مكتبه الاسكندريه القديمه : التاريخ المشرق والنهاية الغامضه
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: مكتبه الاسكندريه القديمه : التاريخ المشرق والنهاية الغامضه الخميس مايو 05, 2011 9:28 am
مكتبه الاسكندريه القديمه : التاريخ المشرق والنهاية الغامضه
[size=25]مقدمه:
المكتبة ظاهرة حضارية هامة , عرفها الانسان فى كثير من البيئات وفى كثير من مراحل تطورة المختلفة , منذ أن عرف حياة التمدن , واكتشف أعظم الاكتشافات الحضارية وهى الكتابة . وقد تم هذا الاكتشاف فى نهاية الألف الرابع وأول الألف الثالثة ق.م فى العراق ومصر (1).
ومنذ هذا التاريخ أخذ الإنسان فى تدوين أو تسجيل ما تهمة من ممتلكات وما يدين به من عقائد , ثم ما ألم به من أحداث وما عن له من فكر وأدب وعلم .
وهكذا بدأ الإنسان فى كتابة الكتب , وحين وجدت الكتب أهتم بجمع هذا الأفراد , ونشأت من تجميعها المكتبات ، ونحن الآن بصدد الحديث عن مكتبة كان لها بالغ الاثر فى الثقافة فى العصور القديمة ، ولكن قبل أن نبدأ الحديث عن المكتبة نتطرق إلى المدينة التي نشأت فيها هذه المكتبة العريقة ألا وهى مدينة الاسكندرية ,
فنحن نعلم أن مدينة الاسكندرية قد حققت مكانة عالية فى مجال الجغرافيا والطب والفلسفة بحيث كان يكفى أن نعرف ان فلان تعلم في الاسكندرية ليكسبه ذلك مكانة مرموقة بين الناس كل ذلك بفضل مكتبة الاسكندرية ومقتنياتها وأمنائها .
فقد لعبت دوراً كبيراً فى تاريخ الحضارة الإنسانية ، حيث حفظت لنا تراث الفكر الإنساني القديم وترجماته فى شتى اللغات , فضلاً عن تيسيرها لمهمة البحث العلمى للعلماء والباحتين فى ذلك الوقت .
وقد قالت "عزة سلامة" في تحقيقها الذي نشرته صحيفة الأهرام ما يؤكد هذا الكلام (13/2/99), لقد كانت الإسكندرية قبل بناء مكتبتها الشهيرة منزلاً للباحثين والمفكرين الذين كانوا يأتون إلى مصر للقاء الكهنة والتعرف على أسرار العلوم القديمة من أمثال فيثاغورس , وهيرودوت وأفلاطون , حتى جاء الاسكندر الاكبر إلى مصر فى عام 331 قبل الميلاد وقام ببناء مدينة الاسكندرية على أرض شبة مسطيلة بين البحر المتوسط شمالاً وبحيرة مريوط جنوباً لتكون عاصمة جديدة لمصر (2).
كما أن مكتبة الاسكندرية لم تكن مجرد مكتبة تضم مجموعة من الكتب والمخطوطات ، إنما كانت في حقيقة الأمر مركزا علمياً ثقافيا ً إلى جانب ما كانت تحوية من كتب ولفائف البردى بلغ عدهها قرابة المليون كتاب وكانت تضم عشر قاعات كبيرة للأبحاث كل منها مخصص لدراسات معينة , فكان بها غرف للتشريح , وحدائق للنباتات وأقفاص للحيوانات , إلى جانب القاعات الضخمة المخصصة للمناقشات والمحاورات وكانت المكتبة تحتوى على معبد لآلهة الفن والأدب , وهناك العديد من الباحثين الذين تتلمذوا فى هذه المكتبة ومن أهم الباحثين الذين تتلمذوا فى أول جامعة في تاريخ البشرية (مكتبة الاسكندرية) "اقليدس" أبو الهندسة , "أرشميدس" أعظم المخترعين , "هيروفيلوس" مؤسس علم الفسيولوجيا , "أريس كوس" من أعظم الفلكين , وغيرهم من كبار العلماء والمفكرين (3).
ولم تكن الأرض التى قامت عليها المكتبة سوى مركز للحضارة الانسانية والفكر والابداع فى العالم القديم . فقد عرفت مصر المكتبة وأمين المكتبة منذ اكثر من ثلاثة ألاف عام قبل مكتبة الاسكندرية حيث كانت فى مصر مكتبات القصور الفرعونية وكانت فيها المكتبات الاكاديمية وكانت فيها المكتبات المدرسية وكانت فيها مكتبات المعابد ومكتبات المدرسة وكانت فيها مكتبات المعابد ومكتبات الأفراد.
