الدولة : عدد المشاركات : 8730 نقاط : 9998 تاريخ التسجيل : 04/06/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: ماذا قال الامام ابن كثير عن ( أبو هريرة ) ؟؟ الأربعاء أبريل 20, 2011 5:49 pm
السلام عليكم
بــســـم ا لـــلــــه الر حــمـــن الرحــــيــــم
اقدمفي هذا الموضوع (ماذاقال الامام ابنكثيرعن ابو هريرة) جاء علي المسلمين وقت كان فيه الفكر متحررا ثم ما لبث أن حل التقليد والجمود وعبادة الأئمة السابقين. في العصر العباسي الأول كان تحرر الفكر لا يعرف التقديس للبشر ولذلك انتقدوا أبا هريرة فلما جاء العصر المملوكي بالجمود والتقليد وتقديس البشر والحجر أصبح أبو هريرة معصوما وانتقاده جريمة تستوجب الحكم بالكفر والردة. وقد عاش الإمام ابن كثير في العصر المملوكي وقد توفي سنة 774 وكان أكثر تحررا من غيره ومع ذلك فقد احتفل بأبي هريرة في مؤلفاته ونثر أحاديث أبي هريرة في كتبه وخصوصا في تفسيره المشهور " تفسير ابن كثير". وفي تاريخ ابن كثير " البداية والنهاية " ذكر ابن كثير قصة حياة أبي هريرة في الجزء الثامن في وفيات سنة 59 هـ وقد حاول أن يغطي علي الحقائق التاريخية التي كانت متداولة عن أبي هريرة في عصر ازدهار الحركة العلمية وتحررها.. ونأتي ببعض تلك الحقائق التي ذكرها ابن كثير ونضع عليها بعض الملاحظات . يعترف ابن كثير بأن أبا هريرة أسلم سنة فتح خيبر أي سنة 7هـ وهنا نتساءل لماذا رووا أحاديث لأبي هريرة يتحدث فيها عن أمور وقعت في مكة مثل الإسراء وحديث النبي مع أبي طالب يعرض عليه الإسلام قبل موته ولماذا رووا أحاديث لأبي هريرة وقعت قبل أن يأتي للمدينة ويعلن إسلامه ومنها ذلك الحديث الذي يمدح فيه عثمان ويقول فيه أبي هريرة " دخلت علي رقية بنت رسول الله امرأة عثمان وبيدها مشط فقالت لي : خرج رسول الله من عندي آنفا وقال لي عن عثمان: أكرميه فإنه من أشبه أصحابي خلقا وقد قال " الحاكم" في كتابه " المستدرك" أن ذلك الحديث واهي المتن فإن رقية ماتت سنة (3) من الهجرة في غزوة بدر وأبا هريرة أسلم بعد فتح خيبر فكيف يكون موجودا في المدينة حينئذ. ويعترف ابن كثير أن الرسول صلي الله عليه وسلم " بعث أبا هريرة إلي البحرين مع العلاء بن الحضرمي وكان ذلك في شهر ذي القعدة سنة 8 هـ وظل أبوهريرة في البحرين حتى توفي النبي أي أن أبا هريرة صحب النبي في المدينة سنة واحدة وتسعة أشهر فقط ونتساءل هنا: هل يتفق ذلك مع آلاف الأحاديث التي رواها عن النبي ؟ وقد كان الصحابة يستنكرون كثرة رواياته . ويروي البخاري وابن كثير دفاع أبي هريرة عن نفسه وقوله " إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله والله الموعد أني كنت امرأ مسكينا اصحب رسول الله علي ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق ـ أي التجارة ـ في الأسواق وكان الأنصار يشغلهم القيام علي أموالهم " ومعني كلامه أن المهاجرين والأنصار انفضوا عن النبي وتركوه وحده مع أبي هريرة .. فهل هذا معقول وحتى لو كان ذلك معقولا فهل تكفي صحبته للنبي مدة (21) شهرا ليروي عنه آلاف الأحاديث ؟
