الدولة : عدد المشاركات : 1949 نقاط : 2495 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 34 الجنس :
موضوع: تغطية الجمعة الحزين-الوقفة الصامتة لخالد سعيد الثلاثاء يونيو 29, 2010 7:41 am
تغطية الجمعة الحزين-الوقفة الصامتة لخالد سعيد
بدأ يوم الجمعة 18 يونيو 2010 بالنسبة لى بداية عادية بمتابعة الاخبار و الاستعدادت للوقفة الصامتة للشهيد خالد سعيد على صفحات الفيس بوك و التأكيد على الارشادات التى تساعدنا على اخراج هذا الحدث بصورة ناجحة
كنت أعلم ان هناك صلاة الغائب على الشهيد خالد سعيد بمسجد القائد ابراهيم بعد صلاة الجمعة و لكننى للأسف لم أستطع الذهاب و أديت صلاة الجمعة بمسجد قريب من بيتى و لاحظت اثناء الصلاة ان هناك العديد من الشباب يرتدون الملابس السوداء مثلى فأستبشرت خير ان اليوم سيكون ناجح
علمت بعد ذلك انه كانت مظاهرة بعد صلاة الغائب اما القائد ابراهيم شبيهة إلى حد ما بمظاهرة جامع سيدى جابر التى كنت بها يوم السبت الماضى
مظاهرة عقب صلاة الجمعة - القائد ابراهيم
فى حوالى الساعة الرابعة بدأت التحرك متجها لمكان الوقفة المقترح عند مكتبة الاسكندرية و قد اخترت هذا المكان لأنه ابعد مكان عنى و كنت أريد رؤية أماكن الوقفات كلها فى المسافة بينى و بينه ( سان استيفانو – كوبرى استانلى – كيلوباترا ) لأارى بدايات التجمع و احتفظ فى نفس الوقت بأمكانية العودة لأى مكان منهم ان اردت
فى الطريق على الكورنيش الى مكتبة الاسكندرية لم ارى اى تجمعات ملحوظة مما اصابنى بشىء من الاحباط الا انى ارجعت ذلك لاننى كنت مبكر فى النزول فقد كانت الساعة مازالت الرابعة و النصف و ميعاد الوقفة فى الخامسة
و صلت امام مكتبة الاسكندرية فى حوالى الساعة الخامسة الا الثلث و لم اجد احدا فجلست على الكونيش اقرا القرآن حتى بداية ميعاد الوقفة فى الخامسة
فى الخامسة الا خمس دقائق ظهرت فتاة ترتدى اللون الاسود تتحدث فى الهاتف و بعدها بدقيقتين ظهرت مجموعة من الشباب حوالى خمسة باللون الأسود ايضا و لكن مازال هذا العدد غير كافى ابدا و بدات اشعر بالاحباط
تحركنا بدون تنسيق اما المكتبة بداية من الكورنيش اما السلسلة بالضبط و توقفنا اما الكورنيش معطيين ظهورنا للشارع كما فى ارشادات الوقفة و بدأت فى قراءة القران
فى خلال الخمس دقائق التالية بدأ عدد الناس فى ازدياد ينضمون لنا باللون الأسود فبدأت اشعر بالارتياح و ظهر بعض الشباب باللون الأسود يحاولون تنظيم الواقفين على الكورنيش حتى تكون المسافات بينهم متساوية و ليست قريبة حتى نغطى اكبر مساحة ممكنة و لقد لاحظت اننا غطينا مساحة على الكورنيش بداية من المكتبة و حتى الشاطبى مما اعطى للوقفة منظر ملحوظ و ملفت و كان هناك حضور متناسب من الجنسين
امام مكتبة الأسكندرية
فى اثناء هذا وصل بعض المشاركين متاخرين و انضموا و بعد المشاركين القلائل لم يكونوا يرتدوا السواد و لكنهم انضموا للوقفة
كان هناك بعض من يصورون من نشطاء الفيس بوك الذين اعرفهم و كان هناك شخص معه كاميرا متقدمة نوعا ما اعتقد انه مصور صحفى
