الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: روسيا على خطى «الربيع العربى» الجمعة ديسمبر 23, 2011 5:52 am
روسيا على خطى «الربيع العربى»
عُلا عبدالله ووكالات الأنباء ٢٣/ ١٢/ ٢٠١١
يبدوأن النزعة الديكتاتورية ليست مرتبطة بالأنظمة الاستبدادية العربية فحسب، وإنما ببعض الديمقراطيات الغربية، ففى أول تصريحات له منذ بدء موجة الاحتجاجات الشعبية فى موسكو مؤخرا، وعد الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف، بإصلاحات شاملة فى النظام السياسى، مقترحا العودة إلى الانتخابات المباشرة لحكام المناطق التى كان فلاديمير بوتين قد ألغاها حينما كان رئيسا فى عام ٢٠٠٤.
ويظهر رد فعل الرئيس الروسى تجاه المظاهرات فى بلاده متأخرا بهدف التسكين والتهدئة مثله كبقية استجابات حكام دول الربيع العربى فى بداية الاحتجاجات الشعبية ضدهم، فعلى نفس خطاهم، قال ميدفيديف، فى خطابه السنوى أمام البرلمان، أمس، إن بلاده لن تقبل «تدخلا أجنبيا» ولا «تلاعبا» من قبل «متطرفين»، فى إشارة إلى احتجاجات المعارضة على نتائج الانتخابات التشريعية.
واعتماد على قاعدة وصف المتظاهرين بأنهم «قلة مندسة ومخربين»، أضاف الرئيس الروسى أن «حق الناس فى التعبير عن الرأى بكل الوسائل القانونية مضمون لكن محاولات التلاعب بالمواطنين الروس وإيقاعهم فى الخطأ وتأجيج الصراعات الاجتماعية غير مقبولة»، مؤكدا أنه «لن يسمح للمستفزين والمتطرفين بتوريط المجتمع فى مغامراتهم، ولن يتسامح مع التدخل الأجنبى فى الشؤون الداخلية الروسية».
تصريحات ميدفيديف أشبه بتصريحات حكام الأنظمة الاستبدادية فى العالم العربى، سواء الذين نالت منهم الثورات، أو الذين مازالوا يواجهون احتجاجات شعبية، فالتركيز على اتهام المحتجين بأنهم «مخربون ويتم تحريضهم من الخارج» مع محاولة التأكيد على احترام حرية التعبير والرأى على الرغم من استخدام العنف، فضلا عن الوعود الكلامية بالإصلاح، تعد سمات مشتركة بين جميع هذه النظم السياسية فى تعاملها مع الاضطرابات.
وتأكيدا لفكرة «الاستقرار أو الفوضى»، اعتبر ميدفيديف أن «روسيا تحتاج إلى الديمقراطية وليس إلى الفوضى. ويجب أن تكون هناك ثقة بالمستقبل وإيمان بالنزاهة»، محاولا كسب تأييد الروسيين بقوله: «نتفهم الانتقاد ونقبل الانتقاد باحترام، وأن المجتمع يتغير والمواطنين ينشطون للتعبير عن مواقفهم ومطالبة السلطات بالمزيد، فيما يعد بادرة حسنة فيها نفع لبلادنا».
وأضاف: «أصغى لمن يتحدثون عن ضرورة إدخال تغييرات سياسية، وأتفهمهم، وعلينا أن نمنح جميع المواطنين النشطاء الحق القانونى فى الانخراط فى الحياة السياسية». ويعد خطاب الرئيس الروسى،الأول بعد الانتخابات التشريعية التى جرت فى ٤ ديسمبر الماضى، وعكست انخفاضا حادا لم يكن متوقعا من الحزب الحاكم وتبعتها احتجاجات حاشدة بناء على اتهامات بتزوير الانتخابات.
يأتى خطاب ميدفيديف بعد اعتقال الشرطة الروسية، لنحو ٢٠ شخصا، أمس الأول، لمحاولتهم الاعتصام أمام مبنى مجلس النواب «الدوما» فى موسكو دون موافقة السلطات، وذلك للاحتجاج على التجاوزات التى شابت عملية التصويت فى الانتخابات الأخيرة. ذلك فى الوقت الذى أظهر فيه استطلاع رأى لمعهد «كومكون» أن ٦٠% من سكان موسكو، أى ما يقدر بنصف مليون شخص، أعلنوا نيتهم المشاركة فى احتجاجات متوقع تنظميها غدا فى موسكو، بينما تعهد نحو٤٠ ألف شخص على «فيس بوك» بالمشاركة فى المظاهرات، إذا ما سمحت بها السلطات.
وتتماش تصريحات ميدفيديف مع اتهام رئيس الوزراء الروسى، فلاديمير بوتين، المحتجون مؤخرا بأنهم «يتم تحريضهم من الخارج» لإحداث الفوضى فى البلاد، وأن لها مصالح مع الولايات المتحدة تستهدف تأجيج الاحتجاجات فى موسكو.