السوريون يطلقون إضراباً عاماً من ٦ مراحل لإسقاط النظام

كتب عنتر فرحات وعواصم - وكالات الأنباء ١١/ ١٢/ ٢٠١١

مع استمرار حملة القمع الدموى والمجازر اليومية التى ترتكبها قوات الرئيس السورى بشار الأسد بحق المتظاهرين السلميين، تؤكد كل المؤشرات من سوريا أن الأزمة دخلت نفقاً مظلماً، بإصرار السوريين على التخلص من نظام حكمهم على مدى عقود وحكومة تتشبث بالسلطة مهما كلفها الأمر من أرواح مواطنيها، ورئيس لا يستمع لأى دعوات تطالب بمخرج آمن له لإنهاء الأزمة المشتعلة، وحرب أهلية مستمرة بين القوات النظامية والجنود المنشقين، اقتربت من العاصمة دمشق، بينما أطلق الثوار السوريون إضرابا عاما من ٦ مراحل، تنتهى بالعصيان المدنى لإسقاط النظام.

وفى أول ضغط واسع على النظام السورى، ينطلق اليوم الإضراب العام، الذى دعت له المعارضة السورية حتى نهاية العام الحالى، يليه عصيان مدنى شامل حتى إجبار الأسد على التنحى، وذلك بعد مذبحة أمس الأول فى جمعة «إضراب الكرامة»، التى سقط فيها ٤٦ قتيلا وعشرات الجرحى برصاص الأمن، بينهم ١٥ فى ريف دمشق، و١٧ فى حمص، و٧ فى إدلب، و٥ فى حماة، واثنان فى درعا، وسط تحذيرات دولية من وقوع مجزرة فى حمص «عاصمة الثورة»، التى تعانى حصارا خانقا واشتباكات ضارية بين الجيش النظامى والجنود المنشقين، وقالت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية إن الجيش أعطى مهلة ٧٢ ساعة لسكان المدينة لوقف الاحتجاجات، وإلا فإنه سيجتاح المدينة وتحدثت الصحيفة عن أساليب جديدة لمواجهة الاحتجاجات، مثل حفر خنادق عميقة حول الأحياء التى تشهد مظاهرات وإقامة المزيد من الحواجز ونقاط التفتيش لمحاصرتها.

أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية والمنشقين فى محيط دمشق وريفها وغرب دير الزور، وأطلق الجيش نيرانا كثيفة وقذائف المدرعات بشكل عشوائى على أحياء ومنازل المواطنين فى عدة مدن.

وتؤكد المظاهرات سلمية الحراك الثورى، وتشمل المرحلة الأولى من «إضراب الكرامة» إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن العمل فى المراكز الوظيفية، وإغلاق الهواتف المحمولة، فيما تتضمن المرحلة الثانية البدء فى إضراب المحال التجارية، أما المرحلة الثالثة فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. بينما يسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن فى المرحلة الرابعة، وستستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفى الدولة، فى حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية فى المرحلة السادسة والأخيرة.

وأمام الأزمة المتفاقمة، أكد مستشار الأمين العام للجامعة خالد بن نايف الهباس، أن هناك محاولات عربية ودولية لإقناع الأسد بالتنحى مقابل إيجاد ملاذ آمن له وعائلته وضمان عدم ملاحقته قضائيا، مشيرا إلى أن هناك دولا عربية وأجنبية «تتمنى أن يتنحى الأسد وأن هذه الدول ترغب فى إيجاد حل للأزمة على غرار الحل للأزمة فى اليمن». وقالت صحيفة «الحياة اللندنية» إن الإمارات عرضت على الأسد استضافته وعائلته، وأن دولا كبرى قدمت ضمانات للرئيس السورى بعدم ملاحقته قضائيا، إذا قبل التنحى.

وفى تصريحات تعكس تعثر الجهود الدبلوماسية العربية لحل الأزمة السورية، قال الأمير تركى الفيصل، وزير المخابرات السعودية السابق: إن الدول العربية لن تقف مكتوفة الأيدى وتسمح باستمرار المذبحة التى يتعرض لها الشعب السورى، وأضاف أنه من غير المرجح أن يتنحى الأسد عن السلطة طوعا، وأضاف أنه يعتقد أن إجراءات عقابية إضافية ستفرض على سوريا فى المستقبل، وقال إن الجامعة العربية والمجتمع الدولى عرضا على الرئيس السورى الفرصة لإيجاد مخرج لكنه رفض، ومن الصعب معرفة كيفية التصرف معه.

بينما حذر رئيس البرلمان العربى على الدقباشى الجامعة العربية من استمرار سياسة المهل التى تمنحها لدمشق، معتبرا أن ما يجرى فى سوريا «إبادة جماعية»، وأن ما يحدث فى سوريا أعظم مما حدث فى كوسوفو وقال: «نناشد العالم أن يوقف النظام السورى عند حده».

مرسي قلبي

شكرا لمرورك