الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: النواسخ الثلاثاء فبراير 02, 2010 8:23 am
النواسخ
" النواسخ " كلمات تدخل على الجملة الاسمية فتنسخ حكمها ، أي تغيره بحكم آخر، وإن كان الناسخ فعلاً .
كان وأخواتها:
كان هي رأس هذا الباب وعنوانه ، لأنه أكثر أخواتها استعمالا ً ، وهي فعل ناسخ لأنها تدخل على الجملة الاسمية ،فتغير حكمها بحكم آخر ،إذ ترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها ، ومعنى ذلك أنها هي العامل في الأسم و الخبر معاً . وهي فعل ناقص لأنها تدل على زمان فقط ، فهي لا تدل على حدث ، فهي لا تحتاج إلى فاعل إلا إذا كانت تامة فحينئذٍ تدل على حدث ، وتحتاج إلى فاعل مثل : تابّدت السماء بالغيوم واشتدت الريح فكان المطر .
لماذا سميت النواسخ كذلك ؟
سميت كذلك لأنها تدخل على الجملة الاسمية ،وتحدث نسخاً أي تغييراً على الوجه الذي شرحناه سابقاً ، ولا مانع من دخولها على المبتدأ النكرة فيصير ُ اسماً لها ، إذ لا يشترط في اسمها أن يكون معرفة في الأصل ،ولاكن يشترط في اسمها ألا يكون شبة جملة ، لأن اسمها في أصلة مبتدأ ، والمبتدأ لا يكون شبه جملة .
أنواع النواسخ :
1. نوع يرفع اسمه وينصب خبره فلا يرفع فاعلا ولا ينصب مفعولاً به مثل:
كان وأخواتها – كاد وأخواتها .
2. نوع ينصب اسمه ويرفع خبره مثل :إن وأخواتها.
3. نوع ينصب الاثنين معاً ولا يستغني عن الفاعل مثل : ظن وأخواتها
وسنتناول في هذا البحث النواسخ التالية :
ــ كان وأخواتها
ــ كاد وأخواتها
ــ إن وأخواتها
أخوات كان:
{ كان- ظل – بات – أصبح – أمسى – صار – ليس – مازال – مابرح – مافتئ – ماانفك – مادام }.
وهذه الأفعال ترفع المبتدأ تشبيهاً بالفاعل ويسمى اسمها، وتنصب خبره تشبيهاً بالمفعول به ويسمى خبرها، وهي ثلاثة أقسام:
1. ما يعمل هذا العمل مطلقاً وهو ثمانية [كان – أمسى – أصبح – أضحى - ظل – بات – صار – ليس ].
2. ما يعمل بشرط أن يتقدمه نفي أو نهي أو دعاء وهو أربعة:
زال – ماضي يزال وبرح – وفتئ وانفك ومثلها بعد النفي:
ــ ولا يزالون مختلفين هود (118)
ــ لن نبرح عليه عاكفين طه (91)
ــ وتا الله تفتأ تذكر يوسف (58) أي لا تفتأ
ــ وقول الشاعر:
فقلت بيمين الله أبرح قعداً
ولو قطعوا رأسي وأوصالي (لا أبرح)
ومثال تقدم النهي: صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت.
ومثال الدعاء: ولا زال منهلاً بجرعائك القطر.
3. ما يعمل بشرط تقدم (م) المصدرية الظريفة وهو نحو:( مادمت حياً ) مريم (31) أي مدة دوامي حياً وسميت ( ما ) هذه مصدرية لأنها تقدر بالمصدر وهو الدوام، وسميت ظريفة لنيابتها عن الظرف وهو المدة وهذه الأفعال في التصرف ثلاثة أقسام:
1- مالا يتصرف بحال وهو ليس باتفاق، ودام عند الفراء وكثير من المتأخرين.
2- ما يتصرف تصرفاً ناقصاً وهو زال وأخواتها، فإنها لا يستعمل منها أمرولا مصدر دام عند الاقدمين فإنهم اثبتوا لها مضارعاً.
3- ما يتصرف تصرفاً تاماً وهو الباقي.
وللتصاريف في هذين القسمين ما للماضي من العمل, فالمضارع
نحو:
لم اك بغياً مريم (30)
- والأمر نهو: كونوا حجارة، الإسراء (50).
- والمصدر كقوله: وكونك إياه عليك يسير.
- واسم الفاعل كقوله: وما كل من يبدي البشاشة كائناً أخاك.
أحكام خبرها من حيث التقديم والتأخير:
- يجوز توسط أخبار هذه الأفعال بين الفعل والاسم ، فمثال وجوب تقديمها على الاسم قولك : ( كان في الدار صاحبها ) لئلا يعود الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة . ومثال تأخير الخبر عن الاسم قولك:
- كان أخي رفيقي ( فلا يجوز تقديم رفيقي على أنه خبر، لأنه لا يعلم ذلك لعدم ظهور الإعراب ).
