الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: ولما احترقت.. تسابقوا لإطفاء الرماد الإثنين ديسمبر 19, 2011 9:37 am
ولما احترقت.. تسابقوا لإطفاء الرماد
١٩/ ١٢/ ٢٠١١
«أ.ف.ب» كنوز مصر التاريخية احترقت فى المجمع العلمى
انتقلت المواجهات بين قوات الجيش والمتظاهرين، أمس، إلى شارع الشيخ ريحان المؤدى إلى وزارة الداخلية، والبوابة الجانبية لمجلس الشورى، بعد أن أغلقت عناصر من القوات المسلحة جبهة قصر العينى ومجلس الوزراء بحائط خرسانى، وجبهة شارعى محمد محمود بحائط آخر، والفلكى بأسلاك شائكة، وللمرة الأولى منذ بدء الاشتباكات، فجر الجمعة، ظهرت مجموعات من الأمن إلى جانب رجال الجيش.
فشلت محاولات عدد من الشخصيات العامة والسياسيين فى عقد هدنة بين الجانبين، إذ توجه الدكتور مصطفى النجار، والدكتور عمرو حمزاوى، عضوا مجلس الشعب، والدكتور مصطفى حجازى، الخبير الاستراتيجى، والدكتور معتز عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية إلى منطقة الاشتباكات، غير أن أفراداً من الشرطة وجهوا السّباب إلى «حمزاوى» وحاولوا الاعتداء عليه، وتدخل اللواء سعيد عباس، عضو المجلس العسكرى، واللواء محسن مراد، مدير الأمن، لحماية «حمزاوى»، وتم إدخاله إلى مبنى وزارة الداخلية.
وقال مصطفى النجار لـ«المصرى اليوم، إن المفاوضات فشلت لوجود احتقان ورغبة فى الثأر لدى الجانبين، بسبب سقوط ضحايا من كليهما.
وفى إطار محاولات التهدئة، زار عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور السلفى، منطقة الاشتباكات، وقال لـ«المصرى اليوم» إنه كان يحمل مبادرة لإنهاء الأزمة، لكنه وجد صعوبة فى طرحها على الجانبين بسبب العنف المتبادل. وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً تطالب فيه بوقف الفتنة، ودعت نواب الشعب إلى التدخل لفض الاشتباكات.
وأصدر اتحاد شباب الثورة بياناً يتهم فيه المجلس العسكرى والدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء، بتعمد التضليل الإعلامى، وأضاف أن الطرف الثالث الذى يتحدثون عنه هو نفسه المجلس العسكرى. ونفى البيان عن المتظاهرين تهم البلطجة وإحراق المجمع العلمى وهيئة النقل والكبارى، محملاً مسؤولية ذلك للمجلس العسكرى.
وأناب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مستشاره الدكتور حسن الشافعى، للوساطة فى جهود التهدئة بين قوات الجيش والمتظاهرين. وتوجه «الشافعى» بالفعل إلى المنطقة الملتهبة وعقد اجتماعاً مع بعض مسؤولى الجيش داخل مجلس الشعب، ولم ينته الاجتماع - حتى مثول الجريدة للطبع.
فى سياق آخر، وبعد يومين من بدء حريق المجمع العلمى المصرى، تمكنت عناصر من القوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعة من المتظاهرين، من إنقاذ بعض الكتب والمراجع النادرة وغيرها من مقتنيات المجمع، ونقلها إلى دار الكتب، وانهار السقف العلوى من المجمع بعد تجدد اشتعال النيران به. وقال وزير الآثار إن آلاف الكتب القيمة والنادرة احترقت، أهمها النسخة الأصلية من كتاب «وصف مصر»، وقال أمين عام مجلس الشعب إنه يجرى حالياً إصلاح التلفيات التى لحقت بالمجلس.
كانت عناصر الجيش قد نفذت عدة اقتحامات خاطفة لميدان التحرير، طوال ساعات الليل وبداية يوم أمس، وحاول المتظاهرون التصدى لهم، وتبادل الجانبان التراشق بالحجارة وقطع الرخام والمولوتوف، قبل أن تنسحب مجموعات الجيش إلى نقطتى التمركز فى قصر العينى والشيخ ريحان.
وحسب مصدر أمنى، فإن عدداً من المتظاهرين نجحوا فى التسلل إلى المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والمولوتوف، ما أسفر عن إصابة ٥٥ جندياً و٣ ضباط، وشدد المصدر على أن تسليح الأمن يقتصر على الدروع والخوذات فقط.
من جانبها، استمعت نيابة جنوب القاهرة إلى أقوال ١٦٤ من المتهمين فى الأحداث، وقالت مصادر قضائية إن التحقيقات كشفت أن ٨٣ من المقبوض عليهم اعترفوا بأن شخصاً يدعى «على عفت» وشهرته «على أبوالرجال» جاءهم من منطقة السيدة عائشة وحرضهم على إلقاء المولوتوف والحجارة على الأمن والهيئات الحكومية مقابل أموال، كما كشفت تقارير الطب الشرعى عن قتلى الأحداث أنهم توفوا بطلقات رصاص أطلقت عليهم من مسافات قريبة جداً لا تتجاوز ٣ أمتار.
ونظم المئات من النشطاء مظاهرات تأييد للمتظاهرين فى محافظات الإسكندرية والغربية وقنا والسويس والدقهلية والشرقية والمنوفية والجيزة والمنيا.
واحتلت أحداث الاشتباكات صدارة اهتمامات الصحف العالمية، إذ اتهمت «واشنطن بوست» الأمريكية الجيش باستخدام القوة الوحشية لتفريق المتظاهرين. واعتبرت «جارديان» البريطانية أن ما يحدث هو حرب شوارع تهدد بانفجار الأوضاع فى مصر. وذكرت «ديلى تليجراف» أن ما يجرى قد يعصف بالانتخابات. وتوقعت «نيويورك تايمز» الأمريكية استمرار دوامة العنف فى ظل رفض المجلس العسكرى الاستجابة لمطالب المتظاهرين.