بحث في عدد حروف اللغة العربية كما يراها علماء التجويد
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: بحث في عدد حروف اللغة العربية كما يراها علماء التجويد الأربعاء فبراير 03, 2010 1:28 pm
أبدأ بتعريف الحرف تعريف الحرف : الحرف لغة : هو طرف الشيء. واصطلاحًا : هو صوت معبر اعتمد على مخرج مقدر أو محقق. عدد الحروف : اختلف العلماء في عدد حروف الهجاء إلى ثلاثة مذاهب :
المذهب الأول : أن عدد أحرف الهجاء ثمانية وعشرون حرفًا ، وذلك لأنهم قالوا أن الهمزة هي الألف. وإذا سئل لماذا ؟ قال : لأننا إذا رسمنا الهمزة نرسمها على ألف وما دمنا نرسمها على ألف فتكون الهمزة هي الألف. وقالوا أيضًا : إن كل حرف من الحروف الهجائية يُبدأ فيه الحرف بمسماه ، فلفظ (الباء) أوله باء ، ولفظ (الميم) أوله ميم ، فكل حرف من الحروف مبدوءٌ باسمه ، وعلى ذلك فالألف مبدوءة بالهمزة وهو اسمها فتكون الألف هي الهمزة ولا شيء غير ذلك.
الرد على هذا المذهب •الرد على القول الأول : أننا أحيانًا نجد همزة على واوٍ ، وهمزةً على ياءٍ وهمزة على السطر ، فليس من الضروري أن تكون على ألف. •والرد على القول الثاني : بأن الهمزة هي الألف أنه : لو كان كل حرف مسبوقًا باسمه لكانت الهمزة نفسها هاءً ، لأنها مبدوءةٌ بهاءٍ ، وليس الأمرُ كذلك ، فهل يعقل أن الهمزة هي الهاء لمجرد أن الهاء مذكورة في اسمها. •وهناك دليل من التجويد لصاحب "تحفة الأطفال" استثنى الألف من الأحرف الهجاء ، بأنها لا تقع بعد الميم الساكنة فقال : وَالِميمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِى قَبْلَ الْهِجَا لاَ أَلفٍ لَيِّـنَةٍ لِـذِى الْحِـجَا وعلى هذا فالله عز وجل يقول : "يـأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم" فجاءت الهمزة بعد الميم ، ولو كانت الهمزة هي الألف لما جاءت بعد الميم •وهناك دليل آخر : أن الهمزة قابلة للحركة ، أما الألف فلا يكون إلا ساكنًا مفتوحًا ما قبله ، ولو كانت الهمزة هي الألف لقبلت الألف الحركة. •وهناك دليل آخر : أننا نجد أن مواضع الهمزة ثلاثة : o الهمزة إما مبدوءةٌ بها مثل : " أكل" o وإما متوسطة مثل : "سأل" o وإما متطرفة مثل : "قرأ" لكن هل يبتدأ بالألف ؟ والجواب : لا يبتدأ بالألف ، لأن الألف ساكنة ولا يبتدأ بساكن، وعلى هذا تكون مواضع الألف هي : o التوسط مثل : "قال" o التطرف مثل : "يعلمها" ولو كانت الهمزة هي الألف لجاءت الألف ابتداء. •وهناك دليل آخر : فالهمزة تخرج من أقصى الحلق ، والألف يخرج من الجوف ، ولو كانت الألف هي الهمزة لخرج الاثنين من مخرج واحد. •وهناك دليل آخر : الهمزة لها صفات خمس وهي (الجهر والشدة والاستفال والانفتاح والإصمات) أما الألف فلا صفة له ، بل هو تابع لما قبله تفخيمًا وترقيقًا. فلو كانت الهمزة والألف شيئًا واحدًا ، لكان للألف خمس صفات مثل الهمزة أو لكانت الهمزة لا صفة لها وتتبع ما قبلها مثل الألف.
المذهب الثاني : أن عدد أحرف الهجاء "تسعة وعشرون" حرفًا ، لأنهم قالوا أن الهمزة حرف والألف حرف.
المذهب الثالث : أن عدد أحرف الهجاء "ثلاثون" حرفًا وسبب ذلك أنه كما قال المذهب الثاني وزاد فقال أن الغنة حرف. وذلك لأننا إذا عرَّفنا الغنة نقول : هي صوت "لذيذ" من الخيشوم ، ولا صوت إلا للحرف. وشيء آخر : فالغنة لها مخرج ، ولا مخرج إلا للحرف وبالتالي فالغنة حرف. وما دامت الغنة حرفًا يكون عدد الحروف ثلاثين حرفًا.
الرد على هذا المذهب لكن هل هذا الرأي صحيح ؟ •صحيح أن الغنة صوت ، ولذيذ ، لكن هناك صوت الكروان ، وصوت الببغاء ، وصوت الحمار ، فليس كل صوت حرفًا بل الحرف هو الصوت المعبر، فهل الغنة صوت معبر ؟!! •وشيء آخر : الغنة صفة وليست بحرف ، وإذا كانت كذلك ، فهل الصفة تخالف موصوفها أم لابد من متابعة الموصوف ؟ الجواب : لابد من متابعة الصفة للموصوف (قد يخالفها الموصوف) ، أما هي فلا تتخلف عن الموصوف. والغنة صفة للنون وللتنوين وللميم ، فمخرجها هو مخرج النون المخفاة ، أو التنوين المخفي ، أو الميم المخفاة ، وعلى ذلك فليس المخرج مخرج الغنة ولكنه مخرج الحرف الذي وصف بالغنة.
مما سبق يتبين لنا أن الرأي الراجح هو المذهب الثاني : أن عدد الحروف تسعة وعشرون حرفًا هي : " همزة ، باء ، تاء ، ثاء ، جيم ، حاء ، خاء ، دال ، ذال ، راء ، زاي ، سين ، شين ، صاد ، ضاد ، طاء ، ظاء ، عين ، غين ، فاء ، قاف ، كاف ، لام ، ميم ، نون ، هاء ، واو ، ألف ، ياء " ، وتأتي الألف بعد الواو وقبل الياء.
¶قال صاحب "تحفة الأطفال" : حروفها ثلاثـة فعيـها من لفظ واي وهي في نوحيها
ولما نتهجى "واي" نقول ( واو ألف ياء ) فتأتي الألف بعد الواو وقبل الياء.
والدليل على أن عدد الحروف تسعة وعشرون حرفًا :
¶قول الإمام الطيبي رحمه الله في "القول المفيد" وعدة الحروف للهجاء تسع وعشرون بلا امتراء
¶وقول الإمام مكي بن أبي طالب - رحمه الله - في "الرعاية" : " الحروف التي يؤلف منها الكلام تسعة وعشرون حرفًا، وهي حروف أ، ب، ت ... وشهرتها تغني عن ذكرها، فهذه التسعة والعشرون الحروف المذكورة، عظيمة القدر، جليلة الخطر، لأن بها أفهمنا الله كتبه كلها، وبها يُعرف التوحيد ويفهم ، وبها افتتح الله عامة السور ، وبها أقسم ، وبها نزلت أسماؤه وصفاته ، وبها قامت حجة الله على خلقه ، وبها تُعقل الأشياء ، وتُفهم الفرائض والأحكام ، وغير ذلك من شرفها كنزٌ لا يحصى. "
ملحوظة : لم نذكر اللام ألف ، لأن الحروف الهجائية لا يوجد فيها حرف مركب