ويعترف ابن كثير أن السيدة عائشة أنكرت روايات أبي هريرة واستنكرت كثرة مروياته عن النبي فقال لها : أني والله ما كانت تشغلني عنه المكحلة والخضاب ولكن أري ذلك شغلك !! هنا نتساءل : أيهما كان أكثر ملازمة للنبي أم المؤمنين عائشة أم أبوهريرة ؟ وأيهما كان علي الحق ؟ وهل يجوز أن نخاطبها هكذا ؟ ويعترف ابن كثير بان الخليفة عمر اتهم أبا هريرة بالسرقة وعزله عن البحرين وضربه وصادر أمواله وقد ذكر ابن كثير دفاع أبي هريرة عن نفسه ولم نسمع وجهة نظر الفاروق عمر ونتساءل : أيهما كان علي الحق عمر أو أبو هريرة ؟ وإذا اعترف أبوهريرة بنفسه بان عمر اتهمه بالسرقة وضربه فهل يصح وصف أبي هريرة بالعدالة ونأخذ عنه الحديث ؟ يعترف ابن كثير بان عمر هدد أبا هريرة وقال له لتتركن الحديث عن رسول الله أو ألحقنك بأرض دوس "أي أرض قبيلته" وأنه قال لكعب الأحبار اليهودي لتتركن الحديث عن الأول " أبي هريرة " أو ألحقنك بأرض القردة " أي أرض اليهود " ويذكر أن عمر قال : أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به أي السنة العملية . ويذكر قول أبي هريرة أنه لم يستطع أن يروي أحاديث عن النبي في خلافة عمر خوفا من أن يضربه عمر ويذكر ابن كثير قول عمر لأبي موسي الأشعري حين بعثه للعراق إنك تأتي أقواما لهم في مساجدهم دوي بالقرآن كدوى النحل فدعهم علي ماهم فيه ولا تشغلهم بالأحاديث .. ونتساءل أيهما كان علي الحق عمر أو أبوهريرة ؟ ويعترف ابن كثير بأن أبا هريرة كان يدلس في الأحاديث وأنه كان ينسب ما يسمعه من كعب الأحبار للنبي وإذا عرفنا أن كعب الأحبار هو مصدر الإسرائيليات في تراث المسلمين فمن الذي كان بوقا لكعب الأحبار ؟ ويعترف ابن كثير بأن معاوية في خلافته إذا أعطي أبا هريرة سكت وإذا أمسك عن عطائه تكلم وأن معاوية كان يولي أبا هريرة علي المدينة وأنه عندما مات أبو هريرة أعطي ذريته أموالا لأن أبا هريرة كان من حزب عثمان والأمويين أي أنه بالتالي كان ضد "علي" وحزبه و معروف أن أبا هريرة شارك في معركة صفين مع معاوية ضد علي وإذن فماذا نقول في أحاديث أبي هريرة في مدح عثمان والأمويين ؟. وطبقا لما يؤكده دكتور احمد صبحى منصور فان ما قاله ابن كثير هو حقائق تاريخية عن أبي هريرة ، والحقائق التاريخية حقائق نسبية فيها احتمال الخطأ والشك أو الصدق سواء كانت تمدح أبا هريرة أو تنقده .. أما حقائق القرآن فهي حقائق مطلقة لا يأتيها الباطل أبدا وإذا تعاملنا مع أبي هريرة وأحاديثه بمنطق الحقائق المطلقة فقد جعلناه إلها مع الله وجعلناه عنصرا من عناصر الإيمان أما إذا تعاملنا معه علي أنه شخصية تاريخية لها مالها وعليها ما عليها فقد سرنا مع منطق الإسلام والحق والعلم والتاريخ. هذا رأى الدكتور منصور فماذا يقول الناس البسطاء ؟ سألت عم زينهم البواب عن أبي هريرة : هل تتصوره معصوما من الخطأ فقال بتلقائية شديدة عيب يااستاذة العصمة لله وحده ده حتى النبي ربنا قال له عبس وتولي .. وقلت لنفسي: إن عم زينهم يفهم الإسلام أكثر من كثير من الأشياخ...!