تسمم عشرات المعتصمين أمام مجلس الوزراء بعد تناولهم طعاماً من مجهولين

كتب أشرف غيث وسارة نور الدين وهيثم الشرقاوى، ووكالات الأنباء ١٥/ ١٢/ ٢٠١١

أصيب، أمس، عشرات المعتصمين أمام مجلس الوزراء منذ أسابيع لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة إلى مجلس مدنى فوراً، ورفض الاعتراف بحكومة الدكتور كمال الجنزورى- بالتسمم والقىء والإغماء بعد تناولهم طعاماً من متبرعين مجهولين، فتحركت أكثر من ٢٠ سيارة إسعاف إلى موقع الاعتصام، ونقلت عدداً منهم إلى المستشفيات القريبة، لتلقى العلاج، وإجراء عمليات غسيل معدة لبعضهم، فيما أعطى بعض الأطباء الميدانيين علاجاً أولياً لعدد آخر، وتوافد عدد من أهالى المعتصمين على مقر الاعتصام والمستشفيات للاطمئنان عليهم.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن سيد السلامونى، ناشط وطبيب ميدانى، قوله إن سيدة، وشخصا آخر أحضرا إليهم وجبات طعام تتكون من الحواوشى والسمك، ووزعاها على المعتصمين بقصد المساعدة، وبعد تناولها دون الشك فى صلاحيتها أو سلامتها، بدأ عدد منهم يسقط مغشياً عليه ويتقيأ، مشيراً إلى سقوط واحد من المعتصمين مصاباً بالإغماء والقىء كل دقيقتين تقريباً.

وقال الطبيب محمد الهلالى، إنه قدم علاجاً أولياً إلى أكثر من ٢٠ مصاباً، ورافق أحدهم إلى مستشفى قصر العينى لأن حالته كانت تحتاج إلى متابعة.

وقال هيثم الشواف، منسق عام تحالف القوى الثورية، إن الواقعة مدبرة وليست عشوائية، وأنها رسالة ممن ارتكبوها بأن لديهم أساليب غير نظيفة لفض الاعتصام، رافضاً اتهام أحد لحين انتهاء التحقيقات، والتأكد من مرتكبى الواقعة. وقالت نورا، إحدى المعتصمات، إن العشرات وقعوا واحداً تلو الآخر بعد تناول الطعام، مما أصاب الجميع بحالة من الذعر، وتم نقل البعض إلى المستشفى الميدانى، حيث قال الأطباء إنها حالة تسمم وليس بمقدورهم علاج المصابين لأن المستشفى غير مجهز، وطلبوا نقلهم إلى المستشفيات، موضحة أنه أثناء نقل المصابين عبر سيارات الإسعاف التى حضرت فى دقائق، وقع مصابون آخرون.

وقال أحد أطباء المستشفى الميدانى، إنه تحفظ على عدد من الوجبات التى يشتبه فى أن تكون سبب التسمم، لتحليلها بمعرفته فى أحد المعامل الموثوق بها لمعرفة نوع السم بدقة، متوقعاً أن يكون سم فئران تم وضعه وسط الوجبات. ورددت مجموعات من المعتصمين، هتافات ضد المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، منها «ارحل ارحل يا طنطاوى.. ارحل ارحل كفاية بلاوى»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، و«مصر أمانة واللى يسممها جبان».

وأغلق المعتصمون الذين لم يتناولوا الوجبات، شارع قصر العينى، ووضعوا النعوش الرمزية لضحايا أحداث شارع محمد محمود، بعزض الشارع، مما أدى إلى توقف مرور السيارات المتجهة إلى ميدان التحرير. وتضامن المعتصمون أمام مجمع التحرير مع زملائهم أمام مجلس الوزراء، وقال عدد منهم إنهم يبحثون كيفية الرد على ما اعتبروه محاولة لقتل المعتصمين، ورددوا عدة هتافات، منها «اللى يسمم أهله وناسه.. يبقى عميل من ساسه لراسه»، واصفين تسمم زملائهم بأنه محاولة لقتلهم.

من جانبه صرح الدكتور عادل العدوى، مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية، بأنه تم الدفع بنحو ٢٠ سيارة إسعاف لنقل الحالات التى يشتبه فى إصابتها بالتسمم إلى مركز السموم فى قصر العينى، ومستشفى المنيرة العام، ومستشفى الدمرداش، مشيراً إلى أن إدارة الطب الوقائى بالوزارة، تتابع الحالات لمعرفة أسباب التسمم، وتوفير العلاج والرعاية المناسبة للمصابين الذين لم يحدد عددهم، غير أنه قال إن حالاتهم جميعاً مستقرة بعد إجراء الإسعافات الأولية لهم، وإعطائهم المحاليل والمضادات الحيوية اللازمة.

وأضاف العدوى أنه من المقرر إرسال عينات من الحالات إلى المعامل المركزية بالوزارة لفحصها وتحديد نسبة التسمم وأسبابه.

يسلموووو للاخبار

شكرااا للمرور