الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: في (ولد وبنت) .. من الرومانسية ما قتل! الأحد مارس 21, 2010 10:26 am
- "ولد وبنت" اسم أغنية بديعة كتبها لفرقة المصريين الراحل العبقرى "صلاح جاهين"، وهو أيضاً اسم فيلم كتبته "علا عز الدين" فى تجربتها الأولى، وأخرجه كريم العدل فى عمله الروائى الطويل الأول.
يفترض أنك أمام عودة من جديد للفيلم الرومانسى، ولكن حصاد التجربة أقرب ما يكون إلى فن التعذيب على الطريقة الرومانسية.
أشياء كثيرة ركيكة وخاصة شخصية بطلة الفيلم بتصرفاتها التى لا تتناسب مع عمرها ومع ظروفها، ومخرج جديد يستعرض إمكاناته فى كل مشهد بدلاً من أن يجعلها فى خدمة الأحداث، وممثلون فى خطواتهم الأولى يفتقدون الحضور والقبول والقدرة على تجسيد لغة العواطف والأحاسيس.
ظلت المشكلة الأساسية طوال الفيلم فى الطريقة التى رسمت بها شخصية بطلة الفيلم الشابة شهد "مريم حسن" بصورة جعلتنا نبتعد عن التعاطف معها مع أنها محور الأحداث كلها، والأسوأ أن عدم تبرير هروبها ثم عودتها بشكل مقنع جعلها أقرب إلى الفتاة المضطربة نفسياً التى لن يفيدها فى كثير أو قليل أن تعيش قصة حب منذ طفولتها المبكرة، بل لعله من الأفضل ألاّ تعيش تجارب عاطفية حتى لا تعذب الآخرين، وحتى لا يتعذب المشاهدون!
منذ اللقاء الأول بين "الطفلة شهد" و"الطفل سامح" حدث التوافق والإعجاب الذى كبر معهما فى سنوات المراهقة ثم الشباب المبكر.
سامح "أحمد داود" شاب متمرد فى حين تبدو شهد مراهقة مفتونة بوالدها الروائى المشهور حامد رضوان "سامى العدل"، ورغم أنه- كما شاهدناه- رجل لطيف وفنان مخلص لكتاباته إلاّ أن مؤلفة الفيلم تريدنا أن نصدق أنه يقهر زوجته "سوسن بدر"، بل تريدنا أن نعتقد أنه يتجاهل مشاعرها مع أنه يمتدح زوجته فى حديثه مع ابنته. وبدلاً من أن تكون علاقة سامح وشهد هى محور كل شىء فقد بدا كما لو أن علاقة شهد بوالدها هى الأكثر أهمية، والمحركة لكل تصرفاتها، وبدا أيضاً كما لو أن الفتاة تفترض أشياء لم تحدث، كما أنها تتصرف بصورة بعيدة عن النضج رغم أنها تجاوزت مرحلة المراهقة.
هى مثلاً ستترك البلد كلها لتدرس فى أكسفورد لمجرد أن والدها مات، كما أنها ستثور ثورة عارمة لمجرد أن أمها تزوجت بعد وفاة الأب، وبدلاً من أن تحاول تعويض شعورها بالوحدة بعد غياب والدها من خلال علاقة حبها مع زميلها سامح فإنها تلعب معه طوال الفيلم لعبة الهروب ثم العودة، ومن خلال مواقف شديدة الافتعال تتخللها رحلة عذاب للعاشقين الصغيرين وللجمهور أيضاً تتزوج شهد من ناقد شاب تكتشف انتهازيته "هانى عادل" فى حين ينجح سامح فى عمله ويرفض حب زميلة الطفولة ليلى "آية محمود حميدة" وبعد كل هذا العذاب يعود من جديد إلى شهد ربما لكى تبدأ مرة أخرى لعبة الهروب والعودة.. وربنا يديهم الصحة وطولة العمر!!
على مستوى التنفيذ، يذكرك الفيلم بأفلام التخرج فى معهد السينما حيث يحاول المخرج والمصور وأصحاب العناصر المختلفة لفت الأنظار إلى شغلهم للوصول إلى درجات جيدة، المشهد الافتتاحى مثلاً للبطل سام تم تصويره فى لقطة واحدة متصلة دون مبرر قوى سوى استعراض القدرات، وهناك إسراف غير طبيعى فى لقطات الحركة البطيئة بصورة تجعلك "تلعن" اليوم الذى ظهرت فيه هذه اللقطات. لقد تم ابتذالها بكثرة الاستخدام فى أفلام مختلفة، وأضيف إليها هنا اضطراب مستوى التصوير فى مشاهد متعددة بالإضافة إلى ضعف أداء الممثلين الجدد خاصة "أحمد داود" الذى يحتاج إلى مزيد من التدريب، كما أنه يفتقد الجاذبية اللازمة لدور سامح الذى يُفترض أنه موضع مُنافسة بين فتاتين تحلمان بالزواج منه!