لم يكن هناك حضور للأمن عند المكتبة سوى لدورية الشرطة العادية التى تنتشر على كورنيش الاسكندرية فى جميع الاحوال فى الصيف و لم يكن هناك ما يستدعى تدخل الأمن لأن الوقفة كانت ملتزمة بالارشادات التى اتفقنا عليها على الفيس بوك
و انا معطى ظهرى للشارع اقرأ القران كنت اسمع تعليقات المارة على الوقفة و هم يعبرون من خلفى و بالطبع كانت هناك بعض التعليقات الساخرة و هناك بعض التعليقات المندهشة المتساءلة عما يحدث و لكن ايضا هناك من كان يعبر و يقول " دى الوقفة بتاعة خالد سعيد" فى تمام السادسة انتهت الوقفة فى هدوء كما بدأت و تفرق الشباب و الشابات
بعد انتهاء الوقفة تحدثت هاتفيا مع زميلة كانت فى الوقفة الصامتة عند سان استيفانو لأسألها على الاخبار فقالت ان العدد ايضا لم يكن كبيرا هناك و لكن كان هناك حضور امنى اكثر وضوحا و قالت انها عرفت ايضا ان الحضور عند كوبرى ستانلى كان متوسط
سان استيفانو
و صلتنى ايضا اخبار ان اكبر عدد للوقفة كان فى منطقة كيلوباترا و هو شىء منطقى لانه منطقة خالد سعيد
كيلوباترا
لم اعرف معلومات عن العدد الذى ذهب لمنطقة المنتزه و لكنى رأيت حضور هناك لاحقا فى الصور التى انتشرت للوقفة على الفيس بوك
المنتزه
فى اتصال مع مدون من القاهرة عرفت ان الوقفة لم تكن ناجحة فى القاهرة بسبب تضييق الامن او ان الناس لم تذهب بالعدد الكافى لم اعرف بالضبط
القاهرة
بعد ذلك توجهت مع اثنين اصدقاء لى كانوا فى الوقفة باتجاه محطة الرمل على الاقدام و مازلت اجرى اتصالات باصدقاء لى لأعرف اخبار اكثر عن الوقفة فى الأماكن الأخرى و ما اذا كان هناك اى احتكاكات حدثت بالامن
و نحن امام شارع سوتر توقفت بجانبنا سيارة بها شاب يرتدى تى شيرت اسود و قال لنا:انتوا كنتوا فى الوقفة؟ قلنا له : نعم قال:الشباب اللى كانوا فى وقفة كوبرى ستانلى قرروا يمشوا مسيرة على الكورنيش و انا بلف بالعربية على الكورنيش الحق الناس اللى كانوا فى الوقفات التانية عشان يرجعوا لهم يمشوا معاهم..شكرناه على المعلومة و عبرنا للجهة الاخرى و نحن نبحث بأعيننا عمن يرتدى اللون الاسود لنخبره عن المسيرة ..ركبنا ميكروباص فى طريق العودة الى كوبرى استانلى و نحن نبحث على الكورنيش عن المسيرة فوجدنا مسير عبارة عن صف واحد طويل من مرتدى السواد يمشون عند نفق سيدى جابر باتجاه كيلوباتر فنزلنا من الميكروباص و عبرنا النفق سريعا و انضممنا للمسيرة من نهايتها
المسيرة الصامتة
سبقنى احد اصدقائى ممن كانوا معى ليصور المسير من الامام و انضم الاخر للمسيرة من المنتصف و انا كنت فى نهاية المسيرة اجرى الاتصالات بمن اعرفهم لكى اخبرهم عن المسيرة
