الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: ملحمة أكتوبر .. المعجزة تتحقق الأربعاء أكتوبر 06, 2010 5:57 am
هي حرب أكتوبر 1973 .. حيث سطر جنود مصر أروع ملحمة هاتفين جهرا وسراً "الله أكبر" وأحرزوا نصرا كان في عداد المستحيلات بمقاييس الحرب الحديثة وعلى لسان قادة إسرائيل والعالم الغربي ، لقد استردوا سيناء الحبيبة أرض الفيروز من براثن العدو ، حتى لم يكن نصر أكتوبر إلا نصرا لكل عربي .. انتصار طال انتظاره بعد ست سنوات من جراح هزيمة 1967 الغائرة ، ليكون النصر صفحة مضيئة في كتاب الصراع العربي الإسرائيلي.
وتسمى حرب أكتوبر (حسب التسمية المصرية) أو حرب تشرين التحريرية (حسب التسمية السورية) أو حرب يوم الغفران (حسب التسمية الإسرائيلية) .
في السادس من أكتوبر 1973 تم اختراق خط بارليف المنيع ، ومن مذكرات المشير محمد عبدالمنعم الجمسي رئيس هيئة العمليات للجيش المصري خلال الحرب نعرف سر اختيار هذا التوقيت تحديدا .. " وضعنا فى هيئة العمليات دراسة على ضوء الموقف العسكرى للعدو وقواتنا ، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر .... درسنا كل شهور السنة لاختيار أفضل الشهور في السنة لاقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه واشتملت الدراسة أيضا جميع العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم الأسبوعية، حيث تكون القوات المعادية أقل استعداد للحرب. وجدنا أن لديهم ثمانية أعياد منها ثلاث أعياد فى شهر أكتوبر وهم يوم كيبور ، عيد المظلات ، عيد التوارة " .
ووجدنا أن يوم كيبور هو اليوم الوحيد خلال العام الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد اى ان استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة ، وبالتالى يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياطى.... وكان يوم السبت ـ عيد الغفران ـ 6 أكتوبر 1973 هو اليوم".
تدخلت الدولتان العظميان في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفياتي سوريا ومصر بالأسلحة بينما زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالعتاد العسكري.
كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب 1967، احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربية لنهرا لأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس. أمضت إسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وانفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
بارليف المنيع
سمي الخط بذلك الاسم نسبة الي حاييم بارليف القائد العسكري الإسرائيلي ، وقد تكلف بنائه حوالي 500 مليون دولار. تميز خط برليف بساتر الترابى ذو إرتفاع كبير (من 20 الي 22 متر) كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى دشم علي مسافات تتراوح من 10 الي 12 كم وفي كل نقطة حوالي 15 جندي تنحصر مسئوليتهم علي الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة و توجيه المدفعية لمكان القوات التي تحاول العبور. روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط علي أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس ، كما أدعت أنه أقوى من خط ماجينوه الذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية
مصريون فوق خط بارليف
النصر
يقول حمدى الكنيسى المراسل الحربى خلال الحرب في كتابه "الطوفان": فى أعقاب يونية 1967 أرسل رئيس تحرير مجلة دير شبيجل الألمانية الغربية خطابا إلى السيدة جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل قال فيه بكل إنبهار " إننى يا سيدتى أشعر بالأسف الشديد لأننى أصدرت ملحق المجلة الخاص بالانتصار الإسرائيلى باللغة الألمانية ، إننى سأفرض على المحررين فى دور الصحف التى أملكها أن يتعلموا العبرية ... لغة جيش الدفاع الذى لا يقهر ". وبعد أيام من حرب أكتوبر تقول دير شبيجل الألمانية الغربية " إن اجتياح المصريين خط بارليف ، جعل الأمة العربية بكاملها تنفض عن نفسها آثار المهانة التى تحملت آلامها منذ 1967" وبهذا حول الجيش المصرى خط بارليف الى أسطورة كاذبة فكما تقول وكالة اليونايتد برس أن تخلى إسرائيل عن خط بارليف الحصين على الضفة الشرقية لقناة السويس يعتبر أسوا نكسة عسكرية أصيبت بها فى تاريخها .
تضحيات عربية
كانت الجزائر من أوائل الدول التي ساعدت المصريين في حرب أكتوبر 1973 و قد شاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية .
أيضا تميزت حرب أكتوبر عن غيرها من مظاهر الصراع العربي الصهيوني باستخدام النفط العربي سلاحاً ضاغطاً شديداً فعالاً يسهم مع أدوات الحرب الأخرى في تحقيق الأهداف العربية من القتال. فقد عقدت الدول المنتجة للنفط اجتماعاً في الكويت يوم 17-10-1973 وقرروا تخفيض الإنتاج النفطي لكل دولة عربية مصدرة للنفط بنسبة شهرية لا تقل عن 5% ويستمر التخفيض حتى تفرض المجموعة الدولية على العدو التخلي عن أراضينا المحتلة. ومن أبرز القرارات التوصية بقطع النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية لمساندتها للعدو الصهيوني بالأسلحة والأموال. وكانت صيحة الشيخ زايد : أن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي ملخصا وافيا يختزل في عبارة
الشيخ زايد ( رحمه الله )
واحدة تحليل دور البترول كما وعاه زايد وكما مارسه بالــفعل في عام 1973م. فمنذ اللحظه الأولى التي اندلع فيها القتال في سيناء والجولان أعلن زايد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف بكل إمكاناتها مع مصر وسوريا في حرب الشرف من أجل استعادة الأرض المغتصبة. وعندما تدفق السلاح على الجسر الجوي إلى إسرائيل أوفد زايد وزير البترول الإماراتي إلى مؤتمر وزراء البترول العرب لبحث استخدام البترول في المعركة وأصدر الوزراء قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5 % كل شهر . . وإذا بزايد يأمر وزير البترول بأن يعلن باسمه فورا قطع البترول نهائيا عن الدول التي تساند إسرائيل، وقطعت الإذاعات العالمية إرسالها لتعلن هذا النبأ فقد كان القرار بداية لمعركة البترول، عندها تلقى زايد التهديدات بأن عليه أن يتحمل تبعات هذا القرار عندها قال زايد: إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها وأن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي. وأضاف : إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر.
نهاية الحرب
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. وأقر المؤرخون أنه لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في إيقاف الحرب الرابعة لكانت إسرائيل قد خسرت الحرب وحصلت أشياء اخرى ربما كانت لتغير من التاريخ فعلاً