اعتبرت الولايات المتحدة أن إيران تصرفت بشكل «غير عقلانى» من خلال تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجى لحركة نقل النفط العالمى. قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ردا: «لقد شهدنا قدرا لا بأس به من التصرف غير العقلانى من جانب إيران مؤخرا»، مضيفة أن هذا يؤكد أن العقوبات الدولية على إيران بدأت تدفعها للتصرف بشكل غير سليم.
تدرس الولايات المتحدة والدول الأوروبية فرض عقوبات جديدة على قطاعى إيران النفطى والمالى بسبب برنامجها النووى المثير للجدل وإصرار الرئيس أحمدى نجاد على استمراره، غير أن الدول الأوروبية منقسمة بشأن مسألة فرض حظر على الصادرات النفطية الإيرانية، وتهدد طهران بإغلاق مضيق هرمز فى حال فرضت عقوبات دولية عليها.
وفى المقابل، أكد نائب القائد العام للحرس الثورى الإيرانى العميد حسين سلامى أن الولايات المتحدة ليست فى وضع يسمح لها بأن تملى على إيران موقفها بشأن مضيق هرمز الاستراتيجى. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا) عن «سلامى» قوله: «إن الولايات المتحدة ليست فى وضع لتسمح لنا أو لا تسمح ، وهو ما ثبت فى الأعوام الأخيرة»، مضيفا أن بلاده سترد بـ«حسم» إذا تعرضت مصالحها للخطر.
كانت الولايات المتحدة قد أعلنت موافقتها رسميا على تزويد المملكة العربية السعودية بدفعة جديدة من المقاتلات من طراز إف -١٥ إس. إيه. قال البيت الأبيض إن قيمة الصفقة بين واشنطن والرياض تبلغ ٢٩.٤ مليار دولار وتشمل ٨٤ طائرة وهى من صنع شركة بوينج ومزودة بمعدات رادار متطورة وأنظمة حرب إلكترونية رقمية، فيما اعتبرته واشنطن تحسيناً لقدرات السعودية على مواجهة التهديدات.
يأتى هذا بينما قلل خبراء دوليون من إمكانية إقدام إيران على تنفيذ تهديدها بغلق مضيق هرمز، مشددين على أن هذا سيضر بالصادرات النفطية الإيرانية، كما أنه سيتسبب فى تشجيع الولايات المتحدة ودول الخليج على توجيه ضربة عسكرية لطهران.
وقال على رضا نادر، الخبير الإيرانى فى مركز «راند» الأمريكى للدراسات، إن طهران تعمد لخيارات أقل، على سبيل المثال اعتراض السفن التجارية التى تعبر الخليج، وتنظم عمليات تفتيش على متنها.
وداخليا، اتهمت لجنة برلمانية فى إيران، الرئيس الإيرانى السابق، محمد خاتمى، بترغيب جهات خارجية لدعم القيادى المعارض مير حسين موسوى لإيجاد «تغييرات جذرية فى إيران».
وذكرت لجنة «المادة ٩٠ للدستور» ـ المعنية بالبت فى الشكاوى بشأن أداء الأجهزة الحكومية والقضائية، فى تقرير أعدته بشأن الأحداث التى تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية فى عام ٢٠٠٩ ـ أن خاتمى كان يقوم بالترويج لدعم «موسوى» خلال زياراته إلى الخارج.
وقالت إن خاتمى «سعى لترغيب الأجانب لدعم موسوى، خلال زياراته إلى تونس وتركيا وأستراليا، وحقق نجاحا فى هذا الشأن».