الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: لإمام الزرقاني و قيمة كتابه" شرح الموطّأ" الأربعاء نوفمبر 30, 2011 12:56 pm
لإمام الزرقاني و قيمة كتابه" شرح الموطّأ" التّعريف بالمؤلّف 1-اسمه وكنيته ونسبه: هو الإمام العلاّمة/ أبو عبد الله محمّد بن عبد الباقي بن يُِوسف بن أحمد بن علوان الزّر قانيِّ المالكيّ المصريِّ. والزّر قانيّ :نسبةٌ إلي زرقان من قرى منوفٍ بمصر. 2-مولده: ولد الإمام رحمه الله بالقاهرة سنة خمس وخمسين وألفٍ من الهجرة،وقد نشأ بها وترعرعَ فيها،وتعلّم على أيدي علمائها، والذي يَظهر من صنيع من ترجموا له أنّه لم يرحل منها إلي البلدان الأخرى طلباً للعلم،بل اكتفى بها وبعلمائها... 3- شيـوخه: أخد هذا العلَمُ عن جمعٍ غفيرٍ من أهل العلم بالقاهرة،ومنهم : 1-والده:عبد الباقي بن يوسف بن أحمد الزّر قانيِّ - أحد علماء المالكيّة في عصره- المتوفّى سنة 1099هـ 2-النّور علي الِشّبراملسي المتوفّى سنة 1087هـ 3-محمد البابلي، حافظ العصرالمتوفّى سنة 1077هــ. 4-تلامـيذه: تتلمذ للإمام الزر قانيِّ وتخرّج علي يديه غيرُ واحدٍ من أهل العلم وحملةِ الشّريعة، ومنهم: 1-العلاّمة السّيد محمد بن محمد بن محمد الأندلسيّ 2-الشّيخ محمد بن خليل العجلونى الـدِّمشقيّ 3-الجمال عبد الله بن محمد الشِّبراويّ 4-الشّيخ محمد زيتونة .. وغيرهم كثير. 5/ عقيدته: أمّا عقيدته رحمه الله فلم أجد أحدًا ممّن ترجم له تعرّض للكلام فيها إلاّ أنّ الذي يظهر ومن خلال شرحه للمؤطأ:أنّه أشعريّ المعتقد،حيث أوّلَ صفة نزول الله تبارك وتعالي في الثّلث الأخير من اللّيل تأويلاً يوافق مذهبَ القوم ،وانتهي إلي أنّها غير حقيقيّة ،بل هي من مجاز الحذف و الاستعارة،مستشهدًا بأقوال البيهقيّ و ابن العربي والباجي وابن فورك والبيضاويّ ، وكلّهم كما هو معروفٌ من الأشاعرة في هذا الباب. 6/ ثناء العلماء عليه: هذا ولقد أثني علي الإمام غيرُ واحد من العلماء، ووصفوه بالألقاب الحميدة والخصال الجليلة: 1-قال الجبرتيّ:"خاتمةُ المحدّثين مع كمال المشاركة وفصاحةٍ في باقي العلوم". 2-وقال المراديّ:"الإمام النّاسك النّحر ير الفقيه العلاّمة". 3-وقال محمد محلوف:" الإمام الفقيه الفهّامة المتفنن المحدَّث الرّاوية المسند المؤلّف خاتمة العلماء العاملين، والأئمة المجتهدين ....." بل قد ذكر الكتّانيّ رحمه الله أنّ الشّهاب المرجاني عدّه في كتابه (وفيات الأسلاف) من مجدّدي المائة الحادية عشرة من المالكيّة ،ثمّ قال:(ولعمري إنّه لجديرٌ بذالك بما ترك من الآثار العلميّة للنّاس). 7/ مؤلَّفاته: لقد ترك الإمام الزّر قانيّ ثروةً علميّةً، ومصنّفاتٍ نافعة،وخاصّةّ في ميدان الحديثِ وعلومه، وقد وصفهابـ(الآثار العلميّة)الكتانيّ كما سبق قريباً،ومنها : 1-شرح الموطأ،وقد سمّاه صاحب معجم المؤلّفين(أبهج المسالك بشرح موطأ الإمام مالك) 2-شرح المواهب اللدنيّة بالمنح المحمديّة للقسطلاني، وسمّاه أيضا صاحبُ معجم المؤلّفين(إشراق مصابيح السّير المحمديّة بمزج أسرار المواهب اللدنيّة). 3-مختصر المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة علي الألسنة للسّخاوي. 4-شرح المنظومة البيقونيّة في مصطلح الحديث. 5-وصول الأماني في الحديث . 6-اختصار تأليف السّخاويِّ في الخصال الموجبة الضّلال*. 8/وفاته: توفِّيَ الإمام الزّر قانيُّ رحمه الله رحمةً واسعةً بعد حياةٍ حافلةٍ بالعلم تعلّمًا ونشرًا سنة اثنتين وعشرين ومائةٍ وألفٍ (1122هـ) بالقاهرة،ودفن هناك.
