الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: رؤى شريفة الإثنين فبراير 22, 2010 1:30 am
رؤى شريفة
رؤيا ملك مصر
وأما رؤيا ملك مصر فقد ذكرها الله تعالي وذكر تأويلها الذي أولها به يوسف عليه الصلاة والسلام فقال تعالي :( وقال الملك اني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ، قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ، وقال الذي نجا منهما وادّكر بعد أُمّة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون ، يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ، قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون ، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون ، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )
وقوله تعالي : ( قالوا أضغاث أحلام ) قال أبن جرير يعنون أنها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها ، وهي جمع ضغث ، والضغث أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المـختلطة التي لا تـأويل لها . وذكر الماوردي والقرطبي عن أبي عبيده أنه قال : الأضغاف ما لا تأويل له من الـرؤيا ، وروي ابن جـرير أيضاً عن قتادة في قول: ( أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ) . قال أما السمان فسنون منها مخصبة ، وأما الـسبع العجاف فـسنون مجدبة لا تنبت شيـئاً ، وقوله : ( وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ) . أما الخضر فهن السنون المخاصيب ، وأما اليابسات فهن الجدوب المحول، والعجاف هي المـهازيل. وقوله: (قال تزرعون سبع سنين دأبا) الآية. قال القرطبي: لما أعلمه بالرؤيا جعل يفسرها له فقال: السبع من البقرات السمان والسنبلات الخضر سبع سنين مخصبات، وأما البـقرات العجاف والسـنبلات اليـابسات فسبع سـنين مجدبات فـذلك قوله: ( تزرعون سبع سنين دأبا). أي متوالية متتابعة. قال القرطبي: وهذه الآية أصل في صحة رؤيا الكافر وأنها تخرج على حسب ما رأى. وقوله: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون). قال ابن جرير: هذا خبر من يوسف عليه السلام للقوم عما لم يكن في رؤيا ملكهم ولكنه من علم الغيب الذي أتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه، ثم روى عن قتادة أنه قال زاده الله عـلم سنة لم يسألوه عنها فـقال: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون). ويعني بقوله: ( فيه يغاث الناس) بالمطر والغيث، وروى أيضا عن ابن جرير قال: ابن عباس رضي الله عنهما: ( ثم يأتي من بعد ذلك عام) قال: أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان الله قد علّمه إياه عام فيه يغاث الناس بالمطر. وذكر القرطبي عن قتادة أنه قال: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها إظهاراً لفضله، وأعلاماً لمكانه من العلم وبمعرفته
رؤيا فرعون بخروج رجل صالح
عن ابن مسعود رضي الله عنه وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم: أن فرعون رأى في منامه أن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بـني إسرائيل وأخـربت بيوت مصر، فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عن رؤياه فقالوا لـه: يخرج من هذا البـلد الذي جـاء بنو إسرائيل منه يعنون بيت المقدس رجل يكون على وجهه هلاك مصر فأمر ببني إسرائيل أن لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه ولا يولد لهم جارية إلا تركت.
رؤيا عبدالمطلب بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي الجـهم عن أبيه عن جده قال : سمعت أبا طالب يحدث عن عبدالمطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش عليّ مطرف خزّ وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت اليّ عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قـومي، فقالت: ما بال سيدنا قد أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى، وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل لأني كنت كبير قومي، فجلست فقلت: اني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشـرق والمغرب ورأيت نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا ، ساعة تخفى وساعة تـزهر ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها، فانتبهت مذعورا فزعا، فرأيت وجه الكاهنة قد تغير. ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس، ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود، قال فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم، قد خرج ويقول: (كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين، فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار)
رؤيا أم النبي صلى الله عليه وسلم بخروج نور منها
عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم قالوا: أخبرنا عن نفسك، قال: (نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام)
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: (دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام). رواه أحمد
رؤيا عبدالمطلب بحفر زمزم
ومن الرؤيا التي وقعت ما أمر به عبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم من حفر زمزم بعدما أندرس موضعها وعفي أثرها . قال ابن إسحاق : حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبدالله اليزني عن عبدالله بن زرير الغافقي أنه سمع على بن أبي طالب – رضي الله عنه – يحدث حديث زمزم حين أمر عبدالمطلب بحفرها ، قال : عبدالمطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال احفر طيبة ، قال : قلت وما طيبة ؟ قال : ثم ذهب عني . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فـجاءني فقال : احفر برّة ، قال: فقلت: وما برّة ؟، قال: ثم ذهب عني. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال: احفر المضنونة، قال: فقلت: وما المضنونة؟ قال: ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر زمزم ، قـال وما زمزم ؟ قال : لا تنزف أبداً ولا تذم ، تـسقي الحجيج الأعـظم وهي بين الفرث والدم عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل
قال أبن إسـحاق : فلما بين شأنها ودلّ على مـوضعها وعرف أنـه صدق غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبدالمطلب ليس له يومئذ ولد غيره فحفر فلما بدأ لعبدالمطلب الطي كبر فعرفـت قريش أنه قد أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا : يا عبدالمطلب إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقاً فأشركنا معك فيها، قال : ما أنا بفاعل إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم ، فقالوا له : فأنصـفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها، قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتـم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهـنة بني سعد بن هذيم ؟ قال: نعم، قال: وكانت بأشراف الشام فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف وركب من كل قبيلة من قريش نفر، قال: والأرض إذ ذاك مفارز، قال: فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفارز بي الحجاز والشام فني ماء عبدالمطلب وأصحابه فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا: انا بمفازة ونحن نخـشى على أنفسنا مثل ما أصابكم، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك فمرنا بما شئت، قال: فاني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون أخركم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا. قالوا: نعم ما أمرت به. فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ثم قعدوا ينتظرون الموت عـطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا لعجز فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ارتحلوا فارتحلوا حتى إذا فرغوا ومن معهم من قبائل قريش ينـظرون إليهم ما هم فاعلون تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجرت من تحت خفهـا عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبّر أصحابه ثم نـزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا حتى ملئوا أسقيتهم ثم دعا القـبائل من قريش فقال: هلمّ إلى المـاء فـقد سقانا الله فاشربوا واستقوا فجاءوا فشربوا واستقوا ثم قـالوا: قد والله قُضي لك علينا يا عبد المطلب والله لا نخاصمك في زمزم أبدا. إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم فارجع إلى سقايتك راشدا، فرجع ورجعوا معه ولم يـصلوا الكاهنة وخلوا بينه وبينهم