الدولة : عدد المشاركات : 8444 نقاط : 9786 تاريخ التسجيل : 01/11/2009 العمر : 34 الجنس :
موضوع: أنت جميـــــــــــــل الأحد فبراير 27, 2011 12:14 pm
[size=21]أتألم كثيرا عندما أرى شخصا ما...أو أسمع عن شخص ما...أو أقرأ كلاما لشخص ما تنتابه مشاعر اليأس والضيق لأنه ببساطة
رفيع جدا...أو ضعيف البنية...أو ربما فتاة سمراء...أو شاب له أنف كبير...أو فتاة لطيفة لكنها ليست صارخة الجمال
وربما ينطوي على نفسه ويتخفى عن الأنظار أو ينسحب من مساحات الود التي يبسطها له الناس لأنه ...حزين
مهلا أخي
مهلا أختي
أحقا لا يعجبك أنك سليم معافى صحيح وفي أحسن تقويم تسير على قدميك..وتستخدم يديك..وترى بعينيك...وتسمع بإذنيك!!
هل تظن أن الناس تركت كل شيء في العالم وركزت على أنفك؟
هل تظنين أختي أن العيون كلها تنظر إلى لون بشرتك ولا تلتفت إلى ما يغرفه لسانك
هل تظنين أن البيضاء فازت بوسام التميز لأنها بيضاء!
هل ملكات الجمال هن فقط المحبوبات السعيدات؟
لا والله...فنحن نلتقي كل يوم بالعديد من الشخصيات النورانية نحبهم بشدة رغم أنهم قصار ربما أو أصحاب بشرة داكنة جدا ربما...
بل ونتعجب من تألق شخص ما ونجاحه وارتقائه رغم أنه ليس وسيما
وتمصمص النساء الشفاه عندما يرون رجلا وسيما تزوج من امرأة أقل منه في مستوى الجمال وربما لو بحثوا عن السبب لعرفوا يقينا معنى الجمال الحقيقي داخل هذه المرأة والذي رآه الزوج في كيانها كله من الداخل قبل الخارج
من نفسها وأنفاسها قبل تقاسيم وجهها...وليس فقط كما يبحث البعض عن وجه جميل فقط
في الحقيقة هذا شعور ينتاب بالذات من هم في سن المراهقة لأنهم يغفلون عن إكتشاف أنفسهم من الداخل وفقط يكتفون بتفحص صورتهم في المرآة ويحتاجون لمن يأخذ بأيديهم وينبههم ليبدأوا ببناء أنفسهم من الداخل
نحتاج لثقافة وعلم...وحوار...ومعلومات وطريقة نتعامل بها مع الناس بالحسنى لن أسميها إيتيكيت بل سأسميها أخلاق حميدة
أحيانا لا ينجح الجمال و لا الوسامة وحدهما في التعامل مع الناس...ولا يجلب السعادة
فالجمال يقبح بالجهل...وبالفظاظة وأيضا بالمعصية
تماما كما ينصرف الناس عن قطعة الحلوى لأن الذباب وقف عليها
أو لأن هنا شخص أفسدها بيديه
أو حتى البائع لم ينسقها جيدا قبل البيع
وما أسوأ أن تشعر بالمرارة بعد أن تضع قطعة الحلوى في فمك....
والمصيبة أن تعجبك ألوان قطعة الحلوى الحمراء والبيضاء والصفراء وتكتشف في النهاية أنها مصنوعة من ملح وتراب وألوان خادعة فقط!
الإنسان ليس فقط صورة
إنما هو كتلة من المشاعر والقيم والمباديء والثقافة والتصرفات وقبل كل هذا تقوى الله في السر والعلن
الدين يا أحبتي في الله
الإيمان يا أحباب الله
رقة القلب يا عباد الرحمن
تتفاعل كلها مع بعضها ولا تظهر أبدا بوسامتها إلا على وجه طيب ...
وتأكدوا أنها ستأبى الظهور على وجه فتاة صارخة الجمال أو وجه شاب مفتول العضلات طالما ارتبط كلاهما بمعصية
فكم من وجه وسيم قبحته المعصية
هيا
فتش في صدرك وابحث عن الجمال في داخلك وأشعل سراج الإيمان بين أضلعك
واحمل حب الله في قلبك أينما ذهبت ..قل لا إله إلا الله...يا رب اغفر لي وقربني إليك...يا رب انظر لي نظرة رضا الآن...هيا
أرأيت
أظن الجمال تحرك في داخلك....
لتنعم بالسلام الداخلي ولتسعد بالرضا...تنفس مع التوحيد واستنشق عبير القرآن