الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: نساء «الربيع العربى» يبحثن عن حقوقهن الخميس ديسمبر 22, 2011 12:31 pm
نساء «الربيع العربى» يبحثن عن حقوقهن
كتب طرابلس - «رويترز» ٢٢/ ١٢/ ٢٠١١
«رويترز» صورة أرشيفية لليبية فى مظاهرات ضد القذافى
فى ليبيا ومصر وتونس بعد الثورة تحاول النساء اكتشاف ما الذى يعنيه «الربيع العربى» بالنسبة لهن بالتزامن مع تنامى قلقهن ومخاوفهن من تراجع أدوارهن وتدهور الحقوق فى ظل صعود الإسلاميين للسلطة فى تلك الدول.
ومنذ الإطاحة بزعماء تونس ومصر وليبيا يخشى كثيرون من أن فراغ السلطة سيفتح الباب للجماعات الإسلامية لتولى السلطة وفرض تغييرات تضر بحقوق المرأة. ففى تونس صعد الإسلاميون بالفعل إلى السلطة، وفى مصر حققوا تقدماً فى الانتخابات البرلمانية.
واحتشدت «علمانيات» فى تونس «مهد» انتفاضات الربيع العربى للدفاع عن حياتهن الغربية بعد فوز حركة النهضة الإسلامية بالسلطة فى أول انتخابات حرة، وتضغط النساء على الأحزاب لحماية قانون ١٩٥٦ الذى يمنح المرأة التونسية مساواة كاملة مع الرجل، ومواجهة ضغط المتشددين الذين يرغبون فى إعادتهن لأدوارهن التقليدية. وقالت سعيدة قراش، وهى محامية ونشطة فى الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات «لم أشعر بالقلق قط على حرية المرأة كما أنا الآن»، وأضافت: «الخطر موجود فى كل مكان، على ما ترتديه المرأة، وحتى طريقة تفكيرها. إذا لم تكن مع الإسلاميين سوف يهينونك ويضايقونك».
وبينما تعهدت حركة النهضة بعدم فرض سلوكيات معينة على المجتمع واحترام حقوق المرأة تقول النساء العلمانيات إنهن لا يصدقن وعود الحركة. وما يزيد المخاوف هو سعى السلفيين لفرض رؤيتهم المتشددة والانقلاب على القوانين العلمانية فى تونس، مطالبين بالفصل بين الجنسين فى الجامعات وحق المرأة فى ارتداء النقاب.
وفى مصر حيث حصل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بجانب السلفيين على أكبر عدد من المقاعد فى أول مرحلتين من أول انتخابات بعد سقوط مبارك - دعا الإسلاميون إلى إضفاء طابع إسلامى على المجتمع مؤكدين أنهم يريدون انضباطا أخلاقيا فى الحياة العامة لكنهم لن يفرضوا قوانين معينة أو الحجاب على المرأة.
بينما يرى مدافعون عن حقوق المرأة أن المرأة تواجه معاملة سيئة بما فى ذلك العنف الأسرى والتحرش الجنسى والتمييز فى العمل وفى القانون، كما أن الزواج القسرى للقاصرات ما زال شائعا خارج المدن الكبيرة. ويقول دعاة حقوق المرأة إن هذا أفضل وقت لتوحيد الصف، لأن العامل الرئيسى الذى كان يسبب انقساما لحركة المرأة -وهو هيمنة السيدة الأولى السابقة سوزان مبارك عليها- لم يعد موجودا.
وفى الوقت الذى تعيد فيه البلاد بناء نفسها بعد ٨ أشهر من الحرب تضع المرأة الليبية رؤيتها لبداية جديدة. وظهر العديد من المنظمات النسائية منذ الإطاحة بالقذافى، وأقامت المرأة مراكز اجتماعات وألقت محاضرات ونظمت ورش عمل للتوعية بالقضايا الاجتماعية والسياسية والتجارية.
وقالت الليبية سارة بروين إن لديها أمنية واحدة فقط لنساء ليبيا الجديدة «بتحقيق المساواة، أياً كان الذى يفعله الرجال أريد أن تكون المرأة قادرة على القيام به، هذا هو زماننا».
ويقول مراقبون إن المجتمع الليبى أكثر محافظة من مصر وتونس. وأثار مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى، قلق الكثيرين عندما تعهد بالالتزام بالشريعة فيما يتعلق بتعدد الزوجات، لكنه هون من شأن أى تلميحات عن حكم إسلامى متشدد.
وقالت لاليه خليلى، وهى محاضرة لشؤون الشرق الأوسط فى جامعة لندن: «أعتقد أن القضية التى ستضر بها الشريعة حقاً هى حقوق المرأة. أعلنوا بالفعل فى ليبيا أن قوانين تعدد الزوجات سيجرى تخفيفها، ومن يدرى إلى أى مدى سيذهبون»، بينما يرى نشطاء ضرورة أن يستأذن الرجل زوجته إن أراد أن يتزوج عليها.
وعلى الرغم من أنه ليس هناك شك فى أن الإسلاميين سيقومون بدور مهم فى الدول الثلاث التى أطاحت بزعمائها فإن شكل هذا الدور سيتوقف على السمات الاجتماعية والثقافية فى كل بلد، وعلى حسب قوة التيار الإسلامى فى هذا البلد، ويقول نشطاء إنه ليس النساء فقط هن من يحتجن إلى التعبير عن آرائهن، بل على الجميع أن يتكيف مع متطلبات التغيير التى أطلقها الربيع العربى.