«الجامعة العربية» ترفع الملف السورى إلى مجلس الأمن

عنتر فرحات ووكالات الأنباء ٢٦/ ١/ ٢٠١٢

تتجه الأزمة السياسية فى سوريا إلى مجلس الأمن بعد تأكيد الجامعة العربية بعد رفض دمشق الخطة العربية الجديدة التى تنص على أن يفوض الرئيس السورى بشار الأسد صلاحياته «كاملة» لنائبه وتشكيل حكومة وطنية فى غضون شهرين، وبينما وافقت دمشق على التمديد لبعثة المراقبين العرب لمدة شهر، تصاعدت أعمال العنف ضد المتظاهرين المطالبين بسقوط النظام، وأسفرت هجمات الجيش السورى عن مقتل العشرات خلال اليومين الماضيين.

قال رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم «إن الجامعة قررت رفع الملف السورى إلى مجلس الأمن بموقف عربى موحد ما عدا تحفظا من دولة واحدة على هذا الموقف»، وشدد على أن الجامعة تأمل فى حل الأزمة السورية دون تدخل عسكرى حتى لا نفقد قوة لنا فى العالم العربى وهى سوريا. وطلب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى ورئيس الوزراء القطرى اجتماعا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون من أجل الحصول على دعم مجلس الأمن للخطة العربية لإنهاء الأزمة فى سوريا. وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلى إن العربى وبن جاسم «بعثا برسالة مشتركة إلى كى مون تتضمن عناصر الخطة العربية لحل الأزمة السورية، وطلبا عقد لقاء مشترك معه فى مقر الأمم المتحدة لطلب دعم مجلس الأمن للخطة». وقال مصدر عربى إن الجامعة العربية لا ترغب فى التدخل العسكرى فى سوريا، ولكنها تريد من مجلس الأمن دعم مبادرتها.

بدورها، كشفت مصادر على صلة بالملف السورى أن العربى، طرح اسم الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى، ليكون مبعوثاً خاصاً للجامعة إلى سوريا، وقال مصدر مطلع لصحيفة «الشرق الأوسط» إن البرادعى أبلغ العربى بأنه «سيفكر فى الأمر»، بينما قال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية لمراقبى سوريا إن الجامعة بدأت سحب ٥٥ مراقبا خليجيا بعد أن قررت حكوماتهم الانسحاب من المهمة.

على صعيد متصل، تقرر بصورة مفاجئة عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة أمس على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الأزمة السورية، بينما شكك الأمير السعودى تركى الفيصل، سفير الرياض السابق فى واشنطن، فى إمكانية توفر إجماع عربى على إرسال قوات إلى سوريا، وقال إن «الأسد كان يجب أن يتنحى البارحة وليس بعد شهرين لو كان لديه أدنى حس بالأولويات أو بالتقييم الأخلاقى».

على صعيد آخر، قال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية وبعض الدول العربية تريد التصويت فى مجلس الأمن مطلع الأسبوع المقبل على مشروع قرار جديد على أساس الخطة العربية لحل الأزمة السورية ويدعو المشروع الذى أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع دول عربية إلى الاقتداء بالجامعة العربية لفرض عقوبات ضد النظام السورى.

ودعت الولايات المتحدة مجلس الأمن إلى إصدار قرار قوى بشأن سوريا، متهمة دمشق بتجاهل التزاماتها تجاه الخطة العربية وكررت مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة سوزان رايس دعوتها للرئيس السورى بالتنحى لإفساح المجال للانتقال السلمى للسلطة. فى المقابل، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن موسكو منفتحة على أى مقترحات بناءة بشأن سوريا، لكنها ترفض أى خطوة من الأمم المتحدة لفرض عقوبات أحادية عليها أو استخدام القوة ضد دمشق، وذلك بعد تأكيد مسؤول كبير فى الكرملين على أ موسكو لا يمكنها عمل المزيد للأسد. وأعلن الأميرال الأمريكى جيمس ستافريدس قائد قوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» فى أوروبا أن الحلف لا ينوى التدخل عسكريا فى سوريا أو إيران وقال «لا يوجد أى تخطيط ونحن لا نقوم بـأى دراسة مفصلة، نراقب فقط الوضع».

وأمنيا، قالت لجان التنسيق المحلية فى سوريا إن عدد القتلى برصاص قوات الأمن والجيش خلال اليومين الماضيين بلغ ٦٤ قتيلا، معظمهم فى حمص، وشهدت مدن دوما بريف دمشق وحلفايا وقلعة المضيق بريف حماة وجاسم فى درعا ومدينة إدلب اشتباكات بين الجيش السورى الحر وقوات النظام التى هاجمت بالقذائف الهاون مناطق سكنية بحمص وباب تدمر وكرم الزيتون مما أدى إلى انهيار عشرات المنازل ، كما قصف الجيش مدينة القصير بحمص والبارة فى إدلب عشوائيا، وفى حماة تعرضت أحياء باب قبلى والحميدية لقصف بالهاون والرشاشات الثقيلة من قبل القوات الحكومية فى إطار عملية كبرى لملاحقة الجنود المنشقين كما انتشر قناصة على أسطح المبانى بعد وصول تعزيزات عسكرية للمدينة وقطع الاتصالات عنها، ودعت الهيئة العامة للثورة السورية رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد الدابى «لزيارة المدينة ولرؤية المدرعات الثقيلة قبل أن تدمر المدينة ثم يقوم النظام السورى بسحبها إلى مطار حماة العسكرى الذى لا يبعد عن المدينة سوى عشر دقائق».

وعززت السلطات السورية إجراءاتها الأمنية فى دمشق حيث ازداد عدد الحواجز ونقاط التفتيش فيما تقترب الحركة الاحتجاجية التى اندلعت منذ ١٠ أشهر من العاصمة تدريجيا.

شكرااا على الخبر

شكرااا للمرور