الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب الإثنين فبراير 01, 2010 11:38 pm
ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب
قال ابن إسحاق : ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد عبد الله فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر : وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى : وهي عند الكعبة : فقالت له حين نظرت إلى وجهه أين تذهب يا عبد الله ؟ قال مع أبي . قالت لك مثل الإبل التي نحرت عنك : وقع علي الآن . قال أنا مع أبي ، ولا أستطيع خلافه . ولا فراقه .
فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر - وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا - فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا .
وهي لبرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر . وبرة لأم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر .وأم حبيب لبرة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر .
فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوضع عليها ، فحملت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج من عندها ، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها : ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس ؟ قالت له فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس [ لي ] بك اليوم حاجة .وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل - وكان قد تنصر واتبع الكتب أنه كائن في هذه الأمة نبي .
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار : أنه حدث أن عبد الله إنما دخل على امرأة كانت له مع آمنة بنت وهب وقد عمل في طين له وبه آثار من الطين فدعاها إلى نفسه فأبطأت عليه لما رأت به من أثر الطين فخرج من عندها فتوضأ وغسل ما كان به من ذلك الطين ثم خرج عامدا إلى آمنة فمر بها ، فدعته إلى نفسها ، فأبى عليها ، وعمد إلى آمنة فدخل عليها فأصابها ، فحملت بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ثم مر بامرأته تلك فقال لها : هل لك ؟ قالت لا ، مررت بي وبين عينيك غرة بيضاء فدعوتك فأبيت علي ودخلت على آمنة فذهبت بها .
قال ابن إسحاق : فزعموا أن امرأته تلك كانت تحدث أنه مر بها وبين عينيه غرة مثل غرة الفرس ، قالت فدعوته رجاء أن تكون تلك بي ، فأبى علي ودخل على آمنة فأصابها ، فحملت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوسط قومه نسبا ، وأعظمهم شرفا من قبل أبيه وأمه - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم
ويزعمون - فيما يتحدث الناس والله أعلم - أن آمنة ابنة وهب أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تحدث
أنها أتيت حين حملت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمدا . ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب ، أبو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هلك وأم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حامل به .
تزويج عبد الله
فصل وذكر تزويج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب وذكر البرقي في سبب تزويج عبد الله آمنة أن عبد المطلب كان يأتي اليمن ، وكان ينزل فيها على عظيم من عظمائهم فنزل عنده مرة فإذا عنده رجل ممن قرأ الكتب فقال له ائذن لي أقس منخرك ، فقال دونك فانظر فقال أرى نبوة وملكا ، وأراهما في المنافين عبد مناف بن قصي ، وعبد مناف بن زهرة فلما انصرف عبد المطلب انطلق بابنه عبد الله فتزوج عبد المطلب هالة بنت وهيب وهي أم حمزة - رضي الله - عنه وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب فولدت له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حول أمهات النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر أمها وأم أمها ، والثالثة وهي برة بنت عوف وقد قدمنا في أول المولد ذكر أم الثالثة والرابعة والخامسة ونسبهن فلينطر هنالك .
وأما أم هالة فهي العبلة بنت المطلب وأمها خديجة بنت سعيد بن سهم وقد أشكل على بعض الناس في هذا الخبر أن عبد المطلب نذر نحر أحد بنيه إذا بلغوا عشرة ثم ذكر ابن إسحاق أن تزويجه هالة أم ابنه حمزة كان بعد وفائه بنذره فحمزة والعباس - رضي الله عنهما - إنما ولدا بعد الوفاء بنذره وإنما كان جميع أولاده عشرة . ولا إشكال في هذا ، فإن جماعة من العلماء قالوا : كان أعمامه - عليه السلام - اثني عشر وقاله أبو عمر فإن صح هذا فلا إشكال في الخبر ، وإن صح قول من قال كانوا عشرة بلا مزيد فالولد يقع على البنين وبنيهم حقيقة لا مجازا ، فكان عبد المطلب قد اجتمع له من ولده وولد ولده عشرة رجال حين وفى بنذره .
المرأة التي دعت عبد الله
ويروى أن عبد الله بن عبد المطلب حين دعته المرأة الأسدية إلى نفسها لما رأت في وجهه من نور النبوة ورجت أن تحمل بهذا النبي فتكون أمه دون غيرها ، فقال عبد الله حينئذ فيما ذكروا :
أما الحرام فالحمام دونه
والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه
يحمي الكريم عرضه ودينه ؟
واسم هذه المرأة رقية بنت نوفل أخت ورقة بن نوفل ; تكنى : أم قتال وبهذه الكنية وقع ذكرها في رواية يونس عن ابن إسحاق ، وذكر البرقي عن هشام بن الكلبي قال إنما مر على امرأة اسمها : فاطمة بنت مر كانت من أجمل النساء وأعفهن وكانت قرأت الكتب فرأت نور النبوة في وجهه فدعته إلى نكاحها ، فأبى ، فلما أبى قالت
إني رأيت مخيلة نشأت
فتلألأت بحناتم القطر
فلمأتها نورا يضيء به
ما حوله كإضاءة الفجر
ورأيت سقياها حيا بلد
وقعت به وعمارة القفر
ورأيته شرفا أبوء به
ما كل قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبت
منك الذي استلبت وما تدري
وفي غريب ابن قتيبة : أن التي عرضت نفسها عليه هي ليلى العدوية .