أعلن الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، تأييده للتيار الرئيسى المصرى أثناء إعلان وثيقة استقلال مصر تحت عنوان «الإعلان المصرى للعدل والحرية والإنسانية» فى حديقة الأزهر، مساء أمس الأول، وقال شرف فى اتصال هاتفى بالمشاركين فى الاحتفال: أؤكد دعمى الكامل لوثيقة التيار الرئيسى المصرى التى تحمل معانى تجمع المصريين حولها. وأضاف أن هذا التيار سيجيب عن عدة أسئلة وسيخلق خط تماس بين الحكومة والشعب ويجمعنا حول المعانى السامية، وهذا ما سيجعل مصر تعود مرة أخرى دولة رائدة وقائدة، وبه يمكن القضاء على الفتنة الطائفية.
ويقول نص الوثيقة التى أعدها عدد من أساتذة وخبراء العلوم السياسية والاستراتيجية «إن الشعب الحر هو المؤهل لأن يحكم والشعب غير الحر غير مؤهل إلا لأن يستعبد، وأنا الموقع على هذا الإعلان أعلن أننى إنسان حر مصرى أحيا بالعدل وللعدل وبالكرامة ولأنهض بمصر كى تنهض بى، وأرى أن الأكثر أهلية لابد أن يتقدم الصفوف بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو السن، إنسان حر مصرى أعتقد بالوحدة القائمة على التنوع والناضجة بالحوار والقوية بالاختلاف، وأعتقد بأهمية العمل المؤسسى وأرفض التعصب.
وقال الدكتور المصطفى حجازى، الخبير الاستراتيجى، أحد مؤسسى التيار، إنه قبل ٢٥ يناير كان هناك نظام يريد وشعب يرضخ لمطالبه، وهذه المعادلة تم تعديلها فى ميدان التحرير وأصبح الشعب هو الذى يريد، وأضاف أن فكرة التيار الرئيسى محاولة لإعادة الانضباط لمصر مرة أخرى وطالب الجميع بدعم الوثيقة ليصبح كل منا إنساناً مصرياً حراً.
وأوضحت الدكتورة هبة رؤوف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الوثيقة محاولة للإمساك بالروح الموجودة لدى الكثيرين الآن، وليست لتحويل الحلم إلى مؤسسة بل لتذكير الجميع بأن الأفكار لها قوة وتستطيع تحقيق الخير للجميع.
وقال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «لا توجد فتنة فى مصر إنما هناك عملية مخاض صعبة لمولود جديد». وأضاف: لا نريد أمن دولة مرة أخرى بل نريد العيش بحرية، وقد سمعت وزير الداخلية بنفسى يقول «كل واحد يقوم بشغله مش عايزين أمن دولة تانى». وتابع: نحن نتحول حالياً للديمقراطية وعودة التيار الرئيسى للمجتمع تؤكد قدرته على لفظ الشاذ والغريب. وقال المفكر الدكتور حنا جريس إن إحدى أهم خطايا النظام السابق أنه دمر المجتمع المصرى على مر عدة عقود افتقدنا فيها وجود التيار الرئيسى.
وأكد الدكتور نبيل مرقس، عضو مجلس مبادرة الإعلان، أن فكرة التيار الرئيسى تتعلق بذاكرة مصر الحضارية الممتدة على مر التاريخ.
وشدد على ضرورة إحياء التيار الرئيسى فى المجتمع المصرى فى اللحظة الراهنة قائلاً: «إذا كان التيار الرئيسى واجباً فى الفترات العادية فهو ضرورة ملحة فى الفترات الانتقالية والأزمات الراهنة»، مشيراً إلى أنه عقد اجتماعى وسياسى ومجتمعى يشكل الحد الأدنى المتفق عليه بين المصريين.
وأكد الدكتور سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عضو مجلس أمناء المبادرة، أن التيار الرئيسى ليس دينياً أو أمنياً بل هو ملف اجتماعى يحتاج إلى عمل كبير وطرق جميع الأبواب حتى يمكن استعادة المجتمع المصرى الحقيقى. وقال إن قوة التيار الرئيسى ليست فى آلياته بل فى أخلاقياته، ومن خلاله يمكن بناء البوصلة الأخلاقية للشعب المصرى مرة أخرى وإعادة التمحور حولها، مشيراً إلى أنها انقطعت بفعل النزاعات الداخلية واختلال التوازن الذى صنعه النظام السياسى السابق بين القاهرة ومختلف مدن مصر.
وأكد الكاتب سمير مرقص أن التيار الرئيسى يحمل قدراً كبيراً من التوافق المجتمعى وعليه يمكن إعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وإطلاق حرية المواطنين عن طريق وضع حد أدنى من التوافق العام .