حين أمطرت أحداقي

من حرارة الدمع ما أحرق الجفون

حين ضاعت خطواتي

بين تلك الدوائر

التي عصفت بعالمي

لتذيقني أجاج الكأس

. . .

حياة أخرى

لا تعرف معنى الرحمة

تكتب على جبين الأيام بقسوة القدر :

عيش ِ تعيسة ً أيتها النكرة

عيش ِ و تجرع ِ الكأس

لن يرحمكِ مني

إلا رحيل روحكِ بلا عودة

و أنا بالحيرة موثوقة اليدين

مسجونة في قفص الأيام

حيث اللا رحيل

تيه في أراضي الحزن

زحف تحت هجير القدر

نزيف من جراحات الوقت

اجتمعت لتكون سهاماً

تجسد شخصية الجلاد

تجلدني دون شفقة في محاولات لتجعلني أعتنق اليأس مجبرة


اقتربِ

اخترق ِ أينما شئتِ من جسدي المهشم

اعدم ِ كل أنفاسي

أجهز ِ على روحي

قد سئمت الحياة سلفاً

لم أفتح فيها باباً

لم أتعلق فيها ولو بخيط ٍ للأمل

أرحل

و أعبر المسافات

لأصل حيث كنت قبل الرحيل

قد سئمت منها

أريد أن استريح

أو ارى حتى في أحلامي يداً

تمتد إليٌ بحنان

تقودني كطفلة ٍ عفوية الإبتسامة

أو حضن دافء

أبدد فيهِ برودة الغربة

أو ... أو ... أو

أو ماذا .... ؟

أمعن ِ النظر أيتها الروح

فأنتِ لا تزالين سجينة

دون عيد

دون فرح ٍ و ذكريات




انتظر ِ

و اجعل ِ من الصبر مركباً

فهناك حقيقة ً لا جدال فيها

محتوم قادم لا محالة


إنه الموت


ذاك القادم من البعيد

هو من سيبيحكِ من كل آثامكِ


. . .


أنتِ الآن هنا

في سجني

لا أملك سوى سجنكِ و الوقت

استسلم ِ لليأس

فقد قتل الأمل


. . .



دعيها أيتها الأيام

و دعيني استمتع بتعذيبها

آه ٍ ... م أعشق صراخكِ أيتها الحمقاء

يا ضحيتي الرائعة

التي تبين أنها صامدة

انظر ِ ما لدي

مجرد كؤوس ٍ

لا تستهين ِ بها

إنها مرة المذاق

ستتجرعينها واحداً تلو الآخر

شئتِ أم أبيتِ

لن أرحم دموعكِ حتى لو احمرت

اصرخ ِ

فصراخكِ يضحكني كثيراً

لكن لي رجاء

لا تستسلم ِ لليأس مبكراً

دعيني أذيقكِ كل كؤوسي

أو افعل ِ ما شئتِ

لن أترككِ حتى لو انحنيتِ لليأس

خذِ

هذا أول كؤوسي


. . .



لماذا ... ؟

ما كل هذا الدلال ... ؟

دعيكِ من ترهاتكِ أيتها الوحدة

ليست طفلتكِ الصغيرة

و لا في بحوركِ الوحيدة



سلميني إياها

و انظر ِ ماذا سأفعل بها .... !!!

أنا الحيرة

سأدخل إلى أعماق جروحكِ

سأصنع بكِ جراحاً أخرى

سأتفنن فيكِ

سأجرب عليكِ ألعابي الجديدة و القديمة

. . .





ابتعدِ أيتها الحيرة


أنا الحزن


اعتبر قبل اليأس مديتكِ الأخيرة

تعال ِ بقربي دقائق قليلة

اقتربِ أيتها الحقيرة

لن أمسح دموعكِ ..... !!!


بل سأحرص عليها ألا تتوقف

فأنتِ بها في نظري جميلة

أنا من سأبكيكِ

أنا من سيعذبكِ

و أنا من سيجعلكِ طوال العمر كئيبة

سيسمونكِ بإسمي

فارفع ِ رأسكِ إجلالاً لي

فهذا شرف لكِ أن ينادونكِ



[][] بالحزينة [][]


خذِ اليأس ملجأ ً لكِ

لتكون ِ به أميرة . . . . . . . . . . . . . . .


لن أقول شيئاً

فما باليدِ حيلة

اجتمعتم

و كنت في أيديكم ذليلة

سأغمض عيني

و افعلوا بي ما شئتم

فقد كرهت الحياة المريرة

كرهت الحزن و الوحدة والحيرة

دعوني أعزف ألحان الغروب

دعوني أتمنى أن تكون هذه ليلتي الأخيرة

سأنتظر موتي

فالإنتظار

أصبح عندي

ليس بمشكلة




كبيرة