الدولة : عدد المشاركات : 4905 نقاط : 6672 تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 32 الجنس :
موضوع: قصة ادمت قلبي وامطرت عيني الأربعاء مايو 12, 2010 7:58 pm
قصة ادمت قلبي وامطرت عيني
أنا بنت فلسطينيه .. اسمي دارين .. باحب كتير امشي على البحر عندنا في حيفا .. باحب ألعب مع العيال الصغار .. طول الوقت بافكر في بيت أحلامي .. وبافكر في كل قطعة أثاث وين راح احطها .. أكيد خطر ببالكم إذا كنت مرتبطه ؟؟ انا مرتبطة ... خطيبي شاب لطيف جدا .. وباحبه كتييير ... بعدين هو بصراحه انسان مره حبوب وبيحبني كتير.. بنقعد بالساعات نفكر في حياتنا وفي مستقبلنا ووصلنا لمستقبل أولادنا !! شي كتير حلو انك تحلمي مع حبيبك ... خصوصا اذا كان تفكيركم قريب كتير .. أما عن اخواتي هم تلاته ..
بنوتين توأم صغار عمرهم 10 سنين غزل وروعه.. وأكيد انتوا بنات وعارفين شو يعني بنتين صغار .. طول الوقت بيتخانقوا ويتصالحوا .. لطاف كتير .. وباحبهم موت .. وبعدين أخي الأكبر بشار اكبر مني بسنه وهو توأم روحي اكتر واحد يفهمني ويخاف علي .. ولإن بيننا وبين غزل وروعه سبع سنين قضينا انا وبشار أحلى سنين حياتنا مع بعض وحنا صغار ..
للحين أتذكر لما كنا نلعب غميضه وهو يجري وراي ويوقعني بعدين ابكي وهو يبكي جنبي .. عاطفي كتير بشار وقلبه طيب .. ولما كنا نرجع من المدرسه مع بعض وأخليه يحل الواجب تبعي وانا اتفرج على التلفزيون ... كان انسان جدا مخلص .. ولما كانت ماما تقعدنا لنحفظ القرآن .. كنا دايما نتسابق بيخلص الأول .. كان دايما يخليني أسبقه ...
أما ماما .. فشو بدي أحكي لأحكي عن ماما .. قلبنا الكبير ...حضنها أءمن مكان في الدنيا !! كتييييير حنونه وطيبه .. تخيلوا عمرها مارفعت صوتها على واحد فينا !! طول الوقت بتشوف شو بنحب لتعملوا .. عمرها ما كانت تجبرني إني أعمل شي .. دايما كانت تقعدني قدامها وتمسك ايدي وتقول حبيبتي .. شو رايك نذاكر سوا !! انت كتير ذكيه وانا بدي تشرحيلي .. وطبعا كانت أحسن طباخه في الدنيا كلللللها ... اتعلمت كتير من ماما .. صبرها وحبها وثقتها .. كانت انسانه رائعه بكل ما تحتمله الكلمه من معاني .. أما بابا فكان أديب العيله .. طول الوقت بيقرا كتب الأدب والشعر وطبعا كلنا كان لازم نتحمل العواقب .. فكان درس اللغه العربيه بيدينا اياه في تلات ساعات .. وماما طبعا كان نصيبها من هالشعر كله بيتين غزل كل يوم على الفطور .. وياسلام لما كان نزار يزورنا .. نزار خطيبي أكيد عرفتوه .. كنت باخلي البيت يبنقلب رأسا على عقب يومها .. من الصبح بدي أعمل ماسك لوجهي وبدي أساعد ماما في الغدا واكيد اعمل شي حلو في الفرن .. أكيد .. مش بنت احسن طباخه !!! والكائنات الصغيره المزعجه المسماه بروعه وغزل بدي اشد ودانهم تايفهموا انهم بدهم يقعدوا ساكتين طول ما خطيبي موجود .. كانت الحياة رائعه .. وحبيت كل شي فيها .. وكنت أيامها تقريبا أسعد فتاة على وجه الأرض ... كانت الحياة كأجمل ما تكون الحياة .. حتى جاء اليوم الذي قبض فيه على خطيبي نزار واتهمه الاسرائيليون بالتخطيط لعمل ارهابي .. ولم يسلم من هذا أحد .. لا زلت أذكر ذلك اليوم .. كان من المفترض أن يأتي نزار لزيارتنا .. جاء بالفعل .. جاء وبيديه ورودا حمراء .. وهدية صغيره .. احببتها كتيرا فكم أحب تلك الدمى .. وفجاة وبدون مقدمات لم نشعر إلا بباب البيت ينفجر .. عشرات من الجنود الصهاينة يقتحمون علينا البيت .. كان المنظر مروعا بحق .. وقفت ذاهلة مما يجري .. ولم تمض وهلة إلا ووجدتهم يخرجون بأمي يجرونها من شعرها !!! وأبي عشرات البنادق على رأسه ... سحبوا نزار .. وسألوه عن شخص آخر .. ولما أنكر ضربوه بشدة في بطنه ..على ظهره.. على راسه!! سقط حبيبي على الأرض!! داسوه بنعالهم ركلوه بها دنسوا بها وجهه الطاهر المتوضيء .. أخي بشار كان مقيدا.
.. سألوه هو الآخر .. ولما أخبرهم أنه لا يعلم شيئا ألقوه على الارض وأخرج أحدهم سكينا ووضعه على رقبته وقال له تكلم .. لكن المسكين لا يعلم شيئا وإن علم ما كان ليخبرهم .. ورأيتهم .. ويحي .. ليتني لم أحيا لأرى ذلك اليوم .. ذبحوه .. جرى السكين على عنقه .. أخي .. زهرة فؤادي .. توأم روحي .. أخي حبيبي ... أخذت اصرخ .. وأصرخ .. وأصرخ وأخذت أمي تصرخ .. فلذة كبدها .. ذلك الانسان الرقيق الهاديء الممتليء حبا وعطفا وحنانا ... ذبح أمام عينيها ... لم أتمالك نفسي من تلك الفاجعة ... أغشي علي للحظات استيقظت بعدها فوجدتهم قد أخذوا حبيبي ورحلوا .. لا ليس جميعهم .. تركوا بعضهم ليمارسوا ساديتهم .. أبي الحبيب انهالوا عليه ضربا .. بأرجلهم وبنادقهم .. جرت أختي الصغرى "روعة" لتدافع عنه لكنها لم تسلم من نعالهم اجتمع عليها خمسة جنود وضربوها !!!!! ذلك الملاك الصغير .. تلك الزهرة المتفتحة ... داسوا عليها بنعالهم ... لم استطع الحراك وأحدهم يقيدني .. ظلو بلا رحمة يركلونها حتى هدأت تماما .. هدأت للأبد .. ماتت روعة الحياة .. واخذت معها كل روعة الحياة .. لم تتحرك .. لم أعد أرى سوى الدماء تسيل من أذنها .. ومن فمها .. ومن أنفها .. عظامها التوت تحت نعالهم .. سقط ابي بلا حراك ... أمي الحبيبة وضعوا القيود في يدها .. اقتادها الأوغاد .. اخذوها وذهبوا ... تركوا البيت خاويا .. فارغا .. امسكت بيد أختي "غزل" احتضنتها ... جلست على الأرض بجوارها .. صوت نحيبها يقطع نياط قلبي ... الدم يغمر كل مكان .. أجساد كانت ممتلئة بالحياة و الحب أصبحت جثثا هامدة الآن ...
لم تعد هناك هذه الأسرة بعد اليوم .. انتهت .. تحطمت .. قتلت .. اغتصبت .. انتهى الدفء وانتهى الحب وانتهت تلك المشاعر الجميله ... لم يبق في قلبي الا ذكرى لحبيبي وتلك الدميه الصغيره ... أخذه اليهود .. اخذوا مني كل ما أحب .. ابي أمي أخي أختي .....