في البداية بانوه ان الموضوع منقول وشكر خاص لصاحب الموضوع
تقرير كامل عن مقبرة توت عنخ آمون - وزيارة مصورة لها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابدأ معكم الموضوع فوراً .. وذلك بنقلكم 3300 عام إلى الوراء .. حيث كان يعيش على أرض مصر ملك فرعوني اسمه توت عنخ آمون .. وهو ابن الملك إخناتون
وفي ظروف غامضة بالنسبة لنا .. مات هذا الملك وعمره 19 عاماً !! بعكس جميع ملوك الفراعنة الذين كانت أعمارهم 90 سنة وأكثر ..
وكعادة الفراعنة فإنهم يدفنون ملوكهم ومعهم ممتلكاتهم وكنوزهم .. كانوا يدفنونهم في أماكن يصعب الوصول إليها .. لأن اللصوص كانوا يتربصون بهذه المقابر ويسرقوا ما بها من مجوهرات
لم تسلم مقبرة واحدة من السرقة .. كل المقابر التي تم اكتشافها في القرن العشرين وجدوها خالية من كل شيء إلا من تابوت الملك !
أين المجوهرات !! أين ممتلكات الملك ؟؟ لا أحد يدري
إلا مقبرة واحدة فقط .. وهي مقبرة هذا الملك
لم يستطع اللصوص التوصل لها إطلاقاً .. فقد خبّأها الفراعنة في دهاليز تحت الأرض ..
وجه توت عنخ آمون
من الذهب الخالص ويزن 110 كيلو جرام - وجدوه داخل المقبرة ، وهو الآن في المتحف المصري بالقاهرة
ننتقل بكم إلى العام 1917 .. يعني منذ 90 عاماً كاملة
انتقلنا لهذا العام كي نعيش مع شخص بريطاني ترك بلده وأقام في مصر .. وهو شخص اسمه ( هاوارد كارتر ) الذي كان يعمل في مصر منذ أن كان عمره 17 عاماً .. ونظراً لموهبته الفنية فقد كان يقوم بنقل النقوشات الفرعونية من الجدران وينقلها بدقة كما هي على الورق
في هذه الأثناء كان هناك لورد بريطاني اسمه ( كارنرفون ) .. وكان من القلائل الذي يمتلكون سيارة في بريطانيا
أصيب اللورد بوعكة صحية نتيجة حادث بسيارته في شوارع لندن .. وفي شتاء نفس العام أتى لمصر للإستشفاء في جوها المعتدل شتاءً
التقى اللورد بالعالم البريطاني .. جمعهما حب الآثار الفرعونية والبحث عنها .. واتفقا أن يبحثا سوياً عن مقبرة الملك توت عنخ آمون .. اللورد بماله .. والعالم البريطاني بمجهوده وعلمه ( هو المخ وأنا العضلات)
اللورد كانرفون ( على اليمين ) والعالم البريطاني كارتر
وبعد سنوات من البحث الشاق .. أضاع فيها اللورد كارنرفون الكثير من الوقت .. والمال أيضاً
قرر وقف تمويل البحث .. تكفي الـ 2 مليون دولار التي أنفقها في الهواء
كانت هذه صدمة لكارتر .. لكنه أقنع اللورد بسنة أخرى أخيرة .. ووافق اللورد لكنه سافر إلى بريطانيا
وفي يوم 4 نوفمبر 1922 وبالصدفة المحضة .. وجدوا مقبرة الملك توت عنخ آمون !!
وجدوها في الأقصر .. وبالتحديد في وادي الملوك .. وقاموا بنقل كنوز الملك إلى المتحف المصري
وفي يوم 6 نوفمبر اتصل كارتر باللورد في بريطانيا ليبلغه بالحدث السعيد .. قائلاً : Congratulations ثم أردف قليلاً : ( الـ 2 مليون دولار مراحوش هَدَر يا لورد )
غادر اللورد بريطانيا ووصل إلى الأقصر يوم 23 نوفمبر ومعه أخته Evelyn Herbert
دخلوا معاً المقبرة ومعهم العمال من أهل الأقصر .. ومن فتحة صغيرة كان أول من دخلها طفل صغير لضآلة حجمه .. دخل ومعه شمعة وأضاء لهم الطريق وفتح لهم باب المقبرة من الداخل !
وكانت أول الكلمات التي خرجت من كارتر عندما شاهد الكنوز كاملة : it's amazing, it's amazing
كارتر يفحص مومياء الملك ومعه الطفل الذي كان أول الداخلين
يصافحان بعضهما عند مدخل المقبرة
استخرجوا مومياء الملك .. وفحصوها بأشعة X وكان ذلك في عام 1926 ، وقتها لم يساعدهم التطور العلمي للتوصل لأي نتيجة ..
وبعد 40 سنة قاموا بفصحها مرة أخرى بأشعة X وتوصلوا لعدة نتائج .. هي :
- وجود تجلط دموي في منتصف الجمجمة
- فقدان عظمة صغيرة من عظام القفص الصدري
وبناءً على هاتين النتيجتين بالإضافة للسن الصغيرة التي مات فيها الملك .. قالوا بأن هذا الملك مات إما مقتولاً .. وإما في حادث صيد .. وإما في حرب ، وأطلقوا عليه الملك الطفل ( The Boy King )
انتقل بكم مرة أخيرة لعام 2005 .. وفي ظل هذا التطور العلمي الهائل .. قام العلماء وعلى رأسهم الدكتور زاهي حواس بفحص المومياء بوساطة CT-scan ، وهي اختصار لـ Computer Tomography ، وهو جهاز يقوم بالتقاط 1700 صورة للمومياء من مختلف الجهات .. ورسم تصور ثلاثي الأبعاد لها .. مع توضيح أي عيوب أو كسور بها
بعد عمل الـ CT تبين وجود الآتي :
- ثقب في أسفل الجمجة بحجم قطعة معدنية من النقود
- كسر شديد في الركبة اليسرى
- عظمة مفقودة من القفص الصدري
- وجود خط أسود طوله 4 بوصة في أسفل الجمجة
- لا وجود لنزيف دموي في الجمجة كما قالوا سابقاً
الدكتور زاهي حواس أثناء عمل الـ CT-scan على المومياء
صورة للجمجمة بعد الكشف ويظهر بها المادة التي اعتقدوا أنها نزيف ..
أثبت الكشف الحديث أنها بقايا مواد التحنيط
كما يظهر في الصورة الثقب الموجود بالجمجمة
أصبحت هذه المومياء أشهر مومياء في العالم .. يأتي السياح من أوروبا لزيارتها .. فهي موجودة في المقبرة مع بعض ممتلكات الملك