عندما يصيبك التوتر والإجهاد.. وتضايقك تصرفات الاخرين ، فلا تترك دمك يغلى فى عروقك وجسمك يلتهب بنيران الغيظ والضغينة..!.
أثبتت تجربه أجريت فى "جامعة تينيسى" الأمريكية على عدد كبير من الطلاب أن مجرد التحدث لدقائق عن الإساءة والخيانة التى يتعرض لها الإنسان من الآخرين فى الحياة يؤدى إلى تغيرات ملحوظة فى ضغط الدم ومعدل نبض القلب ومستوى التوتر العضلى، ومعدلات الموصلات العصبية والنشاط الكهربى فى الجهاز العصبى... على العكس من المتسامحين الذين ينسون الإساءة بسرعة ولا يحتفظون بها؛ وهو ما أكدته نتائج دراسات عديدة: المتسامحون أقل عرضة للإضطرابات النفسية
والجسمية وأنهم قلما يزورون الأطباء.
أنت الأقوى بالتسامح
أولى الخطوات التى تعينك على التسامح؛ أن تضع نفسك مكان من صدرت منه الإساءة لتفهم دوافعه وأسباب عجزه واندفاعه... وهو ما يمكنك من العفو والتسامح، بل وامتصاص انفعال المسئ، ثم تحويل الموقف إلى درس فى التسامح توجهه إليه. الإنسان الذى لا يتسامح.. هو أكثر الناس تعرضاً للتوتر والعذاب، والشخصيات التى تعانى من القلق المزمن واضطرابات الشخصية أكثرها لاتعرف التسامح.. ولم تجرب لذة العفو أو راحة البال التى يستمتع بها من يعفو. ولقد ضرب ×رسول الله صلى الله عليه× وسلم عشرات الأمثلة على التسامح والعفو وعلى نفس الدرب سار الصحابة رضوان الله عليهم.. ويحكى عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أن رجلاً قال له: "إنك لا تقضى بالعدل، ولا تعطى الجزل، فتغير عمر، وظهر ذلك على وجهه. فقال له أحد الحاضرين: يا أمير المؤمنين، ألم تسمع قول الله سبحانه وتعالى: "خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين" فقال عمر: صدقت، وكأنما كانت ناراً فأطفئت". سبحان الله.. لقد أيقظ هذا الرجل فى ذهن أمير المؤمنين معانى هذه الآية الكريمة فأطاحت على الفور بالأفكار والانفعالات الغاضبة.. وهذا بالتحديد ما نعنيه من أن فكرة إيجابية يمكن أن توقف أو تطرد فكرة سلبية وتوقف تأثيرها فى الحال. وعلى الفرد الذى يحتاج لتزكية سمات التسامح والعفو أن يردد من حين لآخر قول الله تعالى: "خذ العفو، أمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين" "فاعف عنهم واصفح، إن الله يحب المحسنين" "وأن تعفوا أقرب للتقوى""أدفع بالتى هى أحسن، فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم"
قاوم الضغوط بالصبر
أما الصبر فيساعدنا على التخفف من الإجهاد الجاسم على أعصابنا.
بالصبر.. نكتسب الهدوء، ويقل لدينا إفراز هرمونات التوتر (الأدرينالين) و(الكورتيزول)... وبالتالى تسترخى العضلات وتتسع الأوعية الدموية وينخفض ضغط الدم، ويقل معدل ضربات القلب، وتتحسن وظائف جهاز المناعة فينتج الأعداد الكافية من خلايا التى تحمى الجسم وتقضى على الجراثيم وتقاوم الأمراض المختلفة فيعيش الفرد حياة سعيدة هادئة ويتمتع بالصحة وطول العمر.
* ودائماً نُذكِّر ونؤكد.. يجب على الإنسان دائماً أن يغرس فى نفسه تلك المعانى والمفاهيم العظيمة التى وردت فى آيات عديدة لطرد الأفكار والتوقعات الانهزامية الهدامة، واستعادة توازنه والشعور بالطمأنينة والثقة والأمان، ومنها ما يقوى العزم على الصبر: "فاصبر إن وعد الله حق" "وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" ولكى يصمد الفرد فى مواجهة المكائد والشائعات والأكاذيب.. عليه أن يهمل ويتجاهل هؤلاء الظالمين؛ الذين يطلقون عليه هذه الشائعات والأكاذيب.. وأن يكون واثقاً من أن تجاهله لهم سوف يضعه فى موقف القوة، بل قد يثير لدى هؤلاء الخصوم الظالمين مشاعر القلق الذى ما يلبث أن يتحول إلى نوع من الخوف والترقب. هذا النوع من الصبر هو الذى ورد فى الآية:"فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى"