الدولة : عدد المشاركات : 139 نقاط : 267 تاريخ التسجيل : 01/04/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: قلب من ذهب السبت أبريل 10, 2010 6:36 pm
فوق المئذنة كالعادة...ومثل كل يوم....وقفت حمامتان على مئذنة المسجد لتراقبان قصة تتجدد كل يوم
.اخترق النداء صمت المدينة...فانتشر صوت المؤذن وطغى على كل الأصوات... انتبه أحمد....وقام ليصلى...خوفا...وطمعا...وكانت قطرات الماء المتساقطة من وجهه بعد أن انتهى من وضوئه ..تغادر صفحة وجهه و هي حزينه...لفراقها لذاك الوجه المشرق البسام سارع أحمد للصلاة...وكان يسير بوقار الى المسجد....كعادته كل يوم...يشق الظلمات لينال النور من هناك... وكان يراه كل يوم فى نفس الوقت...وفى نفس المكان....تماما يسرع مثله ...ليقتبس النور شاب آخر....ووجه آخر .....كان يطالعه بخجل....وهو جالس ليسبح بعد الصلاة...وكأنه ينتظر منه نظرة سريعة...ربما سارع وقتها ببسمة أسرع....لتخبره قسمات وجهه أنه لا يريد منه شيئا...سوى أنه...يحبه فى الله وأتى اليوم..الأقدام فى الأقدام...والمناكب فى المناكب...وسجدت على نفس الأرض تلك الجباه فنبتت من أرض المسجد نبتة صغيره...طرحت ثمار المحبة فى الله....ومد أحمد يده ليصافح محمدا...ولم يلحظ كلاهما أن قلبه كان على كفه و هو يقدمها ليهز يد أخاه بالتحية لم يكن لكلاهما غية من الأخر....ولم ينتظر أي منهما من الأخر هديه... ولم يعتب أي منهما على الأخر يوما......فصار اللقاء الى النفوس محبب...ولأنه على ذكر الله... اجتمعا عليه و افترقا عليه...فأظلتهما الرحمة و ازداد ضياء وجه أحمد ونطق النور من ثنايا وجه محمد وأتى وقت الفراق......نعم..وها هو محمد يستعد للسفر....أعد حقيبته و ودع أهله...وهندم ثيابه...ووقف ينتظر القطار....كل شيء منظم و مرتب...ولا مجال للخطأ...فلم التوتر...ولم الشعور بالانقباض!! هل نسيت شيئا؟؟..لا...لا هل تأخرت عن موعدي؟؟...لا...لا.. هل أغضبت أمي؟؟...لا...لا.. هل أوراقي معي؟؟نعم..كلها ولكن...لم أنا هكذا!!.....آواه..إنني أشعر أن قلبي ليس معي.....نعم.بين ضلوعي فراغ أين أنت يا صاحبي...بل أين أنت يا أخي..... مر الوقت أمام وجه محمد فأختطف منه السكينة كما يختطف منا هواء القطار الغبار..عندما يمر سريعا أمام وجوهنا و نحن نقف على محطة القطار وأخيرا وصل الحبيب ...وكان يجرى ليلحق بحبيبه فى الله وانتهت الدموع على كتف محمدا تستودعه الله.....وكأنه يسقطها عمدا لتستقر على كتفيه و تصحبه أينما ذهب و كان...رسولا من أخ لم يكرهه يوما بل...أحبه فى الله وصعد محمد الى القطار...وجلس مكانه..ووقف أحمد تحت نافذة القطار ليراقب وجهه.....لا يزال الفراغ بين ضلوعه يؤلمه.....حتى رأى الحمامتان ..... كانتا تقفان و كأنهما تتعاهدان.....راقبهما بعيناه...وراقب أحمد نفس المكان...وإذا بإحداهما تفتح جناحيها....وتحلق فى السماء....وتعلو...وتعلو....وتطير..هناك.. ..هناااااك ورفيقتها لا تزال فى مكانها...ترفرف بجناحيها...ولكنها لا تطير......وتراقبها بحنان.... أنطلق صوت القطار..فانتبه الصديقان لتلك الحكمة..نعم...سأظل أنتظرك يا أخي هنا...ولن أنساك .وعاد القلب لينبض بين ضلوع كلاهما....فوضع كلاهما يده على صدره ليحس النبض....انه شعور جديد...ان الحياة عادت لقلبي....انه قلب آخر.... قلب أخي بات عندي....نعم...لأني أحبه فى الله.......سار القطار و مر أمام أحمد و هو يراقبه....ولا تزال يده على قلبه.....فأطل وجه محمد من القطار ...مبتسما....وأشار له ربما تفرقنا...وربما ابتعدنا......لكننا كالحمام نطير و نحلق فوق البلاد.....وفى قلوبنا نتبادل أفئدة مقرها...المحبة....لكنها ليست كأي محبه.......لأنها..المحبة فى الله