الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: ما من شيء يغيظ في هذا.. يا هذا!! الجمعة نوفمبر 04, 2011 7:42 am
ما من شيء يغيظ!
· حين تصلي الصبح وتركض إلى الأوتوستراد لإيقاف باص، كي تذهب إلى العاصمة، حيث دوام عملك هناك، وأنت تحسب حساب التبكير كي لا تتأخر عن دوامك، ثم يتوقف بك الباص في منتصف الطريق، ليخبرك السائق ضاحكًا أنه (يخرب بيته) هالباص، إطاراته (بايظة) ويلزمها التغيير، ثم يطلب منك_وبكل بساطة_ أن تنزل كي (تدبر حالك)، وتقف أنت نصف ساعة أو أكثر، على قارعة الطريق، في انتظار الفَرَج، لتصل إلى دوام عملك، وقد مضت نصف الحصة الأولى، فما عليك إلا أن تبتسم ابتسامة واسعة.. ذلك أنه ما من شيء مما حصل يغيظ... قط!
· حين تصلي الصبح وتركض إلى الأوتوستراد لإيقاف باص، كي تذهب إلى العاصمة، حيث دوام عملك هناك، ثم تفاجأ بسائل عجيب تحت قدميك، قبل أن يخبرك السائق وهو يقهقه إعجابًا (الله أعلم بماذا، ربما بنفسه)، بأن هذا السائل هو المازوت المفترض أن يكون في خزان الوقود، فهو_أي السائق_ قد نسي فقط أن يضع شيئًا ما فوق شيء ما، ليمنع تسرب الوقود، ليكوَِن بركة صالحة للسباحة في منتصف الباص، ثم يطلب منك _وبكل بساطة_ أن تنزل كي (تدبر حالك)، ويرجع إليك مسلسل الانتظار المرير على قارعة الطريق، ثم تصل عملك متأخرًا حوالي حصة أو أقل، بدقائق معدودة، وأنت تشعر بالدوار والرغبة في القيء من رائحة المازوت المزعجة التي ملأت أنفك، فليس عليك في هذه الحالة إلا أن تتقيَّأ إن أحببت ذلك، فنحن في عصر الحريات الشخصية، ولن (يشحطك) أحد إذا ما تقيأت، ثم ابتسم.. فما من شيء من هذا يغيظ.. بالمرة!
· حين تبكِّر قدر الإمكان كي لا تتأخر على دوامك، وتقف ربع ساعة أو ثلثها، تنتظر الباص، ثم تركبه وينطلق بك إلى العاصمة، ليصاب السائق فجأة بنوبة، الله وحده يعرف ما يمكن أن تكون، فيتخيل نفسه يركب دراجة هوائية، فيخفض السرعة إلى العشرين كيلومترًا في الساعة، مشغلًا جهاز التسجيل على الأغاني، متمايلًا مصفقًا معها، مطلقًا (جاعوره) في وجه من يطلب إليه الإسراع كي لا يتأخر، (مهددًا) إياه بطرده من الباص دون أن يسأل عنه، ثم لا يبالي بك_ بل بكم _ إن نزلتم جميعًا من باصه التعيس، وأخذ كل واحد فيكم يركض في اتجاه ليدبر نفسه في باص آخر، ليصل دوام عمله متأخرًا أو على وقته وقد تقطعت منه الأنفاس، وإذ ترى نفسك في هذا الموقف، فأنصحك أن تبتسم.. فما من شيء مما يحصل يمكن أن يتسبب بأدنى قدر من الغيظ!
· يكون عليك قضاء مشوار ما، فتركب في سيارة الأجرة، لتتعرض إلى (استجواب) بكل معنى الكلمة من السائق، حول اسمك الثلاثي، وعمرك، وعملك، واتجاهك السياسي، والحزبي، والطائفي، وأي دولة تعجبك سياستها، وتوقعاتك الأمنية والسياسية والاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، حين يحصل هذا، ولا يبالي السائق بعدم ميلك للإجابة، أو حتى بأن تخبره أن هذا شأنه الخاص، متابعًا أسئلته التي تجعلك تظنه نائب مدير السي آي إيه في الشرق الأوسط، إذًا، حين يحصل هذا، فابتسم في فرح كبير، فهذا الموقف ظريف ولا يغيظ.. أو أن لك رأيًا آخر؟ وحين يتطور هذا الموقف بأن يبتدىء السائق بصب لعناته، وإطلاق سبابه، وتوجيه شتائمه، على السياسيين جميعًا، على اختلاف مذاهبهم وتناقض اتجاهاتهم السياسية، ذاكرًا لك أرقامًا رهيبة، مؤكدًا أنها المبالغ (المختلسة) من قبل كل واحد فيهم، عارضًا لـ(الصفقات) المشبوهة التي تورط فيها كل منهم، لأنه (وحده) العارف بأسرارهم وخبايا أنفسهم، منطلقًا عبر الزمان والمكان، ليسب أناسًا ولدوا وماتوا إذ كان جدك أنت طفلًا، وأنت لا تعرف منهم حتى أسماءهم.. حين تجد نفسك في هذا الموقف.. وحين تذهب محاولاتك مع السائق ليدعك وشأنك، فما عليك إلا أن تسعد وتفرح وتروق على الآخر.. فهل من شيء من هذا يمكن أن يغيظ؟!
