كتب طارق صلاح وهشام عمر عبدالحليم ومحمود جاويش ووليد مجدى ومحمد السنهورى ٩/ ٤/ ٢٠١١
ركز أئمة وخطباء المساجد، فى خطبة الجمعة، أمس، على ضرورة محاكمة رموز النظام السابق، داعين الشعب المصرى إلى التماسك والوحدة. وفى ميدان التحرير، استمع مئات الآلاف لخطبة «جمعة تطهير البلاد»، التى ألقاها الدكتور صفوت الحجازى.
واستنكر «حجازى»، فى خطبته تأخر محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك وعائلته ورموز نظامه الفاسد، مؤكدا أنهم مسؤولون عن إراقة دماء مئات الشهداء وإصابة أكثر من ألف جريح خلال ثورة ٢٥ يناير «البيضاء».
وهدد «حجازى» بالتوجه إلى مقر إقامة الرئيس المخلوع بمدينة شرم الشيخ للثأر منه والقصاص لدماء الشهداء فى حالة تباطؤ المجلس العسكرى والنائب العام فى محاكمته، مؤكدا أن ثورة ٢٥ يناير مازالت مستمرة ولن تنتهى إلا بعد تحقيق مطالبها.
وقال «حجازى»: «سوف نقول إن الثورة نجحت عند اكتمال ٤ أشياء: (إيجاد دستور حر برغبة المصريين، وبرلمان منتخب عبر صناديق نزيهة، ورئيس جمهورية بإرادة شعبية، وأن يكون لدينا رئيس سابق وليس مخلوعاً بجوار رئيس حالٍ)».
وطالب «حجازى»، الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، بإقالة جميع رؤساء الجامعات الذين تدخل جهاز أمن الدولة الملغى، فى تعيينهم، مضيفاً أن الجهاز مازال يعبث بالأمن الداخلى لمصر، ويحاول شن ما يسمى الثورة المضادة لإجهاض ثورة ٢٥ يناير، وطالبه بإقالة المحافظين والمحليات باعتبارهم يمثلون الثورة المضادة، وإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود.
كما طالب حجازى، الدكتور عصام شرف، بإقالة جميع رؤساء البنوك، «الذين أهدوا أموال الشعب المصرى على طبق من ذهب إلى رجال الأعمال الفاسدين فى صورة قروض نهبوها وهربوها خارج البلاد»، مؤكدا أن الثورة لم تفسد اقتصاد مصر بل أفسده النظام السابق.
وهاجم «حجازى»، الإعلام بشكله الحالى، واتهم التليفزيون والصحف القومية بتقديم «أجندة النظام المنهار نفسه»، مهددا باحتلال ماسبيرو وإدارته من الثوار، حتى يتوقف عن بث الفتنة الطائفية.
وناشد «حجازى»، رئيس المجلس الأعلى للمسلحة، ووزير الداخلية، حماية الثورة ومحاكمة الضباط الذين قتلوا الشهداء، معرباً عن أمله فى تحقيق حلم الوحدة العربية، تحت اسم «الولايات العربية المتحدة».
وفى الجامع الأزهر، أشاد الشيخ محمد زكى الدين قاسم، الخطيب، بـ«اجتماع العباد وتوحد أهدافهم وكلماتهم دون خوف أو رهبة»، معتبراً أن ذلك «أخرجنا من الصورة القاتمة التى سيطرت علينا من قبل».
ولفت خطيب الجامع الأزهر، إلى أن فترة ما قبل الثورة اشتدت فيها أنماط الفساد، وضعفت إرادة البشر، مستشهداً بخروج «خيرة أبنائنا» إلى المهالك بحثاً عن لقمة العيش، لأنهم لم يجدوا الأمل والعمل وحرمة الإنسان فى بلادهم - على حد وصفه.
وشبه «قاسم» انتصار «شباب لم تتجاوز سنهم عمر المرحلة الطاغية التى استبدت بالأمور» بنصر النبى موسى وقومه على فرعون وهامان، مشدداً على أن «الثمرة التى جنيت» لم يكن يتصورها أحد فى ظل «الحصون البشرية والمادية التى أقاموها لأنفسهم».
وتطرق «قاسم» إلى ما وصفه بـ«تصرفات غير مسؤولة تفرق شمل الأمة، أبرزها ما حدث من محاولات فرقة بين المسلمين والأقباط» داعياً إلى تمسك كل طرف بدينه حتى «يلتقوا فى نقطة». وأشار إلى أن «قطع الأذن» ليس حداً فى الإسلام، واصفاً ذلك بـ«تطرف جاهل أحمق»، واعتبر ما حدث تجاه أضرحة الأولياء والصالحين «عدواناً لا يقره كتاب الله وسنة رسوله».
وفى خطبة الجمعة بمسجد الفتح، أكد الدكتور عبدالله درويش، أنه يجب على كل راعٍ أو مسؤول فى كل مكان أن يكون أمينا، مطالباً باختيار المسؤولين على حسب كفاءتهم المهنية، وإنهاء مرحلة المحسوبية، والوساطة، والرشوة.