التّعريف بالكتاب 1/اسمه: اشتهر هذا الكتاب بين أوساط أهل العلم بالحديث وغيرهم "بشرح الزّر قانيِّ لموطأ مالك"،وسمَّاه كلّ من ترجم له" بشرح الموطأ"،إلاّ أنّ صاحبَ معجم المؤلّفين سمّاه (أبهج المسالك بشرح موطأ الإمام مالك) ،ولم أر أحداً سبقه إلي ذالك، والعلم عند الله. 2/توثيق نسبته إلي المؤلّف: هذا ونسبة هذا السِّفر العظيم إلي الإمام الزّرقانىّ ثابتةٌ، ومن وجوهٍ عدّة،هي: 1-الاستفاضة والشّهرة الّتي تقطع كلّ ريبٍ وشكٍّ،حيث استفاض بين أهل العلم" بأنّ هذا الشّرح العظيم :للإمام محمد بن عبد الباقي الزّر قانيّ ". 2-وجود اسمه وتصريحه هو به في أوّل الكتاب ومقدّمته . 3-ذكر كلُّ من ترجم له من العلماَء : بأنّ له شرحٌ للموطأ. 4-نقل أهل العلم عنه، واستفادتهم منه، وخاصّةً شرّاحُ الموطأ ومعلّقوه. 3/مصادره: لقد استفاد الإمام الزّر قانيّ في شرحه هذا من كتب الحديث المعتمدة كالأمّهات الستّة،ومعاجم الطّبراني، وكتب الدّار قطني، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان وغيرها من كتب متون الحديث. كما استقي وأفاد من كتب شروح الحديث كفتح الباري لابن حجر،والتّمهيد لابن عبد البرّ، والمنتقي للباجي،وشرح مسلم للنّوويّ وغيرها ؛بل هذه الأربعة هي المعتمدة عنده في شرح الحديث وتوضيحه؛فإنّه كثيرُ النّقل عنها، وإن كان يتصرّف في العبارة في بعض الأحيان. 4/منهجه: إن ّمنهج المؤلّف في كتابه هذا يظهر من خلال أمور هي كالتّالي: 1-بدأ المؤلّف كتابه بمقدّمة ذكر فيها: أ-أنّه بدأ بهذا الشّرح سنة تسعٍ بعد المائة وألفٍ من الهجرة النبويّة. ب-أنّ هذا الشّرح شرحٌ وسطٌ لا بالقصير المخلّ ولا بالطّويل المملّ. ج_ترجمةً وافيةً عن الإمام مالك وقيمة كتابه الموطأ العلميّة عند أهل الشّأن، ومن سمع منه من علماء البلدان ورواة الآثار من أهل الآفاق. د-أنّ سبب تأليفه للكتاب هو ندرة شروح الموطّأ مع كثرتها في مصر وعزَّّتها فيها في زمانه. هـ-كما ذكر فيها أنّه إذا أطلق الحافظ فمراده " ابن حجر العسقـلاني" . 2-مزج المؤلّف متن الموطأ بالشّرح، وهي طريقةٌ مفيدةٌ مسلوكةٌ عند أهل العلم ،ومشي فيه علي ترتيب الأصل، ولم يغيّر فيه شيئاً حسب علمي. 3-اعتني المؤلّف بضبط الغريب وتفسيره،وشرح جميع ألفاظ الكتاب معتمداً علي كتب اللّغة وقواميسها الأصيلة مع الاعتناء بأوجه الإعراب اعتناءً فائقًا. 4-يذكر المؤلّف أقوال العلماء في المسائل الفقهيّة وأوجهِ الخلاف فيها مع بيان أدلّتهم عليها، وغالباً ما يورد أدلّة المالكيّة منافحًا عنها وناقضًا لما قيل فيها من قدحٍ واعتراض. 5-يذكر المؤلّف من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الستّة وغيرهم، وخاصّة إذا كان الحديث المشروح في الصّحيحن،أنظر مثلا:(1/224,214,214,174). 6-كذلك يخرّج الأحاديث الّتي يوردها خلال شرحه للأحاديث من مصادرها الأصليّة،بل ربّما يسهب في ذلك. أنظر مثلا: (1/22) . 