وفى ظل هذه الأجواء والمناخ الجميل قامت مكتبة الاسكندرية درة مكتبات العالم القديم .
ولقد حاولنا في هذه المقال أن نستعرض سريعاً النقاط الهامة وهى إنشاء مكتبة الاسكندرية والمجموعات وتصميمها وأهم الأمناء والمفهرسين والنهاية المؤلمة للمكتبة والحريق الذى ألم بها وحاولنا أن نتناول كل من هذه النقاط على حدة بشيء من التفصيل.
النشأة :
بدأت فكرة المكتبة والتخطيط لها على يد بطليموس الأول (سوتير) وريث الاسكندر الأكبر مؤسس الدولة البطلمية فى مصر(4). حيث جمع حولة نخبة كبيرة من الرجال البارزين فى الأدب والفلسفة والعلوم والفنون استقدمهم من مختلف بلاد اليونان , ويسر لهم سبل القيام بأبحاثهم العلمية وكان فى طليعتهم صديقة الفيلسوف "ومتريوس الفاليرى" حيث أعجبه حرص "سوتير" ورغبته في أن تصبح الإسكندرية مركزاً للثقافة والعلم والحضارة فاقترح علية إنشاء مجمع على أن تلحق به مكتبة كبيرة وسمى هذا المجتمع "الموسيون" . وهكذا لم يكن القصد إنشاء المكتبة لذاتها , وانما خدمة للمؤسسة الأمم وهى الموسيون أو المتحف وكانت المكتبات تسعى إلى تحقيق هدف هذه المؤسسة التى تنتمى إليها وهو تيسير سبل البحث العلمى ,
وفى عهد بطليموس الثانى ازدهرت المكتبة ازدهاراً واسعاً وبعد نصف قرن من إنشائها ضاق المبنى الأصلى للمكتبة بما فيه من الكتب , مما استوجب إنشاء مكتبة ثانية فى معبد الشرابيون عرفت باسم المكتبة الصغرى آمييزاً لها عن المكتبة الام (5).
وقد زودت المكتبة الام المكتبة الوليدة بحوالى ثلاثة وأربعين الف مجلد من الكتب المكررة لتكون نواتها من ناحية وكوسيلة لايجاد مكان فى المكتبة الكبيرة للكتب الحديثة من ناحية ثانية , ومن ناحية ثالثة لتوفير مكتبة يستطيع القارئ التردد عليها , ولكن مع مرور الوقت نمت المكتبة الوليدة سريعاً وأصبحت فى العصر الرومانى مركزاً لحركة علمية كبيرة , وهاتان المكتبتان تعرفان فى التاريخ مكتبة الاسكندرية .
وقد وصفها الدكتور "مصطفى العبادى" بأنها لم تكن مجرد مكتبة .
حيث انها كانت تتكون من اربعة أجزاء هى : السما (المقبرة المعده للإسكندر). السرابيوم (معبد الاله سرابيس). المكتبة بها مئات الالوف من اللفائف المكتوبة فى جميع العلوم والفنون , وكتب السفن التى كانت تستنسخ من كتب السفن المارة بالإسكندرية بأمر من بطليموس الأول. المرسيون (أول مركز للبحث العلمى فى العالم وفية وضعت كل اسس العلم الحديث)(6).
