وقفت بسيارتى فى الاشارة ورحت انظر حولى الى هذة المنطقه الهادئة والسيارات الفارهة وهذة الشوارع النظيفه الخاليه من المطبات ورائحه الورد تتناثر فى الجو وفجأه لمحتها تنتقل بين السيارات وتمد يدها داخل سيارة بجوارى تقول :"صباح الفل يا بيه .. الورد مين يشتريك يا ورد" فلم يهتم بها صاحب السياره هممت اناديها من شباك سيارتى وفى هذة اللحظه فتحت الاشارة اردت الوقوف لاشترى الورد لانى اشفقت عليها ولكن ابواق السيارات خلفى ازعجتنى وابصرت رجل المرور يسرع خطاه نحوى ويشير الى بالتحرك او التنحى جانبا.
انطلقت بالسيارة ولم يغب عن ناظرى مشهد هذة الفتاه المسكينه التى تتسول بطريقه مبتكرة فهى تريد النقود مقابل الورد او بلا مقابل .
اعتدت المرور من هذا الشارع العريض من اجل الورد والفل وكان اليوم ربيعيا صحوا يبعث على المرح والانطلاق ورأيتها قرب الاشارة تهرول بين السيارات تلف عنقود الفل وتدس يدها النحيله بحزمه الورد داخل السيارات وتقول "مين يشتريك يا ورد ؟ " جهزت الفكه الموجوده معى ووضعتها امامى على التابلوه حتى اكون جاهزا مشيت رويدا رويدا حتى اصبحت على قيد خطوات منها ناديتها "يابنت تعالى " لم تسمعنى اخرجت رأسى من النافذه "يابياعه الورد " نظرت الى " حاضر يا بيه ثوانى "سحبت يديها واتجهت الى سيارتى وقبل ان تصل الى اذا بسياره فارهة تنساب على الطريق وتحول بينى وبينها ابصرت بداخلها شابا وبرفقته ثلاث فتيات قال لها بصوت عالى "ايه يابنت بكام الورد؟" قالت " من غير فلوس يا بيه " قال وهو يضحك " بأقول لك بكام تقولى لى من غير فلوس يعنى انتِ مش عايزة فلوس ولا انتِ بتوزعى على الناس وخلاص " ضحكت الفتيات بصوت عالِ وامتزجت ضحكاتهن بالموسيقى الصاخبه المنبعثه من كاسيت السيارة مالت البنت اكثر على نافذه السيارة وفى تودد قالت :" اتفضل الورد .. خد الفل .. صباحك فل ان شاء الله " نظر الى الفتيات وقال :" ايه رأيكم نشترى ولا نتفرج " قالت احداهن :" باقول لك ايه ماتجيبها معانا نتفرج عليها " اخذت ابواق السيارات تستحث سيارة الشاب على السير قال لها " مش عايزة تقولى بكام ؟ طب هاتى كل اللى معاكِ"
القت البنت كل ما فى يدها فى حجر الشاب فأخذ الشاب ينثر الورد والفل عل رءوس الفتيات وهن يضحكن ويصفقن ويرقصن من شده الطرب والنشوى قال الشاب :" انتِ كده خلاص مع السلامه"وطلع الشاب بسيارته طلعه امريكانى احدثت صوتا مدويا ومزعجا وانطلق مخلفا وراءه دخانا وترابا ودهشة ألجمت ألسنه الناس اسرعت الفتاه خلف السيارة تنادى :" يابيه الورد يابيه طب الفلوس ولا يهمك سيبك من دول "التفتت الى وهى تجرى ثم واصلت السير بجوارها وهى تجرى ابصرت عمله ورقيه تتطاير من السيارة الفارهة لم اتبين قيمتها فقد فرحت بها البنت ودفعت يدها فى الهواء لعلها تمسك بالعمله واذا بسيارة مسرعه يقودها شاب طائش وبرفقته فتاه تدهس البنت فتلقيها على الارض جثه هامده اوقفت سيارتى على جانب الطريق ونزلت مهرولا اليها وزاحمنى عليها ناس كثيرون :" انت بخير ؟" فلم ترد على اخذت اتحسس نبضها والدماء تنهمر من جسمعها حتى سمعتها :" ورد يا بيه فل يا بيه مين يشـ..شـ..تريك يا ..و..رد...؟" وانتهى الامر .
عدت ادراجى الى السيارة فتحت بابها وجلست خلف عجله القياده فلم استطع ادارة محركها وضعت رأسى فوق العجله كانت الدنيا تموج من حولى بناسها وسياراتها وصيحات الباعه الجائلين حاولت نسيان منظر بائعه الورد ولكن دون جدوى ازعجتنى اصوات ابواق السيارات المتلاحقه اظننى تسببت فى زحام شديد قلت " خلاص يا ناس انا ماشى " ادرت سيارتى المتواضعه ودست بنزين ولكن سيارتى لم تطلع طلعه امريكانى .

تسلم ايدك يا احمد