· تركب في سيارة الأجرة، لتفاجأ بأن زجاج النافذة منخفض حتى منتصفه، في طقس بارد مثلج، ورذاذ المطر يملأ المقعد وملابسك ورأسك، وحين تحاول أن ترفع الزجاج، تفاجأ بأن مقبض رفع الزجاج غير موجود، ويبتدىء هنا السائق في (أسطوانة تعليمية) حول فوائد المطر على الرأس مباشرة، وأن ل(الانفلونزا) فوائد عجيبة في الشفاء يخفيها الدارسون لأسباب مجهولة، والسائق المتألق هو (الوحيد) الذي يعرف، ثم يكاد يبكي المسكين لأن (قليلي الأصل) قد فكوا المقبض في غفلة منه وسرقوه، وحين يراك تريد مغادرة سيارته، يمد يده إلى تابلوه السيارة ليخرج المقبض من هناك ويناولك إياه لتركبه وترفع الزجاج، ثم تعيده إليه، بعد أن تحولت إلى ما يشبه (الاسفنجة).. حين ترى نفسك في هكذا موقف، فإياك ثم إياك أن تنزعج... بل ويتوجب عليك الابتسام السعيد.. فهذا الموقف ظريف ورائع.. ولا يمكن أن يتسبب بأدنى قدر من الغيظ.. يا هذا!!
· تركب في سيارة الأجرة لترجع إلى منطقتك، وإذ بالسائق (الظريف) يتوقف بسيارته قبل كيلومتر ونصف على الأقل، طالبًا منك أن تنزل، كي يرجع هو أدراجه، أو حتى يتابع طريقه إلى الأمام، وإنما بعد نزولك، مؤكدًا أن الأجرة التي دفعتها لا يمكن لها أن تصل بك إلى أكثر من هذا، مع أنه يعلم حق العلم، أنه كاذب مدعٍ، وأن أجرتك تكفيك للوصول إلى مفرق بيتك، ثم يعرض عليك السائق بابتسامة حنون مؤثرة، أن يوصلك، مقابل ضعفي الأجار، لاعنًا غلاء البنزين (ورائحة الغاز تفوح من سيارته)! مؤكدًا أنه لا يجد ما يأكله، وأنك أنت (المليونير البخيل) الذي لا يدفع للمساكين، وإذ تجد نفسك مضطرًا للدفع مجددًا، أو للنزول، ومتابعة الطريق ماشيًا، فما عليك إلا أن تقهقه في سعادة.. وأين ما يغيظفي هذا... يا هذا!!
· حين تخرج من بيتك مبكرًا، تريد اللحاق بعملك، ويباغتك السائق بـ(أسطوانة) السب واللعن، على شظف الحياة، وأنه يكاد يهلك وأولاده جوعًا، بسبب غلاء البنزين، متباكيًا أمام الجنس الرقيق الجالس في الخلف، ليحصِّل ضعف الأجرة من كل واحدة، ثم توقفه دورية شرطة وتحجز سيارته لأنها مخالفة تمشي على (المازوت).. ثم تركب معه، فتراه يعيد (الأسطوانة) إياها، من أنه يرى الموت كل يوم من فرط الجوع، ذلك لأن (المازوت) بات (أغلى) من البنزين، وأنه يشتغل كل يوم (بخسارة)، فما عليك_ أمام صفاقته هذه_ إلا أن تبتسم معجبًا به.. وهل هناك أحلى من التباكي أمام الفتيات.. إياك أن تغتاظ يا هذا!
في كل ما سبق، نماذج ظريفة من الحياة، تجعل نفسك تشعر بالسعادة والارتياح، فكما أسلفنا لا شيء مما فيها يسبب الغيظ بالمرة، ولكي تبتسم أكثر وتفرح نفسك أكثر، نقدم إليك هذه النماذج المفرحة المضحكة!
يتبــــع فـــي الجـــزء الثـــالـــث إن شــــاء الله تعـــالـــى