رسائل مكتوبة بعِطر البوح , لا تعنّون لأحَدِهم هيَ من قلبيِ لِـ طيف لا أعرف شكلهُ , لا أعرف عنوانه , لا أعرف صاحبه تماماً ! هيَ مِن نبضيِ لِـ ! لا يهمّ لمن تكون لا يهمّ ان لم يحملها البريد وإن لم تصل يوماً لمِكان , المهم أن اكتب , أن اثرثر , أن اخترع القصص احياناً ! ألم اخبركم بداية انيِ اتنفس اكسجين الحرف , اتنفس لا أكثر ! وحذار من لعنَة الحرف ياسادة !
رسالة ( 1 )
اليوم شعرت انيِ بِحاجة لأن أكتب لأحدهم أن اثرثر له واحكيِ حكاياتيِ الفارغة احياناً
لا أظن اننيِ اخبرتك قبلاً بأنيِ اكره أن اكون أنثى عابرة" لذلك لا أفكر بالبحث عن ألاف الأذان التيِ تطوع دوماً لسماع صوت أنثى وإن امتلأ بِـ السخف ولـ سبب أخر , اننيِ لا أعتبر نفسيِ سخيفة أبداً , وأجد انه من السخف أن ابحث عن شخص يستمع إلي ولدّي القدرة على أن اشكل طيفك كما أشتهيِ تماماً , أحكيِ لصمتهِ وأكتبّ لـه احياناًً وفيِ احيان اخرى أرسم لعينيه الشفافتين حكاياتيِ !
لستُ مجنونة لا تفكر بذلك !
لكن بداخليِ تسكن انثى خدشت الحياة شفافيتها مِراراً وتخشَى المزيد , لذلك تبتعد كثيراً عن كل ماقدّ يكسرها يوماً !
وطيفك الشهيِ لنّ يفعل ذلك ابداً ..
وربما برسائليِ الغير معنونة , أمارس فعل إنتظاريِ لكّ ووحدك ستدرك ذلك .. !
أودّ لو أكتب لكَ سطر مِن نُور بوح لا يقرأهُ سواك , وأحرف لا تحتضنها سوى عيناك أن ابعثنيِ فيِ حضن غيمة لِسمائك وأهطل برقة مطر على قلبك أن اخبرك بكل شيء , بكل وهم وبكل حلم ..
قدّ لا أبدو فاتنة فيِ بوحيِ لكن مادمتّ ترانيِ بعين الحب سأكون الأجمل لذلكَ أحْكِيِ أمَامك دونَ أن أقف أمام مرآة روحيِ لأضيف أو أزيل شيئاً مِن حكاياتيِ
ومع ذلك اخاف كثيراً ! أخاف أن ترىَ ما لا تريد , وتشعر بِما لا أريد .. أخاف أن تزعج أذن قلبك ثرثرة صغيرتك أخاف أن اثير السأم على جدرانك أخافُ أنّ أكون غيرَ الحلم الذيِ تشتهيِ وأحكِيِ لكّ ! أزيح شال الخوف عنيِ قليلاً وتساعدنيِ قليلاً , وأحكيِ قليلاً ...
اشتاقُ طفولتيِ تزهر بينَ يدَيك تغضبّك كثيراً وتعودٌ فيِ كل مرة تطلب قبلة رضاك !
أشتاقُك ولا تخبرنيِ النجوم متَى ستزهر روحك بِروحيِ ! أشتاقُك وأتمنى يدك تمتد لرأس هموميِ ذات مساء وتمسح عن بتلاتيِ أثار دمعيِ الحزين أشتاقٌك وأبحث فيِ كلّ الوجوه عن شخص يشبهك وفيِ كل الأصوات عن صوت يميزك ولا اجدك إلا بقلبيِ , فأينَ أنتَ أيها الأقرب من وريد الأبعد من حلم !