مجموعات المكتبة :
تعد مكتبة الاسكندرية أعظم مكتبة فى العالم ، احتوت على نصف مليون لفافة بردى . وقد أمر البطالمة أن يهدى كل زائر من العلماء مدينة الاسكندرية نسخة من مؤلفاته وبذلك وصل عدد الكتب بمكتبة الاسكندرية اكثر من 700 ألف كتاب . وقد ذكر الدكتور "السيد السيد النشار" في كتابة "تاريخ الكتب والمكتبات فى مصر القديمة" فيما يتعلق بمجموعات المكتبة فقد تفاوتت تقديرات المصادر القديمة لعدد الكتب التى كانت تضمها كل من المكتبتين الأم , والسرابيون , لكن أقرب هذه التقديرات إلى الحقيقة هو احتوائها على حوالى نصف مليون مجلد . ولا نغفل أن نذكر أن محتويات مكتبة الإسكندرية من الكتب كانت تغطى جميع المعارف والفنون السائدة فى ذلك العصر من فلسفة وطب وفقة ولغة وفلك ورياضيات وطبيعيات وتاريخ وجغرافيا وغيرها . ولم تقتصر على الكتب اليونانية فقط . ولكنها بالاضافة إلى ذلك اشتملت على ترجمات لتراث المصريين القدماء والبابسليين والهنود والفيبية بين الى اللغة اليونانية(7) . وكانت المكتبة بالإضافة إلى انها تأخذ النسخ الأصلية من كل زائر وتعطية بدلا منها نسخة مصورة كانت كل سفينة تأتى إلى الميناء يتم تفتيشها ويصادر أى كتاب يعثر عليه فيها , ويؤخذ إلى المكتبة فإذا كانت فى حاجة اليه احتفظوا به وكتبوا منه نسخة تقدم إلى صاحب الكتاب مع بعض التعويض المادي. ولعلنا نستعجب من هذه الاعداد الهائلة من الكتب والبرديات فكانت المكتبة مضطرة إلى تنظيم هذا العدد الضخم من الكتب ومن هنا ننطلق إلى نقطة أخرى هامة وهى نتظيم مجموعات المكتبة الضخمه .
تنظيم مجموعات المكتبة الضخمة :
لابد من التنظيم الفنى فبغيرة يصبح من الصعب بل من المستحيل الوصول إلى أى مدى من مقتنياتها من جانب المستفيدين . وكانت هناك بعض العمليات الفنية فى مكتبة الاسكندرية محل التسجيل والفهرسة والتصنيف والترتيب وطريقه تنظيم هذا العدد الضخم من الكتب قام بها عدد من علماء الموسيون ولكن اشهرهم جميعاً هو "كاليماخوس" الذي كان من أبرز شعراء القرن الثالث ق. م ويعتبر أشهر المفهرسين . كان من أعمال "كاليماخوس" في خدمة المكتبة هو وضع كتابة المشهور باسم Pinakes وهو عبارة عن فهرس او سجل بأسماء الكتب التى فى المكتبة. وبالرغم من أن هذا الكتاب لم يصل الينا إلى أن بعض المعلومات الجزئية التى وردت فى الكتاب اللاحقين تشير الى انه وضع اسس وقواعد لتنظيم الكتب على النحو التالى(: شعر الملاحم والشعر الغنائى بصفة عامة الشعر التمثيلى وينقسم إلى نوعين : التراجمديا والكوميديا. كتب القانون . كتب الفلسفة . كتب التاريخ . أدب الخطابة . كتب الطب . كتب العلوم الرياضية . كتب العلوم الطبيعية . متفرقات . ولذلك يمكننا أن نقول من غير مبالغة أن كاليماخوس هو مؤسس علم المكتبات. وقد رتبت الكتب حسب موضوعاتها وتحت كل موضوع من الموضوعات العشر السابقة , أعطى "كاليماخوس" عن كل كتاب البيانات الببليوجرافية التالية (9): اسم المؤلف . ترجمة مختصرة عن المؤلف وتشمل مكان الميلاد – اسم والده واساتذه – تعليمة – لقبة . عناوين مؤلفاته مرتبة وأبجديا . ملاحظات حول نسبة الكتاب الى مؤلفة . كلمات البداية للكتاب . وسمى كتاب "كاليماخوس" أيضا بالفهرس التفصيلي وقد استطاع كاليماخوس أن يسجل فى هذا الفهرسه خمس (20%) ما احتوتة المكتبة , وهو ما يقدر بحوالى 90 ألف كتاب ثم جاء من بعده تلميذه أرسطو فأتم العمل الذي بدأه كاليماخوس وعلى الرغم من أن هذا الفهرس كانت تسيطر عليه روح قوائم الجرد وانه كان يجنح إلى التعريف بالمؤلفين اكثر من وصف المؤلفات إلا ان هذا الفهرس يعتبر من الاعمال الرائدة التى ظلت لفترة طويلة ذات تأثير على الأعمال الاخرى فى المجال . هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى قام "كاليماخوس" بإعداد العديد من الببلوجرافيات غير فهرس مكتبة الإسكندرية ومن ذلك بيليوجرافية كتاب المسرحيات بعنوان قائمة كتاب المسرح مرتبة زمنياً منذ بداية العروض وغيرها .
