٧ سنوات على «كفاية»: المسمار الأول فى نعش الرئيس المخلوع
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: ٧ سنوات على «كفاية»: المسمار الأول فى نعش الرئيس المخلوع الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 9:53 am
٧ سنوات على «كفاية»: المسمار الأول فى نعش الرئيس المخلوع
كتب شاهر عياد ١٣/ ١٢/ ٢٠١١
فى ١٢ ديسمبر ٢٠٠٤، تجمع العشرات فى وقفة صامتة على درجات سلم مكتب النائب العام، رافعين مطالب تجاوزت سقف المطالب السياسية المعتادة وقتها، إذ حمل المحتجون لافتات كتب عليها «لا للتمديد.. لا للتوريث»، و«يسقط حسنى مبارك»، بالإضاف إلى ورقة صفراء كتب عليها «الحركة المصرية من أجل التغيير.. كفاية».
كان هذا الظهور الأول لـ«الحركة الوطنية للتغيير.. كفاية» على الساحة السياسية فى مصر، لتبدأ بعدها موجة من الاحتجاجات المتتالية أنتجت حراكًا سياسيًا، ساهم فى الضغط على النظام لانتزاع تنازلات وصفها محللون لاحقًا بأنها شكلية، ولكنها، وبحسب المحللين ذاتهم، شكلت أرضية صلبة لبلورة الاحتجاجات التى أطاحت لاحقًا بحسنى مبارك فى فبراير ٢٠١١.
ورغم أن المشاركين لم يتجاوز عددهم العشرات، فإن مظاهرتهم أحدثت دويًا كبيرًا فى المجتمع المصرى، إذ حظيت المظاهرة بتغطية إعلامية كبيرة خارج مصر، باعتبارها المرة الأولى منذ السعبنيات التى ترفع مظاهرة تطالب بإسقاط رأس النظام.
«كفاية» مجموعة ضغط تضم أطيافًا متنوعة من مختلف القوى السياسية المصرية، اتفقوا فى وثيقة صاغها نحو ٣٠٠ مثقف مصرى تطالب بتغيير حقيقى فى مصر، ينهى المظالم الاقتصادية والفساد، للوصول إلى أرضية نظيفة للعمل السياسى.
تولى المعارض جورج إسحق منصب «المنسق العام» للحركة، التى جذبت فى وقت لاحق الآلاف من أبناء الشعب المصرى، عندما تواصلت مظاهراتها طوال الأشهر الثلاثة الأولى من عام ٢٠٠٥. وفى مارس من العام نفسه، وقف مبارك فى خطاب ألقاه فى أحد مدرجات كلية الحقوق فى جامعة المنوفية، وأعلن تقدمه بطلب لتعديل المادة ٧٦ من الدستور، بما يتيح اختيار رئيس الجمهورية عبر الاقتراع المباشر فى انتخابات تجرى بين عدة مرشحين، بدلاً من الاستفتاء على مرشح واحد يطرح مجلس الشعب اسمه.
رفعت مظاهرات «كفاية» الحصانة عن رئيس الجمهورية وعن أسرته، وبعد تأسيسها بأسابيع أصبح واردًا أن تتناول صحف المعارضة سياساته وقراراته بالنقد، ثم بالسخرية، قبل أن يتحول النقد وتصبح السخرية هجومًا لاذعًا وكشفًا لحساب ٢٤ عامًا قضاها مبارك فى السلطة، بالإضافة إلى رفض متحفز لمشروع توريث السلطة لنجله جمال.
ولم يتوان الأمن فى أحيان كثيرة عن مواجهة احتجاجات كفاية بالعنف. ففى ٢٥ مايو ٢٠٠٥، وهو موعد الاستفتاء على تعديل المادة ٧٦ من الدستور، تحرش بلطجية تابعون للأمن بناشطات فى مظاهرة نظمتها الحركة على سلالم نقابة الصحفيين، واعتدت قوات الأمن بالضرب على عشرات النشطاء.
وفى سبتمبر من العام نفسه، نجحت الحركة فى تنظيم مسيرة حاشدة يوم انتخابات الرئاسة، طافوا شوارع وسط القاهرة وهتفوا بسقوط حسنى مبارك ونجله جمال، ووزير داخليته حبيب العادلى، الذى يقضى الآن عقوبة السجن ١٢ عامًا بعد أن أدين بغسيل الأموال.
نجحت الحركة فى تنظيم مظاهرات فى ٢٣ محافظة مصرية، وفى القاهرة، نظمت المظاهرات فى السيدة زينب وفى شبرا للمرة الأولى، لجذب مواطنين بسطاء لا يشغل العمل العام كثيرًا من وقتهم ومن تفكيرهم. فى يناير ٢٠٠٧، اختير المفكر عبدالوهاب المسيرى منسقًا عامًا للحركة، خلفًا لجورج إسحق. واستمر فى هذا المنصب حتى وفاته فى ٣ يوليو ٢٠٠٨، ليخلفه الصحفى عبدالجليل مصطفى.
كان نشاط الحركة لافتًا حتى عام ٢٠٠٨، عندما شاركت فى احتجاجات كبيرة مركزها مدينة المحلة الكبرى، التى أضرب عمال مصانعها عن العمل يوم ٦ أبريل، وبعدها وإثر بطش قوات الأمن، انحسر نشاط الحركة بشكل ملحوظ.
وفى يناير ٢٠٠٩ اختير الصحفى عبدالحليم قنديل منسقًا عامًا للحركة، واستمر حتى يناير ٢٠١١ ليخلفه الصحفى الإسلامى مجدى أحمد حسين منسقًا عامًا، ثم فى يوليو من العام نفسه اختارت منسقًا عامًا جديدًا هو المهندس محمد الأشقر.
ويرى محللون أن دور الحركة انتهى بعد الإطاحة بنظام مبارك، خاصة أن المطلبين اللذين رفعتهما، وهما رفض بقاء مبارك فى السلطة، ورفض توريثها لنجله، تحققا بالفعل، خاصة أن زخم الحركة على الأرض انحسر بشدة مقارنة بنشاطها عند تأسيسها.