٢٦/ ٣/ ٢٠١٢ [تصوير- أحمد المصرى الكتاتنى أثناء عمليات فرز أصوات الجمعية التأسيسية ] تصوير- أحمد المصرى الكتاتنى أثناء عمليات فرز أصوات الجمعية التأسيسية
تصاعدت، أمس، حدة الهجوم ضد تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، الذى سيطر عليه حزبا الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفى، وأصدرت جهات عديدة تمثل معظم القوى السياسية، وبينها تيارات إسلامية، بيانات رفض لتشكيل الجمعية، التى اعتبر المراقبون أنها خسرت مبكراً «التوافق الوطنى» حول تشكيلها.
جاء من بين الرافضين حزب الأصالة السلفى، الذى أكد أن انتخابات الجمعية كانت شكلية، والأسماء المنتخبة ليست ذات كفاءة، وقررت أحزاب الكتلة الصوفية، بينها نهضة مصر والتحرير، تبنى حملة لجمع توقيعات لرفض الدستور الجديد.
واتهم عدد من قيادات أحزاب «المصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى والتجمع والعدل» التى انسحبت من المشاركة فى انتخابات اللجنة التأسيسية «الإخوان» بالسعى لاحتكار كتابة الدستور، وأصدر أحمد سعيد، رئيس المصريين الأحرار، بياناً أكد فيه أن «تشكيل الجمعية لا يعبر عن توافق وطنى عام».
وأصدرت ٣٣ منظمة حقوقية بياناً أيضاً أدانت خلاله ما سمته انفراد أغلبية البرلمان بتشكيل الجمعية، ووصفت ما حدث بـ«جريمة فى حق الوطن، والإهدار لمطالب الثورة»، كما أصدر اتحاد شباب الثورة وحركة ٦ أبريل وغيرهما بيانات أخرى دعوا فيها إلى مليونية «الدستور للجميع» الجمعة المقبل، مؤكدين رفضهم وصاية الإخوان أو غيرهم على الوطن أو الثورة.
ووصف نادى القضاة تشكيل الجمعية بأنه مخالفة صارخة لكل المبادئ الدستورية، محذراً من أن الأمر يسير فى طريق المؤامرة، كما دعت القوى اليسارية والعمالية لمقاطعة الجمعية، ورفض أى دستور تعده، بسبب عدم تضمنها سوى ٣ أعضاء فقط يمثلون العمال، وإقصاء الغالبية العظمى من شرائح المجتمع - على حد قول كمال خليل مؤسس حزب العمال. وشنت قيادات كنسية هجوماً حاداً على الجمعية، واعتبروا تشكيلها تمييزاً واضحاً ضد الأقباط - على حد قول الدكتور أندريا زكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية.
فى المقابل، قال حزب الحرية والعدالة، رداً على الانتقادات، إنه كان فى استطاعته الانفراد بتشكيل الجمعية لأنه يمثل الأغلبية فى البرلمان، لكنه فضل طريق التوافق. كما أعلن حزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، رضاه عن التشكيل.
من جانبه، أعلن الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، أن الجمعية التأسيسية ستعقد اجتماعها الأول الأربعاء المقبل فى مقر المجلس.