لاحظت فى المسيرة بعض النقاط الايجابية جدا التى اعطتنى حالة كبيرة من الارتياح مثل ان من يسيرون فى المسيرة يسيرون فى صمت ملتزمين بشروط الوقفة الاصلية و انهم يسيرون فى صف واحد على رصيف الكونيش حتى لا يعطلوا حركة السير عليه و ايضا ما افرحنى بشدة فى هذه الوقفة وجود سيدات كبيرات فى السن يسيرن معنا باللون الاسود و وجود شاب و فتاة يسيران متشابكى الايدى يبدوا انهما مخطوبين او زوجين و هناك ايضا حوالى اربعة او خمسة شباب و فتيات ينظموا المسيرة موزعين انفسهم بنظام فى بداية و وسط و نهاية المسيرة و هناك شاب يسير بجانب المسيرة ذهابا و ايابا فى يده زجاجة مياه يسأل الناس من يريد ان يشرب
لم الحظ وجود امنى غير عادى بجانب المسيرة و لكنى رأيت سيارات شرطة عادية تسير على الكورنيش بجانب المسيرة
تعليقات المارة على المسير الصامتة كانت اكثر وضوحا من التعليقات على الوقفة خصوصا ان العدد كان كبير و المنظر مهيب جدا و قد استوقفنى اكثر من شخص من المارة يسأل " هو فيه ايه؟" و كان هناك ايضا شباب يعرفون فأحدهم سألنى " هو ده عشان خالد سعيد؟" ..استمرت المسيرة حتى نفق كيلوباترا و بدأ منظمى المسيرة يوجهوا اسائرين للعبور من النفق للجهة المقابلة و علمت ان المسيرة متجهة ناحية مكان الجريمة التى حدثت لخالد سعيد و تنتهى امام السيبر الذى اخذه منه المخبرون
بعد العبور للجهة المقابلة توجهنا للشارع الكائن به السيبر و هناك لاحظت وجود عربتان للشرطة و رتب امنية عند اول الشارع من ناحية البحر و هى الناحية التى دخلت منها المسرة و لكن لم يتعرض لنا احد
بعد اكتمال العبور بدأ منظمى المسيرة فى توجيه السائرين للانفصال الى صفين على جانبى الشارع صف للشباب و صف للشابات
انتهاء المسيرة فى مكان الجريمة
بعد ذلك طلب المنظمون من كل صف ان يمسك كا شاب بيد من جانبه و كذلك الشابات و نحاول التحرك لنغطى الشارع كله و هو بالفعل ما حدث ثم توجهنا برفع ايدينا فى لحظة واحدة بقراءة الفاتحة على روح الشهيد خالد سعيد بصوت عالى و المارة من حولنا يرددون الفاتحة معنا
بعد انتهاء قراءة الفاتحة شكر منظموا المسيرة السائرين و طالبوهم بالتفرق
و اثناء الخروج من الشارع رافعين ايدينا بعلامات النصر و بالبعض رافع يديه بالمصحف او الانجيل قمنا بترديدي هتاف واحد فقط عدة مرات " افرحى يا ام الشهيد" املين ان تكون والدة خالد سعيد تسمعنا فى هذه اللحظة و تشعر بأن قلوبنا جميعا معها
و بالفعل تفرقت المسيرة فى حوالى السابعة و النصف بهدوء و بدون تعرض الامن لأحد لان سواء كانت الوقفة او المسيرة فبرغم الاعداد الغير قليلة الا انها لم تخرج عن اى من شروط الوقفة الصامتة الاصلية التى اتقفنا عليها
الخروج من شارع خالد سعيد
انتهت المسيرة فى حوالى السابعة و النصف اى بعد الميعاد المقرر سابقا لأنتهاء الوقفة بساعة و نصف
الخروج من شارع خالد سعيد
الخروج من شارع خالد سعيد
و هذا كان يوم الجمهة الحزين حدادا على الشهيد خالد سعيد و تقييمى له ان الاعداد لم تكن غفيرة او بالكثافة المتوقعة نسبة لعدد المتواجدين على صفحات خالد سعيد على الفيس بوك و لكن ايضا العدد لم يكن قليل بل بالمئات و كان ملفت و واضح للعيان و هو ما كنا نريده بالضبط و ربما لو كان العدد اكبر من ذلك بكثير لخرجت الامور عن الهدوء الذى سارت به