أما ما توسط فيه الخبر كما في قوله تعالى: وكان حقاً علينا نصر المؤمنين. سورة الروم (47) – وكذلك سائر أفعال هذا الباب.
حكم هذه الأفعال من حيث التمام والنقصان:
المراد بالتام ما يكتفي بمرفوعه مثل: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة. سورة البقرة (218) أي إنه: وإن وجد ذو عسرة.
وقوله: خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض( سورة هود: 107 )
وقوله: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. سورة الروم: 17)
والمراد بالناقص ما لا يكتفي بمرفوعه بل يحتاج معه إلى منصوب. وكل أخوات كان ( يجوز أن تستعمل " تامة " ) إلا ( فتىء ) و ( زال ) التي مضارعها ( يزال ) لا التي مضارعها يزول فإنها تامة نحو ( زالت الشمس ) و ( ليس ) فإنها لا تستعمل إلاّ ناقصة.
كان الزائدة:
1- تزاد كان إذا وقعت بين شيئين متلازمين وبلفظ الماضي.
- الدرس كان نافع.
- أو الفعل والفاعل مثل: لم يتكلم كان عالم.
- أو الموصول وصلته مثل: أقبل الذي كان عرفته.
- أو الصفه والموصوف مثل: ذهبت لزيارة صديق كان مريض.
- أو المعطوف والمعطوف عليه مثل: الصديق مخلص في الشدة كان والرخاء.
- أو حرف الجر ومجرور ه مثل: القلم على كان المكتب.
- أو بين التعجبية وفعل التعجب مثل: ما كان أجمل السماء ! ، وقد وردت زيادتها بلفظ المضارع شذوذاً في قول أم عقيل بن أبي طالب ( أنت تكون ما جد نبيل ).
- وتعرب زائدة، فلا تحتاج إلى فاعل ولا إلى اسم وخبر، ولا لشيء آخر مطلقاً فهي في زيادتها المحضة، مقصورة على التقوية والتأكيد.
- وقد وردت زيادة بعض أخواتها، فأصبح وأمسى في مثل: الدنيا ما أصبح أبردها وما أمسى أدناها – والأمر في هذا وأشباهه مقصور على السماع لا محالة.
2- تحذف وحدها دون معموليها فواجب بعد أن المصدرية، وذلك في كل موضع أريد فيه تعليل شيء بشيء، مثل: أما أنت غنياً فتصدق، فأصل هذه الجملة – تصدقّ لئن كنت غنياً ( حيث حذفت الام الجارة تخفيفا ً فصارت الجملة تصدّق إن كنت غنيا ً، ثم تقدمت ( إن ) ( إن كنت غنياً تصدّق ) ثم حذفت كان واتينا ( بما ) عوضاً عنها وأدغمناها في ( أن ) فصارت أمّا كنت غنياً. والحذف واجب لوجوب العوض عن المكان، وبقي اسم كان بعد حذفها، وهو تاء المخاطب – ولما كان الضمير المتصل لا يستقل بنفسه، جئنا بالضمير المنفصل ( أنت ) فصارت أمّا أنت غنياً فتصدّق.
3- أما حذفها مع خبرها دون اسمها فجائز بعد ( إنْ ) و ( لو) الشرطيتين فمثاله بعد إن ( المرء محاسب على عمله إن خير فخير وإن شر فشر ) فالأصل المرء محاسب على عمله ( إن كان في عمله خير فجزاؤه خير ) (وإن كان في عمله شر فجزاؤه شر )
ومثاله بعد لو ( أطعم المسكين ولو رغيف ) أي ولو كان في بيتكم رغيف.
4- حذفها مع معموليها فيجوز في بعض أساليب الشرط مثل: أتسافرون إن كان الحر شديداً
فيجيب: نعم وإن. أي أسافر وإن كان الحر شديداً.
حذف كان واسمها وخبرها:
1- تحذف كان مع اسمها ويبقى خبرها كثيراً بعد إن: كقول الشاعر:
قد قيل ماقيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل
والتقدير ( إن كان القول صدقاً وإن كان القول كذباً )
وبعد ولو:ائتني بدابة ولو حماراً ) أي ولو كان المأتي به حماراً.
حذف ( نون ) مضارع كان:
إذا جزم الفعل المضارع من كان قيل ( لم يكن ) والأصل يكون بحذف الجازم الضمة التي على النون، فالتقى ساكنان الواو والنون فحذفت الواو. لكنهم حذفوا النون تخفيفاً لكثرة الاستعمال فقالوا ( لم يك ) وهو حذف جائز لا لازم.
الحروف الناسخة التي تعمل عمل كان:
ما – ولا – ولات –وإن المشبّهات بليس.
تدريبات:
عين اسم كان واخواتها فيما يلي وأعربه
ـــ ولا يكون الجبن فضيلة ـــ ليس لك أن تتكبر على أحد