أمناء مكتبة الاسكندرية القديمة :
تعاقد به امناء المكتبة خلال أربعة قرون من الزمان ( 282 ق. م – 130 م) وكان اولهم "ويمتربوس الفاليرى" , ومن بعده "زينودوتس الافيسى" ثم جاء من بعده "كاليماخوس" الذى يعتبر من أشهر هؤلاء المكتببيين . لاحظ "كاليماخوس" أن نمو المكتبة أصبح كبيراً جداً إلى الحد الذى أصبح من غير الطبيعى الوصول إلى أى كتاب بسهولة ويسر ,
فقام "كاليماخوس" بعمليتين متلازمتين:
الأول : انه قسم الأعمال الطويلة إلى أقسام وذلك لإغراض تسهيل عملية تدلولها .
الثانى : انه أوجد فهرساً شاملا لمحتويات المكتبة واستلم المكتبة من بعده تلميذه” ابو لونيوس الروديس " (240 – 230 ق.م) ثم" ايراتو شيش" (230 – 195 ق.م) وكان عالماً رياضياً وفلكياً وجغرافياً واخبارياً .
ثم تبعة "ارسطو فان البيزنطى" ولعلة أول من أضاف علامات الترقيم النصوص اليونانية واستعمال الفواصل بين الجمل (10).
وفى عهد "بطليموس التاسع" كان هناك عدد من الأمناء النشيطين الذين كانوا يعملون فى مكتبة الاسكندرية وهم "أمونيوس" "وزينو" , "ديوكلوس" وقد عملوا تباعاً فى الفترة من (116 – 89 ق.م)
وهناك ثلاثة أسماء اخرى ورد ذكرها فى بعض المراجع ويرجع أنهم عملوا فى مكتبة الاسكندرية كمشرفين عليها فى ظل الحكم الرومانى
وهم " كايرمون" السكندر (50-70م).
"ديونيسيون" (100 – 120 م) .
ثم "قليوسم يوليوس فاسنيوس"
هذا وبعد أن استعرضنا نشأة مكتبة الاسكندرية القديمة والمجموعات التى كانت موجوده بها وأهم الفهارس والمفهرسين والأمناء . لم يبق لنا إلا موضوع طالما ثار الجدل وما زال يثير الجدل إلى وقتنا هذا،، وهو نهاية مكتبة الاسكندريه
نهاية مكتبة الإسكندرية :
بعد أن ظلت المكتبة منهلا عذباً يرتوي منه العلماء والمفكرين فى العصور القديمة , ما لبثت أن تلاحقت عليها الكوارث , الواحدة تلو الأخرى.
ومنذ بداية القرن الواحد قبل الميلاد . بدأت البلاد فى الانحدار من سيئ إلى أسوأ وأصبحت الثروة معولاً للهدم والتخريب وخاض بعض ملوك البطالمة المتأخرين حروباً مدمرة. أنهكت البلاد أقتصاديا مما كان له اثره المباشر على الحركة العلمية والفكرية , فتدهور الوضع – وهاجر العلماء إلى اثينا ورودين وأهملت المكتبة وتوقف تزويدها بالكتب. والأكثر من هذا أصبح من يقوم على أمرها عسكريون بعد أن كانوا علماء ومفكرين (12).
ومن ذلك انه فى عهد "بطليموس الثامن" تعرض الموسيون ومكتبتة الى كارثة عظمى , عندما أظهر أهل الاسكندرية عدم رضائهم عن تصرفاته لاهمالة لشئون البلاد , فترك جنوده يعبثون فى الأرض فساداً فقتلوا الشعب واضطهدوا العلماء وشتتوا شملهم .
وفى سنة 48 ق. م وقعت كارثة أصابت مكتبة الموسيون , حيث حضر يوليوس قيصر إلى الاسكندرية على أعقاب بومى فى الاسكندرية وجد قيصر حرب أهلية أخرى بين الملكة كليوباترا وأخيها الملك بطليموس الرابع عشر ، وحين اتخذ قيصر جانب كليوباترا تورط فى الحرب القائمة , وأعلن علية المصريون الحرب بقيادة أخيلاس(13) .وأضرم "يوليوس قيصر" النار في اسطولة في ميناء الإسكندرية فامتدت النيران الى ارصفة الميناء واحرقت جزءاً كبيراً من المكتبة .