أعلم الكثير .. أدرك أنكَ بحثت فيِ غيريِ عنّيِ , ولم تجدنيِ .. أنا ايضاً توهمت أنهم " أنتَ " .. كثيراً ! وكَانَ نبض أمل يهمس ليِ في كل مرة ابتعديِ لا زالت اقداره تنتظرك بالأُفقّ , وانتظر !
الرسائل المذيلة بأسمائِهم لعنة ترافقنا للممات ! قدّ تمحى ذكرياتنا / جراحنا ذات مساء بممحاة الزمن السحرية لكنّ من يمحو جراحاً وذكريات كتبت بنزفِ قلوبنا .. ؟! لذلك أخافُ كثيراً أن اتركَ عنواناً للمرسل إليه ! أُناوِلهَا ليدِ الغياب , وأعرف انها دوماً ما تفشل فيِ ايصال الرسائل , لكنّ على الأقل حتى إن وصلت لن ترافقنيِ لعنة اسمائهم !
إن قطَعت حبالِ الأقدار وجودك من مسرح حياتيِ بماذا سأبرر عناوينك على رسائليِ , ولا وجودَ لكّ يشفع ليِ ؟! كيفَ سأستعين بطبيب النسيان , إن غدتّ عناوينك داء ذكرى لا يزول ؟! هل ستغفر ليِ الأحرف موت روح وجودها ونبض اسطرها الذيِ اعلمتها بهِ وتركتها تعلقّ وجودها بوجودهِ ؟!
ولا تلمنيِ على توقع الأسوء فمنذُ متى سارتّ الحياة في الطرق التيِ نتمنى تماماً ومنذ متىَ رافقنيِ الأمان ؟!
قبلك كنت أنام جيدا معك صرت أحلم جيدا قبلك كنت اشرب ولا أثمل معك صرت أثمل ولا اشرب معك نبتت اجنحتي وتطرزت أيامي بخيوط الشهوة الخضراء وغسلتني امطار العنف والحنان المضيئة وأبحرت في مدارات اللاشرعية إلى كوكب التفاح الجهنمي والثلج الملتهب الملون كحريق في غابة ! احبك أيها الغريب بضراوة السعادة وبرقة الحزن فأنا أعرف جيدا أن من يحب عصفورا على الشجرة يكتشف مدى قدرته على العطاء والتوهج لكنه أيضا يكتشف مدى قدرته على الحزن حين ترحل الشجرة بطائرها ! وأعرف أن رحيلك محتوم كما حبك محتوم ! وأعرف أنني ذات ليلة سأبكي طويلا بقدر ما أضحك الآن وأن سعادتي اليوم هي حزني الآتي ولكنني أفضل الرقص على حد شفرتك على النوم الرتيب كمومياء ترقد في صندوقها عصورا بلا حركة ! خذني اليك أيها الغريب يا من صدره نقاء صحراء شاسعة وعباءته الليل وصوته حكايا الأساطير ضمني اليك أنا كاهنة المغامرة وسيدة الفرح _ الحزن التوأم ولنطر بعيدا عن مدينتهم وشوارعهم وكرنفالاتهم وغابة المهرجين والحمقى والطيور المحنطة ولننطلق معا مثل سهم ناري لا ينطفىء ها هو ذئب الفراق قابع في انتظار سقوطنا بين أنيابه إذا سقطت لن أشكو أو أتلو فعل الندامة المهم انني عرفت نشوة أن أطير اغامر ... وأطير وبك رفضت قدر ديدان الأرض ! التقينا لنفترق ؟ فليكن ! خذني اليك الآن وليرحل عنا الرحيل ! ضمني إلى جحيمك الرائع وليرحل عنا الرحيل ومهما هددني الغد بالفراق ووقف لي المستقبل بالمرصاد متوعدا بشتاء أحزان طويل سأظل أحبك وبلحظتنا الكثيفة كالمعجزة أتحدى الماضي والمستقبل وكل صباح أقول لك : أنا لك ... *