تجمع العشرات من أهالى الشهداء فى الإسكندرية، أمام البوابة الثامنة لأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، التى تجرى بها المحاكمة، منذ السابعة صباحاً يحملون صور أبنائهم ولافتات تطالب بسرعة القصاص، وأخرى تحمل رسوماً لأبناء الرئيس السابق حسنى مبارك وبعض رموز نظامه، وقطعاً معدنية على شكل سرير عليها مبارك نائماً. وردد أهالى الضحايا عدة هتافات، منها «ألف سلامة وألف تحية.. على شهداء إسكندرية»، و«الإعدام للمخلوع»، و«ليه يا قضاء بتأجل ليه.. اشتروكم ولا إيه»، و«يا اللى ساكت ساكت ليه.. خدت حقك ولا إيه»، وحضر والد أحد الشهداء يحمل عبوات من الحلوى ألقى بها لأعلى، وقال للأهالى إن اليوم يوافق عيد ميلاد ابنه الشهيد، وطلب من الجميع أن يأكلوا منها.
واشتبك أهالى الضحايا مع أحد الشباب الذى طالبهم بعدم الهتاف ضد وزارة الداخلية، أو مجندى الأمن المركزى، إلا أن أمهات الضحايا قلن إن جنود الأمن المركزى هم الذين قتلوا أبناءهن. وقال الأهالى إنهم لا يثقون فى عدالة القضاء، وغير متأكدين من وجود محاكمة من الأصل، وأن هدفهم الوحيد هو مشاهدة رقاب من سموهم رموز الفساد تتدلى من حبل المشنقة، مطالبين بأن تكون المحاكمة فى ميدان عام ليكونوا عبرة لمن سيأتى بعدهم لحكم البلاد، ملوحين بأن ٢٥ يناير ليس بعيدا، وأنهم جاهزون للاستشهاد
وقال أحدهم: «مر عام بالتمام والكمال، والطغاة داخل سجن طرة، دون أن يصدر حكم واحد يعيد إلينا ثقتنا فى القضاء المصرى». واصطفت أكثر من ٥٠ سيارة شرطة، و٤ دبابات، و٣٠ سيارة إسعاف بطول الأكاديمية، ووقف المئات من جنود الأمن المركزى فى صفوف مستقيمة أمام بوابات الأكاديمية حاملين الدروع والعصى، فيما اصطف الخيالة بطول سور الأكاديمية وعلى مسافات متساوية تتراوح ما بين ٣٠ و٥٠ متراً، ولم تسمح قيادات الأمن التى تواجدت أمام بوابة الأكاديمية بالدخول إلا لمن يحملون تصاريح بحضور الجلسة، وخضع الجميع لتفتيش دقيق قبل الدخول سواء أشخاصاً أو سيارات، واصطفت كاميرات التليفزيون والصحفيون منذ الساعات الأولى من الصباح فى انتظار وصول المتهمين.
وحضرت فى الثامنة صباحاً ٣ سيارات نقل من إدارة مرور القاهرة، محملة بحواجز حديدية، تم وضعها لتكون حائلا بين جنود الأمن المركزى وأهالى الضحايا، وأثناء وضع الحواجز اشتبه رجال الأمن الذين يرتدون زياً مدنياً فى شخص يرتدى عباءة ويخفى يديه داخلها، فالتفوا حوله وبتفتيشه عثروا معه على جنزير حديدى بطول متر، وبسؤاله قال إنه اشتراه بالأمس ليغلق به باب العمارة التى يسكن بها خوفا من اللصوص، فقال له أحدهم: ولماذا حضرت به اليوم ولم تتركه بالمنزل؟!
واصطحبوه بالداخل لاستكمال التحريات. وانسحب جنود الأمن المركزى من أماكنهم صفا تلو الآخر، فاعتقد الجميع أن الجلسة انتهت أو تم تأجيلها، إلا أن أعداداً أخرى من الجنود حضرت واصطفت فى نفس المكان، وتبين أن ما حدث كان تغييرا للخدمات.