكذبة البيضاء" ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، ويرفضه العقلاء والناضجين .
يقول الدكتور على جمعة مفتى مصر: الكذب من الكبائر ومن الأمور التي نهى عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء كان كذبا مفردا أم كذبا كمنهج، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب،سيدنا رسول الله يقول: "لايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا" ويقال: "الصدق منجاة ولو اعتقدت فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك".
وعن الكذبة البيضاء قال : الكذبة البيضاء مترجمة من اللغة الأجنبية، وكانوا يعنون بها أولا كذب الأطفال، فالكذبة البيضاء بمعنى الكذبة التي يمارس فيها الطفل خياله يمارس ذلك ممارسة تناقض الواقع عند الطفل في خياله فتصدر تلك المخالفات للواقع فيتقمص شخصية الآخرين وهو يرد على التليفون مثلا فكأنه يلعب ويلهو ويمارس شيئا من الخيال هو خيال لا يقصد به شيئا لذلك سموه بالكذب الأبيض.
ولكن ينبغي علينا أن نتبرأ من الكذب، وألا يكون منهجا لحياتنا فهو محرم في كل الديانات خاصة الإسلام، وقد يصل الأمر إلى مرحلة كبيرة وهي الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ومن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"لأنه يخل بالشرع ، والكذب فيه افتراء على الله لأن الله خلق واقعة معينة، وأنا بالكذب أقول لا، هناك واقعة أخرى ولم يخلقها الله، كأني افتريت على الله، ومن هنا كان الكذب محرما في كل الديانات، بكل ألوانه وكل ألوان الطيف، أما الكذب في إبريل فهي بدعة منكرة، الأفضل منها أن تحتفل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.
تقول الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: ان الكذب من مساوئ الأخلاق وتحذر منه الشريعة وعليه اتفقت الفطر فهو أحد أركان بقاء العالم وأصل المحمودات وركن النبوات ولولاه لبطلت أحكام الشرائع والاتصاف بالكذب انسلاخ من الإنسانية لخصوصية الإنسان بالنطق.
وفي شرعنا الحنيف جاء التحذير منه في الكتاب والسنة ، وعلى تحريمه وقع الإجماع ، وكان للكاذب عاقبة غير حميدة ،ولم يأت في الشريعة يوم أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء ويخبر بها ما يشاء من الأقوال ، ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى " كذبة أبريل " حيث يزعمون أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي يجوز فيه الكذب من غير ضابط شرعي .
يقول تعالى : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} وأخبرنا الله تعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم ليس بمفتر ولا كذاب لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- شرار الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس.
وتضيف : والرسول صلى الله عليه وسلم كان أصدق الناس وأكملهم علماًً وإيماناً معروفاً بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم وكان ينادونه " بالأمين محمد " .
ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول ابريل أو في غيره من الأيام وهذا خطأ ولا أصل له في الشرع فالكذب حرام سواء كان مزاحاً أو جاداً عن ابن عمر قال : قال -صلى الله عليه وسلم -: " إني لأمزح ولا أقول إلا حقّاً ".