ثم تعاقبت الأحداث بعد ذلك على المدينة ففى سنة 256 م تعرضت لنوع أخر من التدمير لكنة كان هذه المرة شديداً وخاصة فى الحرم الملكي حيث تقع المكتبة وبعد عشر سنوات كانت هناك موجة اخرى من الاضطهاد والتدمير على يد الامبراطور "اوربليانوس" أصابت الحرم الملكى بتسهير شديد لدرجة ان علماء المتحف فروا الى خارجة ولجأوا إلى معبد السرابيون ، ثم تلا ذلك الاضطهاد الاكبر ضد المسيحيين على يد الامبراطور "دقلديانوس" سنة 296 حيث قتل الناس ودمر جانبا من المدينة وأمر باحراق جميع الكتب التى اعمل فيها النار دون شفقة ،
هذه الكوارث جميعاً التى تعرض لها المتحف ومكتبة أثرت عليه ولم يصبح له أى نشاط إلا الذكرى . حيث انتقلت الحركة العلمية إلى السرابيون وصلت مكتبة محل المكتبة الام .
وفى القرن الرابع الميلادى اشتعلت بنيران الثورات الدينية وهدم معبد القيصريون وابيد معه مكتبته والتى كان قد اهداها المسيحيون الى صعيد السرابيون بقيادة الاسسقف ثيوفيلوس الذى كان قد استصدر أمراً من الأمبراطور بتدمير المعبد بوحي فيه معقل التفكير الوثنى , فاعملوا فيه النيران ما استطاعوا من تدمير وتخريب ونهب , ثم أمر بتحويل النباء الى كنيسة وارسل ما تبقى من الكتب الى روما والقسطنطينية (14).
وبذلك ختمت مكتبة الاسكندرية تاريخها مع نهاية القرن الرابع الميلادى , واسدل الستار على اخر فصل من فصلوها بعد أن ظلت على مدى سبعة قرون نسيبيا منهلا عذبا يرتوى منة رجال العلم والفكر والثقافة.
ولا نستطيع أن نغفل الحديث عن أمر طالما كثير الجدل فيه بين المؤرخين والكتاب وهو حريق مكتبة الاسكندرية الذى نسبة البعض من المؤرخين الى عمرو بين العاص بأمر من عمر بني الخطاب , ونفى مؤرخون اخرون عنه هذه التهمة , وهناك أدلة كثيرة على ذلك . حيث يقال ان ما تبقى من المكتبة العظيمة قد دمره عمر بن العاص بناء على أوامر من الخليفة عمر بن الخطاب عندما دخل الاسكندرية 642 م . وقيل أن لفافات الرق والردى وزعت على الجمامات لتسخين المياة للجنود (15).
وكتب "عزت السعيدنى" في تحقيق السبت (4/3/2000) عن حريق مكتبة الاسكندرية أن الفاعل الذى أحرق الأرض هم رجال أسطول يوليوس قيصر الذى قذف نيرانه على كل شئ فى الاسكندرية فكان نصيب مكتبة الاسكندرية قذائف أحرقتها ودمرتها وسوتها بالإرض وأحرقت معها أعظم كتب جرئ بها من كل الشعوب الأرض . ولم يكن عمرو بن العاص الفاتح العربى الذى جاء بالإسلام إلى مصر قبل نحو أربعة عشر قرناً من الزمان هو الذى أحرقها كما يحاول بعض المؤرخين الحاقدين على الاسلام أن يلحصوا به وبجنده سبب حرق مكتبة الاسكندرية .
وقد اثبت العالمان الدكتور" أحمد محمد المنوفى ، "والدكتور" مصطفى العبادى" فى هذا المجال أن مكتبة الاسكندرية لم يكن لها وجود على الاطلاق عند الفتح الإسلامى . مما يدحض القول بان العرب حرقوا المكتبة . حيث أن مكتبة الاسكندرية تعرضت للتدمير فى عهدها الاول بالحريق الذى أشعلة يوليوس قيصر (16).
وسيظل النهوض موجود الى أن شاء الله , ولا نعلم من هو المتهم الحقيقى ولكنا نستطيع ان نستنتج ان المكتبة احترقت على يد كل من أو إما على يد واحد من
يوليوس قيصر 47 ق.م لورايان 273 م. ثيوفيلوس 391 م . عمرو بن العاص 642 .
ولكننا نعود ونؤكد أن مكتبة الاسكندرية أحرقت فى عهد يوليوس قيصر سنة 47 ق. م ثم توالت عليها النكبات اثناء فترة الاضطهاد والاضطرابات التى عمت الاسكندرية حتى قضى عليها نهائيا فى عهد الامبراطور ثيوروسيوس فى أواخر القرن الرابع الميلادى وأن شكوى احراق مكتبة على يد عمرو بني العاص . أمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب دعوى باطلة ومحض افتراء .[/size]