7-يحكم كثيرًا علي الأحاديث والآثار الّتي يستشهد بها في شرحه،بقوله مثلاً:" بسند صحيح" ونحو ذلك. أنظر مثلاً: (2/225,198). 8-يعرِّف علي رجال السّند باختصارٍٍ شديد،مكرِّرا ًالتَّراجم لما جُبل عليه غالب النَّاس من النِّسيان.* 9-يعتني المؤلّف أحياًنا بذكر من تابع الإمام مالكاً سواء متابعةً تامّة أو قاصرة ، أنظر مثلاً:(1/176،97). 10-يذكر أهمّ ما اشتمل عليه الحديث من الفوائد الفقهيّة والنّكت العلميّة. 11-يعتني المؤلّف عنايةً فائقةً بالجمع بين الأحاديث الّتي ظاهرها التّعارض والإشكال! إمّا بأجوبةٍ منقولةٍ عن أهل العلم السّابقين، أو بما أدّاه إليه اجتهاده وفهمه الثّاقب. أنظر مثلاً: (1/243،192،113) و(2/212). 6/ قيمة الكتاب العلميّة وثناء أهل العلم عليه: هذا ولقد أثني علي هذا الكتاب غيرُ واحدٍ من أهل العلم،ومنهم: 1-محمد علوي المالكيّ الحسني حيث يقول:"وبعد هذا فلا أظنّ أنّني مجانبٌ للواقعِ الصّادقِِ إن قلت:إنّ هذا الشّرح أحسن شروح الموطأ المتوسّطة،مفيدٌ لمن اقتصر عليه،وجيّدٌ لمن رجع إليه". 2-وقال الإمام محمد الكاندهلويّ 1402هـ رحمه الله:"... شرحهُ نفيسٌ أكثره مأخوذٌ من فتح الباري للحافظ ....،واستعنت بشرحه رحمه الله في هذا التّعليق كثيراً كأنّه ملخصٌ منه". وقد ذكر الإمام محمد مخلوف بأنّ الله وضع له القبول بين العلماء، فقال:"له تآليفٌ منها:شرح المواهب اللّدنيّة جليلُ الفائدة ،دلّ علي علمٍ واطّلاعٍ وطول الباع، وشرحُ الموطأ كذلك رُزق فيه القبول". 7/ عناية العلماء به: مع علوّ شأن هذا الكتاب، ورفعةُ منزلته، وكثرة فوائده إلاّ أنّي لم أر أحدًا من أهل العلم اعتني به إمّا تعليقاً أو اختصاراً أو غير ذلك. ولا شكّ أنّ أهل العلم يستفيدون منه في شرحهم للموطأ وغيره لما فيه من الدّّرر العوالي والفوائد الغوالي. وأخيرًا هذا ما سنحَ به قلمي،ووقفتُ عليه بعد البحث والتّفتيش،فما كان من صوابٍ فمن الله، وما كان من خطأٍ فمنّي ومن الشّيطان، والله الهادي إلي سواء السّبيل.
وصلّي الله علي محمّدٍ وعلي آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرا.
من إعداد الطّالب/ حسين حسن علي الصّوماليِّ الدّراسات العليا-قسم علوم الحديث. الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة النبوية رد مع اقتباس حسين الفرضى مشاهدة ملفه الشخصي البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة حسين الفرضى #2 قديم 16-01-09, 01:12 AM أبي الأنوار أبي الأنوار غير متواجد حالياً وفقه الله
تاريخ التسجيل: 20-03-07 الدولة: الواسعة المشاركات: 615 افتراضي بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على ما بينته و أوضحته. أرجو من الأخ حسين-جزاه الله خيرا-أن يتأكد من قوله:"ومشى فيه علي ترتيب الأصل، ولم يغيّر فيه شيئاً حسب علمي." فقد ذكروا أنه -رحمه الله-تصرف في أبوابه. __________________ جَزَاكُم اللهُ خَيْراً